العدد 1499 - الجمعة 13 أكتوبر 2006م الموافق 20 رمضان 1427هـ

كوريا الشمالية... صداع أميركا «النووي»

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

في تحد كبير للمجتمع الدولي، ولاسيما للولايات المتحدة، فجرت كوريا الشمالية الاثنين الماضي، أول قنبلة نووية تجريبية تحت الأرض، تعادل قوة 550 طنا من مادة الـ”تي إن تي” في نفق تحت جبل شمال شرقي البلاد، وبإجرائها هذه التجربة النووية الناجحة، أصبحت كوريا الشمالية العضو التاسع في نادي القوى النووية، وهو النادي الذي يجمع القوى النووية المعلنة، إضافة إلى “إسرائيل”.

وشكل هذا التفجير النووي الذي أجرته كوريا الشمالية أخيرا “حدثاً مزلزلا” على الصعيد العالمي، إذ جاءت عملية إعادة فتح مفاعل يونغ بايون الكوري الشمالي بمثابة صب الوقود على النار. ومن هنا تجددت المخاوف الأميركية من قدرة بيونغ يانغ على إعادة تدوير أعواد الوقود النووي المكونة من اليورانيوم لإنتاج قنابل نووية.

بعد هذا التفجير النووي، وجدت كوريا الشمالية على الفور نفسها معزولة، وفي مواجهة المجتمع الدولي من الآن فصاعدا، الذي اتحد في إدانتها، حتى من قبل حليفتها الصين، إذ اتخذت هذه الخيرة وكذلك روسيا موقفين لافتين بمعارضتهما الخطوة الكورية الشمالية، في حين رأت طهران أن من “مصلحة” بيونغ يانغ العودة إلى المفاوضات لحل الأزمة.

إن أميركا التي تواجه دولة نووية جديدة هي كوريا الشمالية، تجد نفسها عاجزة عن ممارسة الضغط على نظام بيونغ يانغ لدفعها للتراجع عن مواصلة إجراء تجاربه النووية، في ظل غياب التوافق على هذا الصعيد مع موسكو وبكين، اللتين لن تكونا شريكتين في توافق ضاغط على كوريا الشمالية على رغم انتقادهما للتحدي الكوري، إذا ما لوحت واشنطن بالخيار العسكري.

في الوقت الحاضر، لا يوجد أي خيار عسكري واقعي ضد كوريا الشمالية، لعدة أسباب، أولا، إن سيئول وطوكيو لا تريدان حتى الحديث عن الخيار العسكري. ثانيا، لأنه من الصعب جداً تحديد بدقة كل المراكز النووية في البلاد. وأخيراً، لأن بيونغ يانغ، تمتلك القدرة على الرد المباشر، وأصبحت على طريق بناء ترسانة نووية تعتبرها رادعا في وجه أي هجوم أميركي محتمل، فضلاً عن أن سيئول عاصمة كوريا الجنوبية هي على مرمى نيران مدفعية كوريا الشمالية. ولن يكون للخيار العسكري صدقية، إلا في حال التهديد المباشر، أو في حال نشر كوريا الشمالية الأسلحة النووية وتكنولوجياتها إلى بلد آخر.

في الواقع ما تبحث عنه بيونغ يانغ من خلال هذه التجربة النووية هو ضمان بقاء النظام وشرعيته. وعلى نقيض عدة دول أخرى تمتلك أسلحة نووية، لا يبدو أن كوريا الشمالية تبحث عن التأثير في الوضع الدولي أو الإقليمي. بيد أنها تريد قبل كل شيء تأكيد شرعيتها السياسية. سؤالنا يبقى إلى أي حد سيعدل التفجير النووي الكوري الشمالي موازين القوى في شمال شرق آسيا؟ وهل سيطلق سباقا للتسلح النووي في المنطقة؟

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1499 - الجمعة 13 أكتوبر 2006م الموافق 20 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً