العدد 1499 - الجمعة 13 أكتوبر 2006م الموافق 20 رمضان 1427هـ

قاسم: خيار المشاركة يدفع الضرر ويقلل التهميش

قال الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة الجمعة أمس انه يؤيد خيار المشاركة في الانتخابات النيابية لان هذا الخيار «يدفع الضرر»، و «يقلل التهميش». وأوضح قاسم ان «المشاركة هي من أجل دفع الضرر قبل أن تكون من أجل جلب النفع»، مشيراً إلى أن «المقاطعة فيما أرى لن تجلب نفعاً ولن تدفع ضرراً، والمشاركة نصيبها من المكاسب قليل، ولكن دورها في دفع الضرر ملحوظ»، مردفاً «فيما أرى ان الشعب لن يدفع ثمناً لمشاركته، وإذا كان في التجربة قصور وتقصير فإنّه بعد إخلاص النواب لا يحسب إلا على الحكومة، والمقاطعة انسحاب من ساحة من ساحات الصراع السياسي بلا ثمن يُقبض، وفيها زيادة تهميش وإقصاء وانزواء عن موقع من مواقع التأثير، وموقع من مواقع القرار». وقال قاسم: ان «المجلس العلمائي ذهب إلى خيار المشاركة، آخذاً في نظره كل الأبعاد»، مسترجعاً ما حدث في 1972 و 1973 عندما أوصى كل من الامام الشهيد محمد باقر الصدر والمرجع الشيخ محمد أمين زين الدين بضرورة المشاركة في المجلس التأسيسي والمجلس الوطني آنذاك، وكيف ان تلك المشاركة ساهمت في «تخفيف الضرر، و دفع شيء من المفاسد». وأكد قاسم أن « دعوة المجلس العلمائي هي دعوة لكتلة انتخابية واحدة متراصَّة ولكن من عناصر كفوءة ومؤمنة، من عناصر مختارة بعناية، ومن أجل الله والمجتمع المسلم ورعاية لحق الوطن»، مشيراً إلى أن «المجلس لا يقف في وجه التحالفات السياسية المحسوبة والتي تؤدي إلى مصلحة وطنية أكبر في البُعد الديني والدنيوي، وفيها قدرة أكبر على إحقاق الحق وإنصاف الشعب».


أكد على دعم الكتلة الموحدة

قاسم: المقاطعة تعني زيادة تهميش وإقصاء وانزواء عن موقع من مواقع التأثير

الوسط - محرر الشئون المحلية

تحدث خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز الشيخ عيسى أحمد قاسم عن المشاركة والمقاطعة للعملية الانتخابية، مشيراً إلى أن «المشاركة والمقاطعة أمران خطيران لكونهما يمسّان حاضرنا ومستقبلنا على مستوى الدنيا والدين معاً، فليس سهلاً أن أأخذ بقرار المقاطعة، وليس سهلاً أن أأخذ بقرار المشاركة: كلٍّ منهما مسئولية ضخمة أمام الله عزّ وجل، والأمر أمر دين قبل أن يكون أمر دنيا»، موضحا أن «كل من القرارين يحتاج إلى خبرة ونظر موضوعي بتجرّد، ويحتاج إلى فقه، ويحتاج إلى تقوى، فلا يمكن أن يقرّر في المسألة بعيداً عن النظر الموضوعي، ولا يمكن أن يقرّر في المسألة بعيداً عن معطيات الفقه، ولا يمكن أن يقرّر في المسألة من مجتمع مؤمن ومن إنسان مؤمن بعيداً عن التقوى».

وأضاف قاسم «ليس في المشاركة فيما أرى مكاسب كبرى، ولا أقول بأنها خالية مطلقاً من المكاسب، والمشاركةُ هي من أجل دفع الضرر قبل أن تكون من أجل جلب النفع»، مشيراً إلى أن «المقاطعة فيما أرى لن تجلب نفعاً ولن تدفع ضرراً، والمشاركة نصيبها من المكاسب قليل، ولكن دورها في دفع الضرر ملحوظ»، مردفاً «فيما أرى أن الشعب لن يدفع ثمناً لمشاركته، وإذا كان في التجربة قصور وتقصير فإنّه بعد إخلاص النواب لا يحسب إلا على الحكومة، والمقاطعة انسحاب من ساحة من ساحات الصراع السياسي بلا ثمن يُقبض، وفيها زيادة تهميش وإقصاء وانزواء عن موقع من مواقع التأثير، وموقع من مواقع القرار»، مؤكداً أن «أخذ القرار بالمشاركة أو المقاطعة محتاج كما تقدم إلى نظرة موضوعية شاملة، يضاف إلى ذلك مطالعة للتجارب المحلية والخارجية، إلى ما هو المهم جداً من النظرة الفقهية وتقوى الله سبحانه وتعالى، والنظرِ إليه سبحانه قبل النظر إلى الناس»، منوهاً إلى أن «المجلس العلمائي ذهب إلى خيار المشاركة، آخذاً في نظره كل الأبعاد التي سبق ذكرها من مقوّمات خيار المشاركة أو خيار المقاطعة، خيار المجلس العلمائي حاول وبإخلاص وصدق وجدّية أن يستجمع عناصر الخيار الرشيد وهي العناصر المتقدمة، وهو خيار نظيف بعيد عن كل الحسابات المصلحية الضيقة، والفئوية الضيقة، وهو تام القانونية، ودرجة قانونيته كاملة تماماً».

وأوضح قاسم «ونرى أنه بموازين الدين والسياسة ينبغي للمؤمنين أن لا يفرّطوا في العملية الانتخابية أو أن يتكاسلوا عن الإدلاء بأصواتهم في صالح القوى المخلصة، لا تعطوا للآخرين فرصة جديدة لأن يقرروا مصيركم، وأن يقضوا في حاضركم ومستقبلكم وأنتم غائبون، كونوا في موقع القرار، وقولوا كلمتكم قوية وجريئة، قولوا كلمة الحق وإن ثقلت على الآخرين، وقفوا معها إلى آخر الشوط».

وتحدث عن تجربة الكتلة الدينية في المجلس الوطني للعام 1973، «وأقول لكم: ما كان الشهيد (محمد باقر) الصدر ، ولا الشيخ محمد أمين زين الدين يوم أن نصحا ودفعا للمشاركة في المجلس التأسيسي، والمجلس الوطني التشريعي الأول ما كانا يقدّران لتلك المشاركة أن تأتي بنتائج ضخمة، وأن تقلب الموازين، وأن تخلق معادلة جديدة على الأرض»، مضيفا «ما كان الرجلان الوعيّان التقيّان يتوقّعان من دخول فئة قليلة من الإسلاميين، بعضهم كان أميّاً، وبعضهم كان على شيء من العلم ليس بكثير، ما كان الرجلان يقدّران مشاركة تلك الفئة في وضع الدستور وثم في التجربة الثانية النيابية أن تهدم واقعاً، وتقيم واقعاً جديداً مكانه، كان أكثر النظر عندهما يتّجه إلى تخفيف الضرر، وإلى دفع شيء من المفاسد، وإلى أن يكون حضور للكلمة الإيمانية الرسالية الواعية بحيث تُضايق الباطل - لو كان - في مواقعه»، مؤكداً أن «الكتلة النيابية الإسلامية اليوم أكبر وعياً، وأكثر خبرة، وربما كانت أقوى عوداً، وأشد وقوداً، على أنّه يجب علينا أن نحسن الاختيار».

وفي رده الأول بشأن أن المشاركة تعطي التعديلات الدستورية شرعية ذكر قاسم «أما الشرعية الوضعية التي قد يُخاف على أن نعطيها للنظام بقرار المشاركة فهي أمر غير وارد، الشرعية الوضعية في كل البلاد العربية والإسلامية غير قائمة على نتائج الديمقراطية الحقيقية، وهي هنا لا تنتظر هذا الأمر على الإطلاق»، مشيرا إلى أن «هناك أنظمة معروفة بتخلّفها وكفرها بالديمقراطية نهائياً، وهي مدعومة من أميركا ومن الغرب الذين نتطلّع إلى الديمقراطية من آفاقهما تطلّعاً غير مدروس، تطلّعاً أقرب إلى الوهم منه إلى الحقيقة»، موضحا «هناك نظام رسمي في المنطقة هو أقرب الأنظمة في المنطقة وفي العالم العربي والإسلامي إلى الديمقراطية، وأشدّه أخذاً بها، وكل الغرب وأميركا يعاديه ويندّد به ويقاومه، فهل من بعد ذلك كلّه تعتمد الشرعية الوضعية في البحرين على مشاركتنا! الاحتمال صفر تماماً».، مردفاً بان الدول الكبرى وكل الدول في العالم أكدت «الشرعية الوضعية للحكم في البحرين»، وان هذه الدول ليست بانتظار قرار مشاركة أو مقاطعة من المعارضة لكي تحدد وجهة نظرها تجاه شرعية النظام.

ووجها رسالة إلى المترشحين لعضوية مجلس النواب «أيها المتطلّع إلى النيابة أنت اليوم عزيز، وربما كنت بعد دور النيابة ذليلاً، ربما أذلّتك النيابة، واليوم أنت مسكوت عنك وغداً ستتناولك الألسن السليطة بكل ما يؤذيك، أنت اليوم غير محاسب وغداً يُحاسبك الشعب كلّه، واليوم أنت غير ملاحق فيما تفعل في علاقاتك، في شئونك الخاصة، وغداً ستلاحقك العيون، وستُحسب عليك الأنفاس، ومن أين جاءك الدرهم الواحد(...)».

وأكد قاسم أن « دعوة المجلس العلمائي هي دعوة لكتلة انتخابية واحدة متراصَّة ولكن من عناصر كفوءة ومؤمنة، من عناصر مختارة بعناية، ومن أجل الله والمجتمع المسلم ورعاية لحق الوطن»، مشيراً إلى أن «المجلس لا يقف في وجه التحالفات السياسية المحسوبة والتي تؤدي إلى مصلحة وطنية أكبر في البُعد الديني والدنيوي، وفيها قدرة أكبر على إحقاق الحق وإنصاف الشعب، التحالفات من هذا النوع لا يمكن أن نقف في وجهها، وإذا كانت على حساب دُنيا الشعب، أو على حساب دينهم فهي تحالفات مرفوضة»، منوهاً إلى أنه «قد أتحالف مع القريب، وقد أتحالف مع البعيد ولكنه التحالف المحسوب الموضوع في موضعه، والقائم على رعاية المصالح والمفاسد، بأن يكون آخذاً بالمصلحة وفيه درء للمفسدة».

وقال قاسم «إن أي التفاف أو تحايل وغشّ وتزوير في العملية الانتخابية ينبغي أن يؤدي وبكلّ بساطة إلى انسحاب جماعي من مجمل العملية الانتخابية، وهو ما ينبغي أن تلتزم به كلّ القوى الإسلامية والوطنية»، مضيفاً «ندخل عملية انتخابية صادقة، ولا ندخل في عملية انتخابية مزوّرة فنكون شركاء في التزوير»، مطالباً بـ «رقابة محايدة أو رقابة مشتركة شاملة تغطّي كل مراكز الانتخاب، وإعطاء المجنّسين حق الانتخاب فضلاً عن الترشّح سيسجّل خرقاً واضحاً يعصف بنزاهة العملية الانتخابية ويسقط قيمتها»، مشيراً إلى أن «المراكز الانتخابية العامة تعطي فرصة التلاعب بالأصوات، والتحايل والغش في العملية والتزوير، وحجب من يستحق موقع النيابة عن موقعه، والدفع بمن لا يستحق الموقع إلى ذلك الموقع»، مختتماً بالتأكيد على أن «المرشّح غير الكفؤ أو غير الأمين سيُحرج نفسه وسيُسقط نفسه، وخيرٌ له أن لا يجازف بسمعته وشرفه وموقعه في مغامرة لم يُعدّ نفسه لها».

توفيق: النظام وراء الإنجازات وغيابه سبب الإخفاقات

من جانبه أكد خطيب الجمعة في جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق أن النظام يقف وراء الكثير من الإنجازات التي حققها المسلمون الأوائل، وأن غيابه يمثل سبباً رئيسياً في المشكلات والعقبات التي تعترض طريق نهضة العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن الخلل وغياب النظام ينسحب على كثير من المسائل الصغيرة أيضاً كترتيب الصفوف للصلاة.

وقال توفيق «إن تاريخ الأمة ليزخر بالكثير من الحوادث التي ارتبطت بشهر رمضان من غزوات فيها النصر وفيها الهزيمة، ولكن ذلك لم يكن بسبب شهر رمضان أوغيره وإنما كان بسبب ما كان عليه المسلمون من قوة واستعداد نفسي ومادي»، مشيراً إلى أن «المسلمون الأوائل كانوا على درجة من الإيمان الحقيقي والمتصل لا المرتبط بشهر رمضان فقط، كان إيمانهم كبيراً واستعدادهم كبيراً، بحيث كانت تعاليم الدين هي أساس الحياة التي يسيرون عليها، فكان النظام في حياتهم هو أساس، في الصلاة نظام وفي الزكاة نظام، وفي الصوم نظام والحرب نظام»، موضحاً أن «النظام كان ركناً من أركان الدين الذي اعتنقوه، ومن تأمل شعائر الدين لوجد ذلك جلياً»، معتبراً أن «ما يفتقده المسلمون في هذه الأيام هو معرفة أهمية النظام في الحياة، فترى كثيراً من المسلمين يعيشون حياة الغاب أو حياة عشوائية، فحياتهم كيفما أتت بها الظروف من دون أن يكون هناك تدخل فيها».

وأضاف توفيق «المصيبة الكبرى أن حياة الكثير من المسلمين ينقصها النظام والتقيد بالشرع، فعلى سبيل المثال لا الحصر، كم من القضايا تتكرر على المسلمين من هزائم نفسية ومادية والمسلمون في سبات عميق لم يستفيدوا من هذه التجارب كلها؟»، متسائلاً «كم من الخسائر المادية والبشرية التي منيت بها الأمة والمسلمون في صمم وعمي؟ وكم نصح الناصحون ولكن لا حياة لمن تنادي، فطريقة تفكير المسلمين ليست بطريقة مثلى، انظروا إلى صفوف المسلمين لولا الخطوط لما نظمت، في حين لم يؤثر أن النبي (ص) قد خط خطاً لينظم صفوف المسلمين فتنتظم الصفوف، في حين لا يوجد إمام لا يقول ذلك ولكن أنظروا إلى صفوف المسلمين مبعثرة وغير منظمه لا تراص ولا تسوية ولا إكمال للصفوف الأولى»، مشيراً إلى أن «المسلمين يسمعون نداء اتقوا الله ولكنهم لا يستشعرون ذلك في نفوسهم ويقول الواحد منهم لست معنياً بذلك وإنما المراد هو الفاسق والعاصي، وما علموا بأن الأمر بالتقوى يراد منه التقوى نفسها و المراد الآخر إلزام التقوى والتمسك بها إن كنت من أهلها»، موضحاً أن «الأمة تعاني من الصمم في تطبيق تعاليم الدين، يسمعون ولا يعملون ولا يطبقون، انظروا إلى كنائس النصارى من حيث النظافة، والنظام في صف السيارات والنعل؟ وانظروا إلى المسلمين، فوضى عارمة وأنانية، فمن وقف لا يبالي بالآخر، ويكاد الداخل يتعثر في دخوله بسبب النعل المترامية هنا وهناك، والسؤال لماذا؟ الجواب فقدان النظام والسير على منهجية».

وأكد توفيق أن «أهل هذا الزمان لن يصلحوا إلا بإتباع هدي النبي (ص)، وإن لم يكن هناك هدي واضح في بعض المسائل المستجدة فلينظر المسلمون للمصلحة العامة التي حث عليها الإسلام في الكثير من قضايا الدين»، مشيراً إلى أن «المسلم الحقيقي هو من يتقيد بنظام الدين الإسلامي الحنيف، وينظر إلى نفسه نظرة المخاطب بجميع مسائله، فهو المسلم المنظم والعابد، وما طعن في ديننا إلا من خلال ممارسات بعض المسلمين الخاطئة التي عممها الأعداء علينا أجمعين، فحري بالمسلم أن يكون قدوة»، مضيفاً «وليتفقه المسلمون بأمور دينهم، فإنه مازال الكثير من المسلمين يسألون وحق لهم أن يسألوا ولكن أسئلتهم متكررة، ولعل الرجل المصلي والمتاجر لا يفقه شيئاً من مسائل الإسلام فيما يقوم به، والمرأة التي تحيض وتلد وترضع مازالت جاهلة بأمور دينها، حتى أن طلبة العلم يتلقون الكثير من الأسئلة المتكررة ولعله يعرف السؤال من أول كلمة منه، وهذا من جهل المسلمين وحاجتهم للعلم»، مردفاً «فإذا كنا لمثل هذه القضايا البسيطة غير منظمين وملتزمين فكيف نطمع في تحقيق الآمال الكبيرة مثل تحرير المسجد الأقصى وتحرير فلسطين وحل قضية العراق؟»

العدد 1499 - الجمعة 13 أكتوبر 2006م الموافق 20 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً