لأن دورها في «حدائق الشيطان» يرتبط ارتباطاً شديداً بشخصية السيدة الصعيدية، ولأنها ظلت تنتقل من قرية إلى قرية داخل مدن الصعيد لتتعلم عن قرب اللهجة الصعيدية، فقد كانت لهجتها أثناء حوارنا معها تدل على أنك فعلاً تخاطب سيدة صعيدية، وعلى رغم أنها بدأت الظهور على الساحة الفنية منذ سبع سنوات فقط فإن أعمالها اتسمت بالبطولة المطلقة في معظم أفلامها وأعمالها التلفزيونية فقدمت الفتاة الصعيدية في «الضوء الشارد»، وغامرت بتقديم فتاة الليل في فيلم «راندفو» وشاركت بالبطولة في فيلم «علي سبايسي»، ولم تنسَ عشقها للغناء في فيلم «بحبك وأنا كمان» مع مصطفى قمر، وظهرت في دور شريرة في مسلسل «ريا وسكينة»، وأخيراً تنتظر عرض فيلم «عمارة يعقوبيان» والذي شاركت البطولة الجماعية فيه، وها هي اليوم تقدم دور المرأة الصعيدية مرة أخرى، يشاركها البطولة فيه الفنان السوري جمال سليمان وهو من تأليف محمد صفاء عامر، وإخراج إسماعيل عبدالحافظ، والذي سمح لسمية بربع ساعة لإجراء هذا الحوار:

بداية حديثنا عن دورك في «حدائق الشيطان»؟

- أجسد شخصية فتاة صعيدية تدعى «قمر» تعيش في الجزيرة نفسها، التي يعيش فيها «الدكتاتور مندور أبوالدهب» (جمال سليمان) الذي يراها ويعجب بها، ويطلب يدها للزواج لكنها ترفض الزواج منه لأنه مستبد ويفرض سلطته على كل سكان الجزيرة، وتصمم على رفضها له على رغم علمها بأنه يحبها فيحاول اللجوء لأكثر من حيلة لإقناعها بقبول الزواج منه، إلى آخر الوقائع، فأنا لا أريد أن أحكي المسلسل كله حتى لا أحرقه قبل عرضه.

معنى ذلك أن مشروعاتك السينمائية مؤجلة بسبب المسلسل؟

- فعلاً أنا متفرغة للمسلسل، لأنه عمل ضخم ويحتاج إلى تفرغ، بالإضافة إلى أن معظم مشاهده يتم تصويرها خارجياً في أماكن مختلفة معظمها في محافظات الصعيد ومركز الصف بالجيزة، والتصوير الخارجي يحتاج إلى تفرغ من أجل السفر وسرعة الإنجاز، ولا أستطيع الاشتراك في أي عمل سينمائي، إلا بعد الانتهاء من تصوير المسلسل.

«علاقة جريئة»

وماذا عن فيلم «علاقة جريئة» الذي تستعدين لتصويره؟

- غير صحيح إنني سأعمل في هذا الفيلم وكلها شائعات لا أساس لها من الصحة، وآخر أعمالي بالسينما كان «عمارة يعقوبيان» الذي انتظر عرضه خلال شهر يونيو/ حزيران المقبل.

بمناسبة «عمارة يعقوبيان» ما هو دورك في الفيلم؟

- قبل أن أتحدث عن دوري أود أن أعبر عن سعادتي بهذا العمل فهو تجربة فريدة جمعتني بنجوم كبار مثل عادل إمام ونور الشريف، وأجسد خلال الفيلم شخصية «سعاد» وهي سيدة أرملة من طبقة متوسطة تجبرها الظروف على الزواج من رجل يكبرها بأكثر من عشرين عاماً، لكن بسبب الحياة التي تعيشها تقبل ذلك على رغم معاناتها مع هذا الرجل.

بعد تقدمك في أدوار البطولة النسائية كيف قبلت الظهور في فيلم تحكمه البطولة الجماعية؟

- لم أفكر بهذا المنطق في «عمارة يعقوبيان» لأنه تجربة مختلفة بكل المقاييس، وسيضيف لرصيدي الفني الكثير، أما فكرة البطولة المطلقة فكلنا كفنانات ننتمي إلى جيل واحد، أحلامنا هي اعتلاء عرش البطولة، وهو ما نبحث عنه من خلال أعمال فنية تتوافر لها أسباب النجاح بنسبة كبيرة.

هل ستختلف اختياراتك الفنية بعد عرض «عمارة يعقوبيا»؟

- بكل تأكيد، فالمعيار الأساسي سيكون نوعية الدور وأهميته درامياً قبل أية أعمال من باب المجاملة.

اتسمت أدوارك خلال الفترة الأخيرة بالتنوع فهل تخططين لذلك أم أن الأمر لا يعدو كونه مصادفة؟

- منذ دخولي الوسط الفني قبل سبع سنوات وأنا أحرص على انتقاء أدواري بعناية فائقة، كما أهتم بالتنوع وعدم الظهور في شخصيات واحدة في أكثر من عمل، فالتكرار يحرق نجومية الفنان، ويقلل من رصيده عند الجمهور، وخلال حياتي الفنية حرصت على تقديم شخصية الصعيدية، كما في مسلسل «الضوء الشارد» أمام ممدوح عبدالعليم وسميحة أيوب، ولاقت الشخصية إعجاب الجمهور والنقاد، ومازال كثير من الجمهور يذكرونني بها، كما قدمت شخصية فتاة الليل التي تعاني من ظروف اجتماعية دفعتها للسير في هذا الطريق السيئ، ولكنها من داخلها تحلم بالحياة النظيفة، وذلك في فيلم «راندفو» وهذا العمل بالذات اعتز به كثيراً، فقد كان بمثابة مغامرة وجرأة فنية من المخرج القدير علي عبدالخالق الذي أسند إليّ تلك الشخصية وأنا من وقتها لم أتردد في تجسيدها، وعلى رغم تحذيرات البعض لي من أن يضعني الجمهور وبعض النقاد وصناع السينما على انني فنانة إغراء، ولكن طريقة تجسيدي للشخصية أثبتت للكثيرين اننى فنانة أتمتع بموهبة فنية عالية تسمح للمخرج ذي الرؤية الثاقبة أن يطوعها كيفما شاء، وهو ما تكرر بعد ذلك مع المخرج علي عبدالخالق في فيلم «يوم الكرامة»، إذ أعاد تقديمي بشكل مختلف أثنى عليه كل من شاهد الفيلم، وهناك أيضاً دوري في مسلسل «محمود المصري» الذي أضاف إلى كثيراً، والأهم شخصيتي في فيلم «عمارة يعقوبيان» التي أعتقد أنها ستضيف لي الكثير عند عرض الفيلم للجمهور خلال الموسم المقبل.

أنماط متعددة

- هل هناك شخصيات محددة تحلمين بتقديمها في الفترة المقبلة؟

- ليست هناك شخصية بذاتها، فأنا أحلم بتقديم أنماط فنية متنوعة كي أشبع الفن بداخلي.

بالنسبة إلى فيلم «علي سبايسي» الذي يعد آخر فيلم عرض لك خلال الصيف الماضي، توقع الكثيرون أن يحقق إيرادات عالية لكنه خالف التوقعات لماذا؟

- الفنان عليه أن يؤدي دوره، وهذا ما قلته وقتها وليست لي علاقة بالإيرادات أو غيرها، علينا أن نؤدي أدوارنا ونجتهد، أما مسألة الإيرادات فهي مرتبطة بالدعاية وعدد النسخ المطروحة من الفيلم في دور العرض، وعدد الأفلام المنافسة والمعروضة في توقيتات متقاربة، كما يحدث في موسم الصيف.

ظهورك الغنائي في «علي سبايسي» كان أقوى بكثير من ظهورك الغنائي في الأفلام السابقة لماذا؟

- قمت بالغناء في أفلامي السابقة مثل «بحبك وأنا كمان» وشاركت مصطفى قمر أغنية دويتو، وأيضاً فيلم «راندفو» وهنا كان ظهوري الغنائي أقوى كما تقول بسبب طبيعة الشخصية، والدور الذي أقدمه إلى جانب اننى دخلت عالم الفن في البداية كمطربة.

ذكرت من قبل انك تحضرين لألبومك الغنائي الأول وحتى الآن لم يصدر لماذا؟

- فعلاً قمت بتسجيل عدة أغنيات من ألبومي، وكنت أسير في خطوات التحضير له بشكل جيد لولا انشغالي بتصوير مسلسل «ريا وسكينة» وبعد انتهائي من التصوير سافرت خارج مصر لظروف خاصة، ثم للانشغال بتصوير مسلسل «حدائق الشيطان» لكني سأستأنف التحضير للألبوم عقب انتهائي من التصوير بإذن الله.

هل سيحمل الألبوم أغاني أفلامك التي تتحدثين عنها؟

- لا يمكن طرح الأغنيات ضمن ألبوم غنائي واحد لأنها من إنتاج جهات إنتاجية أخرى وربما لو أقدمت على ذلك سأستشير هذه الجهات أولاً، وحتى الآن لم أفكر في هذه الخطوة وخصوصاً أن تركيزي حالياً في التمثيل بشكل كبير لأنه أخذني من الغناء، ولذلك أنتظر الفرصة للظهور بشكل غنائي في الأفلام التي أقدمها

سمعنا أيضاً أنكِ تعقادتِ مع المنتج «نصر محروس» لإنتاج ألبومك المقبل، فما حقيقة ذلك؟

- فعلاً، وسيشارك أيضاً في كتابة عدد من الأغنيات التي سأطرحها في الألبوم، وسيضع ألحان عدد كبير منها الملحن الكبير رياض الهمشري