العدد 1499 - الجمعة 13 أكتوبر 2006م الموافق 20 رمضان 1427هـ

كواليس الأفلام كنز مدفون

بعد أن أصبحت صناعة جديدة في عالم السينما

صراع القنوات الفضائية على الفوز بكواليس الأفلام وعرضها على الشاشة فتح الباب أمام صناعة جديدة في عالم السينما ظلت منسية سنوات طويلة، وخصوصاً ان هذه المشاهد تجذب الجمهور، الذي يبحث عن التفاصيل التي تدور بين النجوم والفنانين أثناء تصوير وقائع الأفلام، وعلى رغم لجوء المنتجين في الفترة الحالية إلي تصوير الكواليس وإعادة استخدامها كدعاية والحصول من ورائها على مكاسب مادية تساهم في تكاليف الفيلم فإن هذه الصناعة لاتزال في مستوي لا يرقى إلى فن تصوير ما يدور في كواليس السينما العالمية. عدد من النقاد السينمائيين طالبوا بضرورة الاهتمام بتصوير ما يدور في الكواليس في مصر بشكل أفضل مما هي عليه الآن، وذلك من خلال وضع خطة محكمة لكي يفيد العمل ويخدمه، وليس كما يحدث الآن من عدم الوعي وغياب القدرة على إنتاج هذه النوعية التي تتسم بالأهمية لدى قطاع عريض من الجمهور، وأرجع هؤلاء النقاد السبب إلي أننا لانزال نتابع السينما الأميركية باعتبارها الرائدة حاليا على مستوى العالم كله في إنتاج الكواليس وعلى رغم ذلك لم نتعلم منها. ويرى هؤلاء أن هذه اللقطات عندنا لاتزال يتم تصويرها بشكل خاطئ، ولم تصل إلى المستوى المطلوب مع إظهار الخدع بشكل جيد وتوضيح كل ما يدور خلال التصوير من كواليس، فضلاً عن أن الأمر يستلزم وجود مصورين متخصصين ويؤمنون بأن الكواليس عمل يستحق أن يبذل فيه مجهود يماثل ذلك الجهد المبذول من قبل المخرج أو المصور في مشاهد الفيلم ذاتها وأكد هؤلاء النقاد أن هذا ما يعطل قيام هذه الصناعة في مصر والاعتماد عليها كمصدر للمنتج وشركات الإنتاج لتعويض جزء من نفقات الفيلم والسبب هو النظر إلى هذه اللقطات بشكل غير أساسي فضلا عن التنفيذ الذي يتم بصورة سيئة. واعتبروا أن قيام عدد من شركات الإنتاج في مصر بعرض هذه اللقطات بعد وأثناء عرض الفيلم في دور العرض أمر خاطئ موضحين أنه ينبغي عرضها قبل ميعاد عرض الفيلم في السينما حتى تستطيع اجتذاب عدد كبير من الجمهور وتدفعه إلى دور العرض لمشاهدة الفيلم والاستمتاع به. ويري هذا الفريق أن قيام صناعة كواليس الأفلام في مصر من أجل الربح أمر مستبعد تماماً لعدم توافر الامكانات اللازمة لاستغلالها الاستغلال الأمثل.

عرض الكواليس من جانبه يؤكد المنتج مجدي الهواري أن بيع كواليس الفيلم يرتبط ببيع الفيلم نفسه وأن القناة التي تقوم بشراء الفيلم هي التي تمتلك حق عرض الكواليس ولا يمكن تجزئة الأمر. ويضيف أنه في حالات كثيرة يكون عرض كواليس الفيلم يضر بجماهيرته، وخصوصاً إذا ما تم عرضها بصورة مكثفة وهو ما يجعل الجمهور في حال تشبع من النجم أو البطل ومن هنا يتواني عن الذهاب لدور السينما لمشاهدة العرض. ويشير الهواري إلى أن صناعة كواليس الفيلم تحتاج إلى فلسفة مختلفة عن عملية إخراج الأفلام وخصوصاً بعد أن أصبحت صناعة لها خصوصيتها وطريقتها، أي أنها لاتقل عن إخراج الفيلم نفسه. ويرى الهواري «أننا لانزال في مرحلة متأخرة جدا بالنسبة إلى صناعة (الميكينج) لأنه مقتصر عندنا على إظهار ابتسامة النجم وكيفية تناوله لطعامه أثناء التصوير بعكس ما يحدث في دول أوروبا التي تكشف للجمهور كيفية صناعة فيلم بمعنى الكلمة، وأعتقد أن الشركة المنتجة هي الأقدر على إنتاج الكواليس، لأنها الأعلم بالظروف المحيطة بالفيلم» بينما الناقد السينمائي مصطفي درويش فيرى أن إنتاج كواليس الأفلام أصبح أمرا ضروريا بعد تعدد القنوات الفضائية وانتشارها لدرجة أنها أصبحت تتصارع فيما بينها على التميز والتنوع في الحصول على الكواليس الخاصة بأي فيلم وهو ما يعطي تميزا خاصاً للقناة إذ تنفرد بما يدور بين الممثلين وفريق العمل في أوقات التصوير وقبلها أو بعدها فضلا عن أنها تبرز طريقة حياتهم في البلاتوهات، وهذه المشاهد تلقى قبولا لدى الجمهور ناهيك عن أن إنتاج الكواليس يصب في صالح العمل السينمائي، وخصوصاً عند عرض هذه اللقطات بعد فترة من طرح الفيلم في دور العرض ويكون بمثابة دعاية ثانية

العدد 1499 - الجمعة 13 أكتوبر 2006م الموافق 20 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً