يبدو أن الكاتب والمنتج ممدوح الليثي عندما قرر أن يسبق الآخرين ويقدم عملا عن حياة الفنانة الراحلة سعاد حسني قرر أن يعتمد في كتابته للقصة على أخبار النميمة المنشورة في بعض الصحف والمجلات إلى جانب الشائعات التي يرددها البعض، معتقدا أن ذلك يضمن نجاح المسلسل قدوة بالصحافة الصفراء التي ليس لها من شاغل سوى الخوض في خصوصيات الناس وفبركة الفضائح عنهم.
ولذلك جاءت سعاد حسني في «السندريلا» فتاة تافهة مراهقة لا يشغلها سوى الجري وراء عبدالحليم حافظ، وجاء عبدالحليم إنسان أناني يستغل حبها وقت حاجته ويرفضه وقتما يشاء ولا تشغله سوى شهرته ونجاحاته، وجاءت نجاة الصغيرة مطربة تستغل مشاعر الشعراء لكي يكتبوا لها أفضل ما لديهم ثم تتخلى عنهم، وهو ما تكشف عنه المشاهد التي تجمع بينها وبين كامل الشناوي، وجاء محمد عبدالوهاب كإنسان ليس له من هدف سوى حماية نفسه من المرض ويخشى الاختلاط بالناس خوفا من عدوى قد تصيبه، وجاء المخرج عاطف سالم في صورة رجل شكاء دائما «يشكو من نفسه عندما لا يجد من يشكو منه»، وصور المخرج حسام الدين مصطفى في صورة المغرور صاحب الصوت العالي الذي لا يعمل حسابا لأحد... إلخ.
وفي ظل تركيز المسلسل على تشويه صور الجميع سواء بهدف الانتقام أو بهدف تقديم عمل لا يثير سوى القيل والقال، غفل ان يتعرض للواقع السياسي الذي خلق من سعاد حسني نجمة لها وزن في عالم السينما، وتعمد ان يظهرها كفنانة تافهة ليس لها من موقف لاتجاه الحوادث ولا الأشخاص ولا الأعمال ولا أدري لمصلحة من كل هذا التشويه.
ومثلما حاول الليثي ان يسبق في تقديم «السندريلا» سعت منى زكي إلى أن تسبق حنان ترك (كانت مرشحة لبطولة مسلسل آخر عن حياة سعاد حسني)، لكن انقلب السحر على الساحر لتقدم واحداً من أسوأ أعمالها وأسوأ أدوارها على رغم انه أول بطولة تلفزيونية لها، أما الطامة الكبرى فتمثلت في تجسيد المطرب مدحت صالح لدور عبدالحليم حافظ ليقدمه بصورة رجل مشوه الحركات والتصرفات والملامح ويناقض الصورة التي تحتفظ بها ذاكرة الناس للعندليب ويؤكدها المسلسل الذي يتناول قصة حياته وتعرضه «أم. بي. سي».
وبعيدا عن ذلك فإن المسلسل اساء لكل الشخصيات الواردة ضمن احداثه، وبعد ان تحركت نجاة وبقية أفراد عائلة سعاد محاولين وقف هذه المهزلة نتمنى ان يتحرك كل من ما زال حيا وسخر منه هذا المسلسل حتى يبقى في الذاكرة شيئا جميل عن هؤلاء الذين امتعونا وهم أحياء ولم ننصفهم ولم نرحمهم حتى بعد موتهم
العدد 1499 - الجمعة 13 أكتوبر 2006م الموافق 20 رمضان 1427هـ