حقّق الماجد الفاضل وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي الأمل، بنقل مشروع توظيف الطلبة من الورق إلى العمل، إذ إنّه أقدَم على هذه الخطوة، وتبنّى هذا المشروع، حبا في أبناء البحرين وتحقيقا لصقل شخصياتهم على أرض الواقع.
إذ إنه ما أن خاطبنا ووجّهنا إلى إقدامه على هذه الخطوة، حتى وجدناه مصرّا على تحقيقها، وكان الالتحام سابقا بالفعل لأي خطوات تأخيرية، إذ إنّه ما فتِئ أن مدَّ يده إلى وزارة العمل، التي تعاونت معه للتباحث في هذا المشروع.
وهذه نقطة إيجابية تُرصد للماجد بعد الكثير من الخطوات، التي أراد من خلالها تحسين مستوى مدارسنا، وأضاف شيئا جديدا وجدّيا لا يُنسى له، فتوظيف الطلبة مشروع ضخم، ويحتاج إلى تظافر الجهود، وتعاون مسئولي الدولة.
ولقد فاجأنا هاتف الوزارة عندما أخبرنا عن قيامها بهذه الخطوة الجريئة، إذ قام بعض المسئولين في وزارة التربية والتعليم، وبتوجيه من الوزير نفسه، بالتناقش مع مسئولي وزارة العمل، لبحث آليات توظيف الطلبة في العطلة الصيفية.
إننا لا نريد تعاون وزارة التربية والتعليم مع وزارة العمل -وهما مشكورتان على ذلك- فقط، بل إننا نريد تكاتف وزارات الدولة مع وزير التربية والتعليم، وكنا نتمنى من وزارة الإعلام أن تكون السبّاقة إلى وضع يدها مع يد وزيرنا الماجد.
إن وزارة الإعلام تبهرنا كل يوم بجديدها المتفرّد، وساعدَت العوائل البحرينية للاستمتاع في بحريننا، عن طريق ربيع ثقافتها المزدهر، فيا ليتنا نراها تمد يدها إلى طلبتنا فتوظّفهم في صيف البحرين المليء بالمفاجآت هذه السنة.
وأيضا لا نريد أن يقتصر المشروع مع وزارتي العمل والإعلام، بل نريده أن يمتد فيطول كل مؤسسات الدولة ووزاراتها، والمؤسسات الخاصة المحتاجة لهذه الكوادر في صيفنا الشديد الحرارة، وشديد المفاجآت بإذن الله في الخير.
إن المواطن البحريني كان وما يزال على درجة من الوعي، ولكن انخراط أبنائنا في ميدان العمل، سيجعلهم يفهمون معنى تحمّل المسئولية، ومعنى القيام بمشروع وطني يفيدهم ويفيد وطنهم.
كما أن هذا المشروع سيصرف بعض طلبتنا من استغراقهم في أمور لا تليق بهم، بل وتدمّرهم في بعض الأحيان، فوجودهم إلى منتصف الليل وبعده، يهيمون في الشوارع، بلا هدف وبلا تقويض، وانكبابهم على الألعاب الالكترونية وأفلام الفيديو والتلفاز، بطريقة تهدر طاقاتهم وقدراتهم، تؤدي إلى ترصّد البعض لهم، حتى يقعون في أفخاخ الظلام.
وإننا شاهدنا الكثير من الطلبة في الوقت الحاضر، إما خارج المنزل إلى أوقات متأخّرة، ووجدناهم مع شلل مُريبة ومعهود عنهم تعاطي المخدرات والمسكرات، أو وجدناهم يضايقون الناس في المجمعات، ولم نجد من يحاول أن يحتوي طاقاتهم، إلا الماجد سليل الأماجد.
إن خير علاج لظاهرة التخريب الموجودة في بعض مناطقنا البحرينية، وأفضل وسيلة للقضاء على المخدرات، هي اشغال الطلبة المعرّضين للإغراءات المادية والمعنوية، والذين يُعتبرون وفق القانون بأنّهم عديموا الفكر، بمعنى أنّهم ينقادون بسرعة، بسبب أعمارهم وعدم نضجهم.
ولأننا لا نريد أن يصبح فرساننا الصغار، فريسة سهلة في أيدي الدجّالين والمخربين والأفّاقين، فإننا نضم كل جوارحنا مع ماجد النعيمي، في سعيه الحثيث، للحفاظ على أبنائنا من براثن هذا الشر أثناء العطلة الصيفية.
ونختم مقالنا بأبيات من الشعر يفهمها الداني والقاصي، تقول:
إن الشباب والفراغ والجِدة مفسدة للمرء أيّ مفسدة
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2480 - الأحد 21 يونيو 2009م الموافق 27 جمادى الآخرة 1430هـ