قبل ثلاث ليالٍ، استضاف مأتم «أنصار الحسين» في البلاد القديم عالم الدين المعروف السيدعبدالله الغريفي، في ندوةٍ روحيةٍ تتسّق مع أجواء الشهر الكريم. وبناءً على طلب الجمهور، قسمت الجلسة إلى جانب روحي وآخر «سياسي»، ليكون حواراً مفتوحاً لمناقشة آخر التطورات على الساحة.
مقدّم الندوة تلقى عدداً كبيراً من الأسئلة المكتوبة، دار أغلبها حول اللقاء الأخير الذي جمع خمسةً من علماء الدين البارزين مع القيادة السياسية العليا، وهو ما يعكس تعطش الجمهور لمعرفة ما أسفر عنه اللقاء، خصوصاً في ضوء تصاعد مشاعر التوتر والغضب والقهر الذي تشهده الساحة منذ أكثر من شهر.
ويبدو أن الوفد فضّل أن يستعين على أمره بالكتمان، فالتزم السكوت، ما فتح الباب للتكهنات والأحاديث المتخبطة، وحتى عندما حاول بعض الزملاء الحصول على بعض الإجابات التي تدور في عقول الجمهور، فإنهم لم يفلحوا إلاّ في الحصول على نتفٍ بسيطةٍ لا تعطي صورةً وافيةً عن اللقاء. وهو ما يفسر هذا الكم الكبير من الأسئلة التي واجهت السيد الغريفي في البلاد القديم، وقبلها في النعيم وغير النعيم.
الغريفي قال إننا حملنا ملفات التجنيس وتكلمنا بصراحة ووضوح ومن دون مجاملات عن هذا الموضوع وما نُشر (في الأسابيع الأخيرة)، لأننا نشعر بأن مستقبلنا مهدّد، وهناك قلقٌ حقيقيٌ يعيشه أبناء الشعب.
وقال الغريفي: قلنا للملك انه يصعب علينا أن نتحدّث باسم شيعي أو سني، ولكن إذا رأينا جوراً يقع على طائفةٍ معينةٍ فأنا مضطرٌ أن أقول انني مظلوم، فكل الشواهد الصارخة تقول ان هناك تمييزاً طائفياً في البلد. وردّ الملك ان ما يؤلمكم يؤلمني.
والوفد - بحسب الغريفي - طالب بتطميناتٍ عمليةٍ على الأرض لمعالجة مثل هذه الأزمات، التي تحتاج إلى تشكيل لجان محايدة لمتابعتها، ونتمنى أن تكون هذه الأرقام المنشورة غير صحيحة، أما الآن فنعيش قلقاً حقيقياً وأمامنا شواهد صارخة. وأبرز مثل هو توزيع الدوائر الانتخابية، فهناك 20 ألف صوت في دائرة، تساوي قيمة ألفي صوت في دائرة أخرى.
الغريفي أشار إلى الاتفاق على لقاء آخر للمتابعة مع القيادة السياسية العليا، مؤكداً أن إثارة الفتنة الطائفية ستحرق البلد كله وليس طائفةً معينةً فقط، ونحن لا نريد لهذا البلد أن يحترق، فنحن أمناء على أمن واستقرار ووحدة هذا البلد. وبحسب الغريفي فإن الوفد سمع تطمينات بأن الملف سينقل إلى القضاء وستكون المحاكمة علنية ومكشوفة أمام الشعب.
الجلسة الروحية امتدت لثلاثين دقيقة، ثم تحوّلت إلى الهمّ العام، وبعد نهايتها تحلق عدد من الحضور حول السيد يسألونه مزيداً من التفاصيل، لشدة انشغال الناس بتطورات الساحة، ولو بادر الوفد لعقد مؤتمر صحافي لإعلام الناس بما جرى في اللقاء، لوفّر الكثير من الأسئلة والأقاويل والتكهنات على الجمهور، ولو حدث ذلك لاستمرت الجلسة في سياقها الروحي بعيداً عن السياسة التي ما دخلت في شيء إلا عكّرته‡
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1498 - الخميس 12 أكتوبر 2006م الموافق 19 رمضان 1427هـ