حققت شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو) أرباحاً قياسية في الأشهر الـ 9 الأولى من العام الجاري، الأمر الذي يمنح الشركة فرصة تاريخية لإجراء تخفيضات على الخدمات التي تقدمها للجمهور.
فقد تمكنت بتلكو من تحقيق أرباح صافية قدرها 70.6 مليون دينار (أي 187 مليون دولار) خلال الشهور الـ 9 من العام 2006. ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 8.3 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ولغرض المقارنة ليس أكثر, حقق بنك البحرين الوطني ربحاً صافياً مقداره 28.7 مليون (نحو 76 مليون دولار) في الشهور الـ 9 الأولى من العام الجاري ،الأمر الذي يوضح قدرة (بتلكو) على تحقيق أرباح قياسية بكل معنى الكلمة.
يمثل تحقيق (بتلكو) زيادة في الأرباح بنسبة تزيد عن 8 في المئة في الفصول الثلاثة الأولى للعام الجاري دليلاً ملموساً على قدرة الشركة في التأقلم مع المنافسة بل الاستفادة منها. لا شك في أن الإشارة هنا إلى دخول شركة (ام تي سي) الكويتية إلى سوق خدمات الهاتف الناقل.التعاون الفني من قبل شركة (فودافون) البريطانية.
في التفاصيل بلغت قيمة مجموع إيرادات (بتلكو) أكثر من 170 مليون دينار في الشهور الـ 9 الأولى من العام الجاري. بالمقابل قدرت المصروفات التشغيلية والإدارية بنحو 73 مليون دينار. لكن يلاحظ أن كلفة الموظفين لم تتجاوز 24 مليون دينار أي نحو 33 في المئة من مصروفات التشغيل. ولوحظ أن الشركة دفعت 23.7 مليون دينار (أي نفس كلفة الموظفين) إلى هيئات الاتصالات داخل البحرين وخارجها.
التوسع إقليمياً
تشير تقارير صحافية غير مؤكدة بأن الشركة عازمة على تنفيذ المزيد من حالات التوسع خارج البحرين. يشار إلى قامت في شهر يونيو/ حزيران بشراء 96 في المئة من أسهم شركة أمنية للهواتف النقالة في الأردن. ونقلت تقارير من الأردن بأن سعر الشراء (415 مليون دولار) مبالغ فيه. المشهور أن شركة (أمنية) تسيطر على 13 في المئة فقط من سوق الهواتف النقالة في الأردن. حقيقة هناك ثمة قول مفاده أن (بتلكو) ترغب بأن يكون لديها مليون مستخدم في المجموع (داخل وخارج البحرين) حتى يتسنى لها القول بأنها شركة عالمية. عموماً يمثل خروج مبلغ 415 مليون دولار (أو 157 مليون دينار) لشراء أسهم شركة (أمنية) خسارة للبحرين نقابل فائدة للأردن.
توظيف المزيد من المواطنين
من المناسب أن تقوم الشركة بتوظيف المزيد من البحرينيين نظرا لضآلة مصروفات الموظفين (والتي بدورها مثلت أقل من ثلث المصروفات التشغيلية). نقول ذلك مع يقيننا بأن شركة (بتلكو) والتي تمتلك الحكومة نصيب الأسد, تمتلك القدرة على توظيف عشرات المواطنين الآخرين, هذا طبعا إذا رغبت في ذلك. لا شك أن هذا المطلب واقعي؛ نظرا لأن الأوضاع المالية للشركة تسمح لها بالمساهمة في التخفيف من أزمة البطالة التي تعاني منها البحرين (سجل 14 ألف بحريني أنفسهم كعاطلين ضمن المشروع الوطني للتوظيف). توظف 1600 فرد في البحرين. لكن لا يبدو بأن الشركة تميل إلى توظيف المزيد من البحرينيين بدليل توسعها خارج البلاد.
أيضاً المطلوب من (بتلكو) توفير خدمة الانترنت بأقل كلفة ممكنة نظراً لأهمية هذه الخدمة في تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد البحريني. وفي هذا الصدد نرغب في تسجيل تأييدنا لقيام الشركة بتوفير خدمة الانترنت بقيمة 10 دنانير لذوي الاستخدامات المحدودة. ولم يكن صدفة تزامن توفير العرض الجديد مع الإعلان عن تحقيق أرباح قياسية. نتمنى أن تتقدم (بتلكو) بخدمة أخرى للمواطنين بمناسبة قرب حلول عيد الفطر السعيد. فزبائن الشركة يستحقون التقدير لأن مصروفاتهم هي السبب في تحقيق أرباح خيالية. كما نتمنى ألا تكرر تجربة انهيار شبكة النقال أيام العيد, إذ أن لدى (بتلكو) أموالا ضخمة لتحسين البنية التحتية للخدمة قبل وقوع الكارثة
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1498 - الخميس 12 أكتوبر 2006م الموافق 19 رمضان 1427هـ