العدد 2480 - الأحد 21 يونيو 2009م الموافق 27 جمادى الآخرة 1430هـ

فكرة «جمهورية إيران الإسلامية»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مؤسس جمهورية إيران الإسلامية هو الإمام الخميني الذي قاد الثورة الإسلامية في إيران وأطاح بالشاه في العام 1979... وفكرة «الجمهورية الإسلامية» كانت مثار نقاش وحوارات عندما أُعلنت بعد انتصار الثورة. ففي أيام الثورة الأولى كان الشعار «الثورة، الحرية، الحكومة الإسلامية»، وثم تحول إلى «الثورة، الحرية، الجمهورية الإسلامية» بعد الثورة.

فكرة «الجمهورية الإسلامية» جاء بها الإمام الخميني الذي كان متأثرا جدا بالسيد حسن المدرس (عضو البرلمان الإيراني العام 1924)، وكان المدرس معارضا شديدا لوزير الحربية آنذاك رضا خان؛ لأن الأخير كان يسعى لإلغاء الملكية الدستورية تحت حكم الشاه القاجاري (محمد علي شاه)، وإعلان جمهورية علمانية على نمط مصطفى كمال أتاتورك... وبسبب هذه المعارضة غيّر «رضا خان» رأيه لاحقا، وعمل على تزوير عدد من الدوائر الانتخابية في الانتخابات البرلمانية في 1924 وذلك لضمان وصول أعوانه إلى البرلمان... وبعد ذلك تمكن «رضا خان» من إلغاء حكم الملكية القاجارية، وأعلن نفسه «رضا شاه» واختار لنفسه لقبا جديدا وهو «بهلوي»، وبهذا تأسست عائلة آل بهلوي.

حسن المدرس عارض فكرة «الجمهورية» في العشرينيات من القرن الماضي، إلا أن الإمام الخميني أسس نظام «جمهوري إسلامي» العام 1979، وهذا يعود إلى الجذور الأخرى لفكر الإمام الخميني. فالإمام كان قد تأثر بالفلسفة العرفانية، وهي فلسفة كانت مرفوضة لدى أكثرية أساتذة حوزة قم المقدسة آنذاك، ولذا كان الإمام يدرسها على يد أساتذته، ويدرّسها لتلامذته، بصورة سرية في أكثر الأحيان.

الفلسفة العرفانية التي استلهمها الإمام الخميني كانت هي ذاتها الفلسفة التي طرحها «الملا صدرا الشيرازي» (عاش بين 1572 و 1640 م)، والملا صدرا كان متأثرا بالفيلسوف المتصوّف محي الدين ابن العربي الأندلسي (عاش بين 1165 و 1240 م)... وابن العربي كانت لديه نظرية «وحدة الوجود»، التي تحدثت عن «الإنسان الكامل» الذي يعرف ذاته ويرتبط بحقيقة الوجود الإلهي. ابن العربي كان متأثرا بالفيلسوف أبو نصر محمد الفارابي (الذي عاش بين 874 الى 950 م) الذي آمن بـ «وحدة الحقيقة»، وطرح فكرة «المدينة الفاضلة»، وأن الحاكم هو الحكيم العالم المرتبط بمعرفة الخالق والملتزم بحدود الله. والفارابي كان متأثرا بفلسفة «أفلاطون» الذي كتب كتابا بعنوان «الجمهورية» نحو 400 قبل الميلاد، وتحدّث فيه عن أن الحاكم هو الفيلسوف الذي لا تحده سوى الحقيقة المطلقة القائمة على المنطق. الإمام الخميني طوّر فكرة الحكومة الإسلامية في المنفى في النجف الأشرف في 1969 و1970... والفكرة تؤمن بمجتمع محكوم بالعدل الإلهي، وبأن المحامي والمدافع عن هذه الحكومة هو الفقيه العادل (ولاية الفقيه).

في العام 1979 سقط الشاه بعد أن اصطف الشعب الإيراني خلف قيادة الإمام الخميني الذي عاد إلى إيران في 1 فبراير/ شباط 1979 (رحل الشاه عن ايران في 16 يناير/ كانون الثاني 1979)... وعيّن الإمام الخميني مباشرة حكومة مؤقتة برئاسة مهدي بازركان الذي طرح فكرة «جمهورية إيران الإسلامية الديمقراطية»، ولكن الإمام الخميني حسم الأمر لصالح فكرة «جمهورية إيران الإسلامية». وأثناء كتابة الدستور الإيراني الجديد - من خلال مجلس تأسيسي ترأسه آنذاك آية الله حسين علي منتظري – تم إقرار فكرة «الجمهورية» على النمط الغربي، ولكن بإشراف الفقيه، وذلك حسب نظرية «ولاية الفقيه» التي طرحها الإمام الخميني

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2480 - الأحد 21 يونيو 2009م الموافق 27 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً