العدد 1497 - الأربعاء 11 أكتوبر 2006م الموافق 18 رمضان 1427هـ

أصيلة يا «أصالة» على رغم الاختلاف!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

على رغم الاختلاف مع السلوك السياسي للأخوين إبراهيم بوصندل وأحمد الزايد، كقابضين على مفاصل القرار في كيان “الأصالة” السياسي، واختلافي مع طريقة إدارتهما لها، إضافة إلى تصريحات وردود الأخ “بومحمد” وملاحقته لأشباح النت ليل نهار، وهي عملية، بحسب ما أعتقد، غير مناسبة لمن في مكانته السياسية والإسلامية. وإني له من الناصحين. وإن اختلفت معه، فالأخوة الإسلامية تلزمني بالنصيحة، وتلزم المتلقي بقبولها أو ردها رداً حسناً.

في الوقت ذاته، فإنني أقدر جهود نواب “الأصالة” في البرلمان. أكتب ذلك على رغم التحفظ والهوامش التي كتبتها سابقاً، ومازلت أعتقد أنني محق بشأنها؛ إذ العمل البرلماني ليس نظافة يد وعفة لسان فقط، بل هو أيضاً مواقف صارخة في وجه من يملك الثروة، ويدير المال ويقسم خراج الأرض وموارد البلد. أو بعبارة أخرى، فإن أداء الجمعية السياسي راوح في فلك الحكم ولم يخرج بطريقة أو بأخرى عن هذا الفلك.

لماذا أتحفظ على قيادة إبراهيم وأحمد للجمعية؟ بكل بساطة، الأخ “بو عبدالعزيز” يتصرف بحسب ما يراه مناسباً هو نفسه، ولا يتخذ القرارات، كما هو مرسوم في أصغر جمعية تؤمن بالشورى والنقاش، فتخرج القرارات أقرب إلى الارتجالية منها إلى السياسة الاحترافية. والأمثلة كثيرة وليس هذا أوان نشرها!

ولن أنشر شيئاً، مخافة أن يتم استخدام سلوك سياسي ثأري ضدي، أو تآمري (من تحت لي تحت) كما جرى التعامل بأسلوب إقصائي مع صلاح الجودر، من خلال محاصرته، بناء على دعوته لاعتصام رغب الأهالي في تنظيمه، وبناء على دعوته للشيخ علي سلمان (رئيس “الوفاق”) في مجلسه! وكأن الجودر أتى الكبيرة من أطرافها. في حين إن “ولاة الأمور” في البلاد يستقبلون المشايخ والزعماء من مختلف الطوائف؛ وهل من سيدخل النيابي من السلفيين أو غيرهم يعتقد أنه سيدبر أمور التشريع والرقابة بلا تعاون مع “الوفاق”؟ هذا منطق أخرق ولا ينم عن وعي، بل لن تسير الأمور من دون “الوفاق”، إذ إنها رقم أساسي في البرلمان المقبل، لأنها تمثل مكوناً رئيسياً من سكان هذا البلد. فدعوا عنكم العنتريات وتغذية المشاعر الطائفية. وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يحرم على الجودر الالتقاء برئيس الوفاق؟

اتضح الآن، بعد أن شارفت الانتخابات على الأبواب، بأن المقصود أبعد من تنظيم الجودر للاعتصام أو زيارة رئيس الوفاق لمجلسه! الهدف كان رأس الجودر، وقد تم قطفه بعد أن أثمر وأينع! وبالتالي، تمت عملية “الإقصاء” و”التعزيز” بسلاسة وكما رُسم لها؛ بإيعاز من فوق! فهل يندرج هذا ضمن مبادئ العقيدة وأخلاقيات المنهج؟!

ليس دفاعاً عن الجودر أكتب، وأنا أكثر من اختلفت معه وكتبت عن ذلك في الصحافة، ولكن الكتابة من أجل توثيق ما جرى، حتى لا ننسى!

النقد لأداء الأصالة؛ ليس من باب التربص أو نشر الغسيل، كما يقول البعض، بل هو للتصويب والاستدراك والمراجعة، ولعل في بعض ما كتبناه هنا في وقت سابق جاء بعكس المبتغى والمطلوب من تصحيح ومعالجة بعض الأخطاء، وعزائي أن النيات سليمة عند المرسل، إلا إنها - مع الأسف- بخلاف ذلك عند كثير من المتلقين، والله من وراء القصد.

إخفاق في اختيار “البلديين”

الفرص مازالت قائمة لمن أراد المراجعة والدرس والتمحيص، ولكن نجاح الاقتناص والتصحيح مشروط بتنازل الأخوين الفاضلين أحمد وإبراهيم عن الادعاء بامتطاء فرس الحقيقة المطلقة دائماً، والتي يختزلانها فيما يقولان ويفعلان!

ليس عيباً أن يكون هناك نقد ذاتي ومراجعة من قبل “الأصلاويين”، وسأتطرق في عجالة إلى ما تم تداوله في الصحافة عن اجتماع “الأصالة”، وتحديداً بشأن العمل البلدي.

المناصب البلدية أو النيابية هي مسئولية أمام الله والناس، فانظروا فيمن تضعون ثقتكم فيه. تقول الحقائق التي لم يتطرقوا إليها في اجتماعهم: أن “جمعية الأصالة” أخفقت في اختيار أعضاء المجلس البلدي، وعلى الأخص في “المحرق”، والدليل على ذلك: اختيار عضو قضى معظم جلسات المجلس البلدي نائماً! وعضو آخر لا هم له إلا المشاكسة والخروج على اجماعات كتلة الأصالة في المجلس البلدي. وعضو آخر يتلهى بتجارته على حساب عمله البلدي! ناهيك عن دعم عضو لا هم له إلا مصالحه الخاصة، إضافة إلى دعم رئيس المجلس البلدي، والذي لم يكن موفقاً ألبتة، لا في حلحلة بعض الإشكالات التي مازالت عالقة إلى اليوم، ولا في اللحاق بباقي رؤساء المجالس البلدية الذين حصدوا الكثير لمناطقهم.

إضافة إلى الإخفاق فيما بعد - كحال باقي الجمعيات الإسلامية السنية (المنبر والأصالة والشورى) والشيعية (الوفاق) - في متابعة الملف البلدي، والاعتناء بتطويره من خلال توسيع هامش الصلاحيات أو ضخ الموازنات أو على أقل تقدير إدارة العمل البلدي اليومي ومواجهة الجماهير.

مازلت مؤمناً أن “الأصالة” مشروع ايديولوجي (عقدي)، بصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حول مراميه وأهدافه. وأعتقد أن “الأصالة” ليست “مشروعاً شخصياً” كما هي مشروعات بعض التجمعات الإسلامية الأخرى، أي ليست مشروع مناصب. وأتمنى أن تظل هكذا، ولا يأتي اليوم الذي نجد في “الأصالة” من يحاول التسلق على حساب المبادئ والقيم التي يؤمن بها جمهور “الأصالة” أكثر من بعض النافذين فيها‡

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1497 - الأربعاء 11 أكتوبر 2006م الموافق 18 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً