في الوهلة الأولى التي جلسنا فيها أمس في لقاء مفتوح مع المواطن العربي (السوري) الأميركي، محمد بشار عرفات، علق باسماً على اسمه كونه يعتبر من الأسماء التي تصنف على قوائم الإرهاب الأميركية، فمحمد هو اسم للنبي (ص)، وبشار هو اسم ارتبط بالرئيس السوري بشار الأسد، وأخيرا عرفات الذي يرتبط باسم الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

محمد بشار عرفات، إمام أميركي، بمعنى أنه يؤم الصلاة في الولايات المتحدة الأميركية في مساجد العاصمة الأميركية (واشنطن). وزيارته البحرين تأتي ضمن مد جسور الثقافة للتحسين والتعريف بصورة العربي المسلم تحديداً التي يجهلها الكثير من أبناء الشعب الأميركي.

الإمام الأميركي الذي التقانا أمس متحدثا العربية بلكنة سورية طرح أفكارا وقصصا وتجارب مستمدة من واقع الجالية المسلمة في أميركا التي تهدف إلى تطوير أدوات الاتصال من خلال تطوير الخطاب الديني الذي يتلاءم مع طبيعة وظروف المجتمع وخصوصايته، محاولة بذلك تقليل الاصطدام والوصول إلى الغربيين عند نقاط الالتقاء.

عرفات أشار إلى أن فتاوى الجالية المسلمة أصبحت تنطلق من داخلها، وان ذلك أفضل للمسلمين لأن الذي يجيء من خارج المجتمع، ومن مناطق مختلفة اجتماعيا وسياسيا ربما ينقل مشكلات إلى الجاليات المسلمة من دون قصد. فالجيل الذي ينشأ في الغرب الآن أصبح في حاجة إلى تطوير بدائل مبتكرة لكي يحافظ على هويته الإسلامية وفي الوقت ذاتها يتعايش في مجتمع أصبح جزءاً منه، يستوجب له الحقوق وعليه الواجبات.

الإمام الأميركي، مصطلح غريب، ولكن ربما سنسمع الكثير عمن يطلقون على أنفسهم هذا التعبير، بهدف طرح بديل لأنفسهم بعيدا عما هو متوافر في مناطقنا العربية والإسلامية.

يقول عرفات إن المتصدرين للساحة في الغرب، وخصوصا عبر وسائل الإعلام هم أنفسهم لا يملكون المؤهلات في الفقه والشريعة، وان هناك انتهازية أوصلت بعض هؤلاء إلى مدن الغرب، واستفردت بخطاب متشدد شوه صورة المسلمين في المجتمع الأميركي، وأصبح الانتهازيون - بحسب تعبيره - أوصياء من دون حق على المسلمين في مناطق بعيدة عنهم وأضروا بمصالح إخوانهم المسلمين، وتشويه سمعة الإسلام. لقاء الأمس أعطى صورة لخطاب آخر بدأ ينمو في الغرب، وربما ينتج مفاهيمه الخاصة به مستقبلا