خلال اليومين المقبلين ستتضح الصورة كاملة بالنسبة إلى القوائم الانتخابية للمترشحين، والشيء المميز هذه المرة عن سابقتها (العام 2002) أن القوائم بدأت تنزل بأسماء الجمعيات السياسية، أو أنها قوائم تحالفية، وفي كل الأحوال فإنها خطوة إلى الأمام إذا ما قورنت بالماضي. فحق الاجتماع والتنظيم حق سياسي من الحقوق المنصوص عليها في الميثاق والدستور والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والذي اعتمدته البحرين خلال الأسابيع الماضية.

لدينا حالياً جمعيات سياسية، وهي تنظيمات بإمكانها أن تتحول مستقبلاً إلى أحزاب متطورة تعتمد المنهجية في العمل السياسي السلمي العلني، ويمكن لهذه التنظيمات مستقبلاً أن تُخَرِّج لنا قيادات تقود العمل الوطني بشكل يليق بالتجربة وتطوراتها.

ما هو موجود لدينا حالياً يعتبر بداية حسنة، وسنحتاج إلى الكثير لكي تتحول الممارسات العفوية والتقليدية إلى عمل حزبي منظم بصورة فاعلة. «المنبر الإسلامي» و«الأصالة» اتفقتا على قائمة موحدة تقريباً منعاً للتنافس الذي قد يضرهما، وهذا من حقهما. ومن المتوقع أن يستمر التحالف بين الجماعتين إلى حين الانتهاء من تحديد من سيرأس مجلس النواب، وذلك لأهمية الموضوع على مختلف المستويات.

الجمعيات اليسارية أيضاً طرحت قوائمها، ومن المتوقع أن تتعاون «وعد» مع «الوفاق» على بعض الدوائر، بينما مازال الحديث مستمراً داخل جمعية «الوفاق» عن قائمتها الانتخابية. ولقد تفاجأت قيادة «الوفاق» بالمقاومة التي أبداها مجلس شورى الوفاق بشأن القائمة التي اقترحت، والآن هناك مفاجآت بشأن مقاومات من الأهالي لتحديد هذا الشخص أو ذاك مترشحاً عن بعض الدوائر. كل هذا الحراك يعتبر طبيعياً وصحياً، ومهما كانت النتيجة فإن التجربة ستتراكم كماً ونوعاً، وهذه سياستهم في خلق القدرات التنظيمية التي تستطيع طرح البرنامج والقائمة، ومن ثم قيادة الكتلة الانتخابية داخل البرلمان بفاعلية.

الزخم في البيئة الانتخابية قوي جداً، إلى الدرجة التي يتابع الجميع مجريات الانتخابات، وتأتي قضية لتغطي على أخرى، ولكن سرعان ما يجتذب الحرام الاجتماعي - السياسي، الاهتمام نحو الفترة المقبلة التي ستشتد فيها المنافسة بشكل لم يتوقعه الكثيرون.

بدأنا رمضان في وضع، ونحن الآن في النصف الثاني من الشهر الفضيل في وضع آخر، وسيأتي لنا العيد هذا العام بأجواء مشبعة بالحملات الانتخابية، وكلنا أمل في أن نستفيد من كل ما نمر به من أجل رفع شأن بلادنا