العدد 1496 - الثلثاء 10 أكتوبر 2006م الموافق 17 رمضان 1427هـ

التسوق في رمضان

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

شهر الخير و البركة يأتي أيضاً على هيئة انتعاش في الحركة الشرائية. فعادة ما يجد الكثير من التجار في شهر رمضان ازدهاراً في مبيعاتهم. و هذا لا ينطبق فقط على مسوقي الأغذية, بل أيضاً على محلات الأثاث و تجهيز المنزل و المقتنيات الكبيرة مثل السيارات. و أما بالنسبة إلى محلات البيع بالتجزئة الأخرى والموجودة في مراكز التسوق و منها متاجر الملابس, يزداد عدد المترددين على تلك المحلات بغرض الشراء كلما اقترب موعد العيد. و تدعو هذه الملاحظة لأن نتعرف إلى أحد أهم العوامل التي تساعد على زيادة الطلب: الوقت.

كلمة الوقت قد تبدو خارجة عن نطاقها عندما نتحدث عن الاستهلاك و زيادة هذا الاستهلاك. لكن إذا نظرنا إلى الكلمة من زاوية أخرى فسنجد بأنه في الشهر الفضيل تتقلص ساعات العمل (و خصوصاً لذوي الوظائف المكتبية) و هناك شيء من السبب و النتيجة. فالسبب هو زيادة الوقت للتسوق, و النتيجة هي ارتفاع في المبيعات.

و من المنظور الاقتصادي, نرى أن في شهر رمضان يقل العمل و يكثر وقت الراحة (أو بالأحرى وقت العبادة,) و لكن ليس بالضرورة يقل الدخل. و نجد أن هناك رغبة في التبضع أكثر من الأيام الاعتيادية. و ما يساعد أيضاً هو سبب آخر لصرف الأموال: العيد.

كما ذكر أحد معارفي و صاحب معرض للأثاث, «تزداد مبيعاتنا بشكل هائل في شهر رمضان.» فحسب ظنه, «زيادة الوقت تمنح رغبة جديدة لأصحاب المنازل للبحث عما هو جديد و جميل, و أن يتفرغوا لتعديل مساكنهم.» و لا شك بأن كلامه يتكرر على أفواه الكثير من أصحاب المحلات الأخرى, و خصوصاً عندما تتفقد المجمعات و تراها مكتضة بالمتسوقين (غير رواد المقاهي,) الذين يحاولون إيجاد سبب أو آخر؛ لأن يقتنوا بضاعة جديدة. و عادة ما يكون السبب هو أمر بسيط مثل, «حان الوقت لاستبدال التلفزيون».

صحيح, فهذا ليس سبباً و لا فيه شيء من الإقناع, لكن الأمر إن اقتناء البضاعة في وقت الفراغ لا يعتمد على سبب وجيه أو غيره. و إذا لزمنا السبب, قد نقول إنه السبب نفسه الذي نسمع فيه المذياع و آخر الأغاني, أو مشاهدة فيلم أو حتى الالتقاء مع الأصدقاء. و هو إننا نسعى إلى المرح وأن ننسى بأننا قد نعود مرة أخرى للأيام العادية و زحمة الحياة المهنية.

فمع ليالي رمضان و بطاقة إئتمان, قد نجد أنفسنا نملك أكثر مما نحتاج اليه. و في هذه بعض من السخرية خصوصاً عندما نرى أننا صمنا لبضع ساعات لكن لم نلتزم بالقناعة الذاتية جنباً مع الصوم. و قد نواجه صدمة أو أكثر حين نستلم فواتير الديون الشخصية بعد نهاية الشهر الفضيل

العدد 1496 - الثلثاء 10 أكتوبر 2006م الموافق 17 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً