كلما التقيت أحد الناخبين قال لي: »ما سووا شيء«، أي لم يعملوا أي شيء في صالح المواطنين، وفي قضايا الوطن المصيرية. »ما سووا شيء«، عبارة دارجة باللهجة البحرينية وتعني بالعربية الفصيحة »لم ينجزوا شيئاً«، وعكسها أو مقابلها باللهجة البحرينية »ما خلوا شيء«، أي لم يبق شيء لم يفعلوه، والكلام هنا موجه إلى أعضاء مجلس النواب.
أول كلمة يواجهها المترشحون الذين يحاولون إعادة ترشيح أنفسهم لعضوية مجلس النواب هي أنهم »ماسووا شيء«! وعلى رغم ذلك يجهد البعض في إثبات ما لا يمكن إثباته وهو: أن النواب »ما خلوا شيء«، أي لم يدعوا شيئاً لم يفعلوه، وإنجازاتهم الكبيرة جدًّاجدًّا جعلت البحرينيين »يتدودهون« ويقولون: »بببو... بببا... ما خلوا شيء«!
مستوى الدخل وتحسين مستوى المعيشة؟ ما سووا شيء! قضية الأراضي؟ ما سووا شيء! توزيع عادل للثروة؟ ما سووا شيء! قضية الإسكان؟ ما سووا شيء! مكافحة الفقر؟ ما سووا شيء!، التجنيس السياسي؟ ما سووا شيء!... إذاً، على ماذا ينتخبكم الناس؟!
عضوية المجلس النيابي أمانة في أعناق من ينتخبه الناس، ومع الأسف، فكثير من النواب لم يكن بـ »القوي أو الأمين«، كما هو معيارنا في 2002. بل كانوا أقرب إلى الضعيف الخائن!
الشيء الوحيد الذي استطاع النواب إنجازه، وباللهجة المحلية »ما خلوا شيء فيه« هو: إشهار سيف الطائفية، وشغل أذهان الناس في البحرين بالتوجس الطائفي. البعض، وقبل أن يصل إلى المجلس النيابي صقل سيفه الطائفي؛ فكيف سيكون وضع مجلسنا القادم إذا فاز هؤلاء؟! فليستعد شعب البحرين لصراع طائفي لن يخرج منه المواطن البحريني إلا بالكثير من الأذى!
من يريد أن يمثل الناس عليه الامتثال إلى حكم الدستور والميثاق والقوانين، أما اتخاذ المجلس ساحة للنزاعات الطائفية فهو أمر مرفوض وغير مسوغ لا شرعاً ولا قانوناً.
معيار الإسلامي وغير الإسلامي هو انتخاب من يستطيع حلحلة القضايا المصيرية، ولدينا أمثلة في البلد ساطعة على من يستطيع القيام بذلك، والبحرين ولادة؛ فهناك الاقتصادي الجريء إبراهيم شريف السيد، وهناك المحترف اقتصاديًّا عبدالعزيز أبل وغيرهما الكثير ممن نتمنى فوزهم بالمقعد النيابي لكي يعيدوا إلى الناس حقوقهم، ويرتفع مستوى الدخل للمواطن. وجميع هؤلاء مسلمون لا يشك في إسلامهم إلا جاهل، أو متربص خبيث يرنو إلى دعاية انتخابية مضادة مأمور بها من أعلى، كما هو تحالف جمعيته مع أخرى مأمور به من أعلى!
ما قدمه شريف وأبل من دراسات عن الأراضي والإسكان والاقتصاد وأسس التوزيع العادل للثروة ومواقف سياسية صارخة، كل ذلك يصب في صالح البلد وفي مصلحة المواطنين المسلمين من أبناء البلد؟! فماذا قدم خصومهما السياسيون؟ هذا السؤال المنطقي المطلوبة الإجابة عنه في حملات انتخابات 2006؟ وماذا قدم من كان تحت قبة البرلمان منذ 2002؟ أما الإجابة بالمقترحات فإننا جميعاً، في »الفريج« وفي النادي وفي المحاضرات والندوات، نستطيع أن نقترح مليون اقتراح، فما الفائدة المتحصلة للمواطنين من وراء تلك الاقتراحات؟ لا شيء! فالقاعدة الشعبية التي تنص على أنهم: »ما سووا شيء، وما خلوا شيء« صحيحة مئة في المئة، وكفاكم استغفالاً واستهبالاً لعقول الناس‡
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1496 - الثلثاء 10 أكتوبر 2006م الموافق 17 رمضان 1427هـ