تحاول مؤسسات دراسة نفسيات واتجاه المتبضعين أن تقرأ عناصر - أي متغير يؤثر على حركة البيع والشراء - انعكاسات على سلوك الشراة والمتسوقين في أسواق الولايات المتحدة. ومن بين المسوحات التي حاولت قراءة العلاقة بين المتغيرات التي طرأت على أسواق النفط، وبالتالي المحروقات، وسلوك المتبضعين، ما قامت به مؤسسة بيغ ريسيرج (BIGresearch)، وهي مؤسسة أميركية أسستها وتتولى إدارتها شركة بروسبوراس الدولية (Prosper International). ومنذ العام 1999، قدمت (BIGresearch) خدمات تطوير الأعمال إلى الكثير من شركات وردت أسماؤها في لائحة الـ 1000 شركة التابعة لمؤسسة فورتشن (Fortune 1000)، في قطاعات حيوية مثل المعلوماتية، والإعلام، والمصارف، إلى جانب قطاع تجارة البيع بالتجزئة.
وحين تعرف هذه الشركة عن المنهج الذي تتبعه في تنفيذ المسوحات ودراسات جدوى السوق التي تقوم بها تقول، إن سرعة حركة الأسواق، سوية مع الشكوك التي تساور المستهلك، تتطلبان وضع مقاييس من طراز جديد لدراسة اتجاهات تلك الأسواق وكيفية تسويق برامج جديدة تضمن النجاح عند غزو تلك الأسواق.
ووفقاً للدراسة التي قامت بها BIGresearch ونشرتها على الإنترنت في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2006 ، تراجعت التأثيرات السلبية الناجمة عن الارتفاع الذي عرفته أسعار النفط، ومن ثم أسعار المحروقات في الولايات المتحدة. وبالقدر ذاته ارتفعت ثقة ذلك المواطن المتبضع في قدرته على مواجهة أي ارتفاع محتمل في أسعار مشترياته، بما ذلك استعداد المواطن لتقبل أية زيادة في الأسعار ناجمة عن ارتفاع أسعار المحروقات. فقد ذهب نحو 42 في المئة ممن شملتهم الدراسة أنهم على استعداد لزيادة نفقات تمضية إجازاتهم هذا العام مقارنة مع نفقات السنة الماضية.
وبشأن هذا الموضوع يضيف نائب رئيس شركة (BIGresearch) قائلاً، لقد اصبحنا نلمس هذا الاتجاه في كل شرائح المجتمع بغض النظر عن التفاوت في مستويات الدخول أو حتى المواقع المهنية أو الأعمال التي يحتلها أولئك المتبضعون. وتكشف مقارنة سريعة بين اتجاهات المستهلكين خلال العام 2005 وتلك التي في العام 2006 ما يأتي:
بلغت نسبة الشراة، من صمموا على الاستمتاع بإجازاتهم السنوية بغض النظر عن الزيادة في الكلفة 42 في المئة مقارنة بنحو 35 في المئة خلال العام 2005.
وعن سلوك المستهلكين من العروض التي قدمتها برامج التخفيضات خلال العام 2005، بلغت نسبة أولئك الذين لم يعيروا تلك التخفيضات أية أهمية 13 في المئة، مقارنة مع 16 في المئة للعام 2006. أما من ربط رغبته في الشراء بالتخفيضات فقد بلغت النسبة في العام 2005 نحو 23 في المئة، في حين لم تتجاوز 16 في المئة للعام 2006.
أما الموقف من قيمة المبالغ التي يزمع المستهلكون صرفها خلال الإجازات السنوية، ففي حين قال 40 في المئة من المستهلكين إنهم على استعداد لصرف المبالغ ذاتها، وربما أكثر خلال العام 2005، وجدنا نسبة الفئة ذاتها ترتفع إلى 42 في المئة خلال العام 2006.
وتراجعت نسبة من قالوا إنهم ينوون تقليص نفقات إجازاتهم من 35 في المئة للعام 2005، إلى 30 في المئة للعام 2006.
كل هذه النتائئج، ينبغي النظر لها في ضوء توقعات 44 في المئة ممن شملتهم الدراسة بأن أسعار المحروقات ستشهد زيادة ملموسة خلال هذا العام، مقابل 32 في المئة فقط يتوقعون أن تتراجع المحروقات عن أسعارها الراهنة، في حين توقع 24 في المئة منهم أن تستقر الأسعار على ماهي عليه في الوقت الراهن.
كل تلك الأرقام تدحض ما تحاول أن تروج له وسائل الإعلام الغربية من انتشار الرعب في صفوف المواطن الأميركي من جراء الارتفاع الذي طرأ حديثاً على أسعار النفط، واضطراره بحسب ما تقوله تلك الوسائل إلى تغيير الكثير من سلوكياته اليومية
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1496 - الثلثاء 10 أكتوبر 2006م الموافق 17 رمضان 1427هـ