في الحلقة الثامنة لقراءتنا لنتائج الناتج المحلي الإجمالي للعام 2005 نتوقف عند أداء قطاع المواصلات والاتصالات. تشير النتائج إلى تراجع نسبة نمو قطاع المواصلات والاتصالات من 11,2 في المئة في العام 2004 إلى 5,7 في المئة في العام 2005.
حل قطاع المواصلات والاتصالات في المرتبة السادسة من حيث الأهمية في الناتج المحلي الإجمالي بعد كل من الخدمات المالية، القطاع العام، الصناعة، التجارة وأخيراً النفط والغاز. وشكل القطاع تحديداً 8,58 في المئة من الناتج المحلي في العام 2005 مقارنة بـ 8,8 في المئة في العام 2004. ويعود تراجع الأهمية النسبية لقطاع المواصلات والاتصالات بالدرجة الأولى إلى تسجيل نسب نمو أعلى في بعض القطاعات الأخرى المكونة للناتج المحلي مثل الخدمات المالية والصناعة. يذكر أن الأرقام المشار إليها أعلاه بالأسعار الثابتة أي تلك المعدلة لعامل التضخم.
ويشمل قطاع المواصلات والاتصالات على الكثير من الأنشطة وهي: الاتصالات، النقل الجوي، النقل البري، النقل الحكومي والنقل البحري. لكن كما هو واضح من الجدولين المرفقين بهذا المقال فإن نشاط الاتصالات يستحوذ على نصيب الأسد من القطاع بأكمله. بلغت قيمة نشاط الاتصالات نحو 175 مليون دينار بالأسعار الجارية أي 55 في المئة من القيمة الكلية للقطاع. بالمقابل يمثل الشق الثاني (أي المواصلات) النسبة المتبقية، أي 45 في المئة من القطاع. وتشمل المواصلات النقل البري والجوي والحكومي والبحري.
ربحية (بتلكو)
المؤكد أن الأوضاع متميزة في قطاع الاتصالات بدليل تسجيل شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو) لأرباح عالية نسبياً في الآونة الأخيرة. فقد تمكنت بتلكو من تحقيق أرباح صافية قدرها 47,5 مليون دينار (أي أكثر من 125 مليون دولار) في النصف الأول من السنة الجارية. ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 11 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. في التفاصيل بلغت قيمة إيرادات بتلكو بما فيها المبيعات أكثر من 106 ملايين دينار في النصف الأول من العام 2006. بالمقابل قدرت الشركة المصروفات التشغيلية والإدارية بنحو 63 مليون دينار. لكن يلاحظ أن كلفة الموظفين لم تتجاوز 15 مليوناً ونصف المليون دينار أي نحو ربع مصروفات التشغيل. ولوحظ أن الشركة دفعت نحو 12,7 مليون دينار لهيئات الاتصالات داخل وخارج البحرين.
بعض الاقتراحات
حقيقة المطلوب من (بتلكو) العمل على تقليل كلفة الاتصالات لغرض المساهمة في تعزيز الرفاهية في البلاد. نقول ذلك على خلفية أن فاتورة الاتصالات تشكل عبئاً على كاهل الكثير من الأسر بدليل قيام بعضها بتحديد خدمة الهاتف الثابت للاستقبال فقط. كما أن فاتورة الهاتف النقال مزعجة لعدد غير قليل من الناس إذ يلاحظ توجه عدد كبير من المستخدمين بشراء بطاقات الدفع مقدماً لغرض السيطرة على الموازنة.
أيضا المطلوب من (بتلكو) توفير خدمة الانترنت بأقل كلفة ممكنة نظراً إلى أهمية هذه الخدمة في تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد البحريني. يشار إلى أن البحرين نالت المرتبة 49 على مستوى العالم في تقرير التنافسية الاقتصادية للعام 2006. بالمقارنة حلت كل من الإمارات وقطر والكويت في المراتب 32 و38 و44 على التوالي. غطى التقرير الصادر من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي 125 بلداً في العالم، بينها أربع دول من مجلس التعاون إذ حلت البحرين في المرتبة الأخيرة بين جيرانها. المعروف أن تقرير التنافسية يستند على ثلاثة متغيرات، وهي أولاً بيئة الاقتصاد الكلي، وثانياً وضع المؤسسات العامة، وثالثاً الاستعداد التقني للبلد، يهتم بالاستعداد التقني من حيث انتشار وسائل الاتصالات مثل تقنية المعلومات والانترنت. وعليه نعتقد أن بمقدور شركة (بتلكو) المساهمة في تحسين ترتيب البحرين على هذا المؤشر الحيوي في حال توفير خدمة الانترنت بأقل كلفة ممكنة.
على صعيد شق المواصلات نرى أن من المناسب أن تعمل الحكومة على تعزيز المنافسة فيما يخص خدمة سيارات الأجرة (التاكسي). ربما يكون من الصواب تبني ما هو سائد في إمارة دبي، إذ المنافسة بين عدة شركات مختلفة الأمر الذي يخدم المستخدمين. نقول ذلك في ضوء انحسار خدمة سيارة الأجرة في بعض أجزاء البحرين مثل (باب البحرين) والجفير حيث القاعدة البحرية الأميركية ومجمع السيف
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1496 - الثلثاء 10 أكتوبر 2006م الموافق 17 رمضان 1427هـ