اللقاء الذي جمع جلالة الملك مع عدد من علماء الدين المؤثرين في الساحة السياسية له قيمة معنوية كبيرة، وسيساهم من دون شك في إنجاح المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة. وقد كان المجلس العلمائي الإسلامي، الذي يرأسه الشيخ عيسى قاسم، قد أصدر بياناً دعا فيه الى المشاركة القوية، وان خيار الذهاب الى صناديق الاقتراع هو الأفضل على رغم كل ما قد يشار إليه من قصور هنا أو هناك، أو شكوك أثيرت في الفترة الأخيرة.
لقد عودنا جلالة الملك على أنه رجل المبادرات التي تأتي في الأوقات الحرجة لتعيد تسيير الأمور نحو الجادة التي تجمع أكبر عدد من المواطنين. وعليه فإن القرارات التي اعلنت عنها الجهات الرسمية في الفترة الأخيرة ستساهم في تحريك الأجواء الانتخابية نحو الايجابية التي نسعى اليها جميعاً.
وننتظر حالياً المداولات بين اللجنة العليا المشرفة على سلامة الانتخابات والجمعيات الأهلية التي نأمل في ان تتسلم مهمة المراقبة التي تزيد من ثقة الناس في اللجنة العليا الانتخابية. ونكرر أملنا في أن يتم استبعاد الجمعيات والأسماء التي يمقتها الناس، لانها أصبحت مكشوفة ومتعرية تماماً، بل إن اصحابها انكشف جشعهم وبيعهم للمبادئ واستعدادهم للوقوف ضد المجتمع... وعليه فإنهم لايمثلون المجتمع المدني، وانما يمثلون طمعهم المادي الذي أصبح من دون حدود.
علينا أن نسعى إلى ثقافة تنظر إلى الوطن كوطن جامع وشامل للجميع، وعلينا أن نكافح تلك النظرة الجشعة التي ترى الوطن مجرد بقرة حلوب يتم احتلابها من أجل الصالح الخاص، وعلى حساب كل المصالح العامة. ومثل هذه الثقافة تتطلب أن يتصدر العمل الاجتماعي من يثق به المجتمع، وليس من هو في موضع شك وريبة.
قبل خمس سنوات، وفي أحد الاجتماعات مع الملك، أشار جلالته إلى انه يحب الالتقاء مع من يحبهم الناس، وليس مع من هم ممقوتون... وفعلاً، فإن مجرد لقاء جلالته أخيداًً عدداً من الذين يثق بهم الناس، فإن البيئة تغيرت نحو إيجابية نحتاجها جميعاً لتعزيز التجربة السياسية التي مازلنا نمر في تحولاتها وتجاذباتها.
بعد خمس سنوات من بدء المشروع الاصلاحي لجلالة الملك، فإن القوى السياسية والمجتمعية التي وقفت مع جلالته تجدد عزمها من أجل دعم المشروع، وتقدر الخطوات التي اتخذت بتوجيات ملكية... وثقتنا عالية بأن جلالته لن يألو جهداً في تحريك العملية السياسية بصورة أفضل مما يتوقع الكثيرون من خلال المزيد من الخطوات والمبادرات التي تصب في نهايتها لصالح البرامج الاستراتيجية التي تكرر الاعلان عنها والتأكيد عليها
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1496 - الثلثاء 10 أكتوبر 2006م الموافق 17 رمضان 1427هـ