العدد 1496 - الثلثاء 10 أكتوبر 2006م الموافق 17 رمضان 1427هـ

شيوخ المحرق يسردون ما تبقى من «ذاكرة رمضان«

في مجلسي بن عجلان وبن خاطر...

يحلو للشباب حضور مجالس رمضانية اعتاد كبار السن أن يجتمعوا فيها في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك... قد تكون نكهة الأحاديث مختلفة وليست معتادة بالنسبة الى من اعتاد على ارتياد مجالس الشباب، لكن الفكاهة التي تميز تلك المجالس ربما لا تختلف كثيراً عن مجالس الشباب...

على طاولة بلاستيكية في أحد أطراف المجلس، جلس المواطن المحرقاوي صقر علي يتابع الأحاديث وكأنه رئيس مجلس أمة... فبقية الحضور جلسوا على الأرض وأسندوا ظهورهم الى المساند الشعبية، فيما هو يجلس على الطاولة ليشير اليه أحد رواد المجلس وهو أنور الحريري، أحد شباب المحرق النشطين ليقول: «من على هذه الطاولة، يقود صقر العالم!».

في المحرق، عرفت بعض المجالس الشهيرة، ومنها مجلس بن خاطر وبن عجلان وكذلك مجلس بن هندي الشعبي المخصص لجلسة أهل المحرق وضيوفهم في غير الليلة الرسمية للمجلس وهي ليلة الثلثاء، وهناك يجتمع كبار السن ليلياً ليتحدثوا فيما استجد من موضوعات، لكنهم في الغالب يعيدون استذكار ما تبقى في الذاكرة الرمضانية من موضوعات.

أجواء العقود الماضية

حينما تجلس مع الحاج ابراهيم بن سند، والحاج ابراهيم الجودر والحاج محمد بن هندي وفيصل بن غدير ويوسف بن حربان وابراهيم بن عبدالله، تشعر وكأنك تعيش في أجواء الثلاثينات أو الأربعينات من القرن الماضي، بل والأكثر من ذلك، ربما سمعت وجهات نظر يتحدث بها أولئك الآباء والأجداد عن موضوعات هي مثار جدل اليوم.

هذه المجالس، يحضرها ضيوف من مختلف مناطق البحرين... من عراد والرفاعين ومدينة عيسى وكذلك من قلالي، ويبدأ النشاط الليلي مع انتهاء صلاة التراويح إذ يتوافد الناس على تلك المجالس، لكن ما استوقفنا مع مجالس كبار السن هي تلك الأحاديث التي تدور على الألسنة، فبعض كبار السن يتابعون القضايا السياسية ويستزيدون منها ويتحدثون فيها، فواحد من أولئك الذين يفاجئونك بتجاعيد الوجه يعتقد تمام الإعتقاد بأن المشكلات في البلد ستتضاعف اذا لم تقدم الحكومة على اتخاذ اجراءات وخطوات كفيلة بإعادة الأمور الى طبيعتها، ولأنه لا يفقه كثيراً في السياسة، فإنه قادر على الإشارة الى موضوعات مثل التقارير المثيرة للجدل والاستعداد للانتخابات في الشهر المقبل.

وعلى رغم مقاطعة البعض له، فإن صوت آخر من المجلس يأتي ليؤكد على أن من حق المواطن أن يتابع الأوضاع والقضايا في بلاده ويتعرف على التفاصيل، وهل تريدوننا: «مثل الطرشان في الزفة«، ونحن نقرأ الصحف ونفهم الكثير، وقد قرأت المزيد عن بعض القضايا لكنها ليست واضحة واذا كان هناك في المجلس من يمتلك معلومات اضافية فمن المهم اطلاعنا عليها.

لا هو سني ولا شيعي!

لكن الغالبية العظمى من حضور المجلس لا يرغبون في الإطالة في هذه الموضوعات، لكنهم يعتقدون أن الحديث في موضوعات الذكريات والصور الجميلة المتبقية في الذاكرة من شهر رمضان المبارك تعتبر بمثابة إنعاش وإحياء للنبض في القلوب، فالحاج يوسف بن علي يشير الى أنه حتى الآن لا يستطيع أن ينسى كيف كان يقضي أمسيات شهر رمضان مع أصدقائه من أهل عراد، ففي أحد البساتين كان يعمل مساءً مع المرحوم حسن بن علي العرادي والمرحوم يوسف بن سلمان العرادي وكان لهذا البستان الصغير مكانة كبيرة اذ كان معظم اهالي المحرق وبعض معارفهم من أهالي الرفاع ومدينة عيسى يعتبرون المصيف الرئيس لهم في موسم القيظ. ويشارك في الحديث الحاج حسن بن حسن الذي يتعمق في الموضوع بصورة أكثر دقة ليقول: «يا ولدي ما كان بيننا نحن أهل البحرين من يقول هذا سني وهذا شيعي الا القليل القليل... وهؤلاء يتم اسكاتهم لأنهم بذلك انما يريدون أن يسيئوا الى الإخوة، ونحن ما تعودنا على مثل هذه الأفعال التي تفرق الجماعة، لكن من المؤسف القول إن الوضع تغير، وهناك أناس من المواطنين - هداهم الله - يفتعلون المشاكل بين الأهل».

ولا يخفي قلقه من وضع الشباب في البحرين، إذ ينصحهم بضرورة التوجه الى العمل مع بعضهم بعضاً وبناء البلد والتعاون وعدم ترك الفرصة لمن يريد أن يثير المشكلات والمشاحنات لكي ينجح في مهمته فنخسر الكثير، ونصيحتنا للشباب هي أن يكونوا مثل آبائهم وأجدادهم إذ عملوا صفّاً واحداً ولم تؤثر فيهم المكائد والدسائس التي كانت تفشل بعون الله

العدد 1496 - الثلثاء 10 أكتوبر 2006م الموافق 17 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً