كشف نائب رئيس المجلس العلمائي السيدعبدالله الغريفي عن أن جلالة الملك وعد العلماء الذين التقوه أخيراً بمحاكمة علنية لـ «تقرير البندر»، مشيراً إلى أن القضاء سيحقق في كل حيثيات القضية. نافياً جلالته أن يقتصر التحقيق على زوايا معينة، كما أكد الغريفي أن العلماء سيلتقون مرة أخرى بجلالة الملك قريباً لمتابعة النتائج. كما حذر الغريفي ـخلال حوار مفتوح في مأتم شباب النعيم من خطر تشتت الاصوات وقال: «سندخل البرلمان بقوة، ويتحقق ذلك من خلال كتلة إيمانية متجانسة، وبالتالي فإن التشتت لا يخدم المشروع السياسي للمشاركة».
النعيم - حيدر محمد
أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيد عبدالله الغريفي ان العلماء الذين اجتمعوا مع عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة طالبوا بخطوات عملية لحل الكثير من الإشكالات المثارة في الساحة ومنها التجنيس السياسي والتمييز المذهبي وآثار التقرير الخطير الذي نشر قبل فترة.
وقال الغريفي في حوار مفتوح في مأتم شباب النعيم مساء أمس الأول: أوضحنا لجلالة الملك أن في أيدينا أرقاما ودراسات عن التمييز المذهبي، ونتمنى ألا تكون هذه الأرقام صحيحة، وطالبنا بتشكيل لجنة تحقيق وليكن التقرير المنشور كذبا على رغم أن شواهد ومقاطع من هذا التقرير نراها حية متحركة على الأرض».
وردا على سؤال عن تقصير العلماء في مواجهة استحقاقات الساحة قال الغريفي:«أوضح الغريفي أن هناك فرقا كبيرا بين أن تمر مشروعات ويسكت العلماء عنها، وبين أن يرفعوا صوتهم إلى كل مواقع القرار، ونحن أوصلنا صوتنا بلغة قوية وصريحة وواضحة وهذه تعتبر بحد ذاتها خطوة جريئة وقوية، ولكن ليس بيدك أن تغير المعادلة السياسية». وأضاف الغريفي» هناك واقع يؤرقنا، العلماء يعيشون قلقا حقيقيا، وهذا القلق الحقيقي قد لا يزيله وعد أو كلمات تطمين، ولا يصح أن نضعف في طرح المواقف ولكن لتكن ضمن حالة واقعية ومسئولة، فالقاعدة الشعبية تعطي للموقف العلمائي قوته (...) من حق كل إنسان أن يعبر عن قناعته، ولكن هل مطلوب مني أن أبرز عنتريات سياسية، فحتى المسألة السياسية خاضعة لمجموعة من الحسابات الشرعية، وحتى عندما أدعو إلى مسيرة أخضعها إلى هذه الحسابات، وقد يقول البعض ان هذا يحد من قدرة الانطلاق، ولكن من يقول ان الانطلاق بلا حسابات يحقق الهدف».
وأكد الغريفي أنه «لا يمكن أن يعالج هذا المشروع الخطير بندوة ولقاء ومسيرة، فنحن كشعب يجب أن نعيش الهم الحقيقي، ويجب أن نملك حضورنا، وعندما أقول ان المشروع خطير فيجب في الوقت نفسه ألا نعيش روح الانهزامية النفسية، بل ندعو لمزيد من الإرادة وتأكيد التماسك».
وعلى صعيد آخر، شغل ملف الانتخابات النيابية المقبلة حيزا كبيرا من النقاشات، وفي رده عن الضوابط التي يجب أن تتوافر في المرشحين قال الغريفي: «إن الدين يوجهنا في كل حركتنا، والانتخابات هي مساحة من مساحات الحياة التي يحكمها الدين... انا أمام ضوابط انطلق منها بان اقبل هذا المرشح أو ذاك... وكما ورد في الطرح القرآني: (إن خير من استأجرت القوي الأمين)، فالقوي هو من يمتلك قوة إيمانية، ولا يسقط أمام المساومات، القوي من لا يتنازل امام قصر أو بيت أو مساومة من أي نوع، يكون قويا في مواقفه، كما أنه يجب أن يتحلى المرشح بالوعي الديني والسياسي (...) انتخب الأمين على دينك ودنياك، وهناك من يقول انا أدافع عن لقمتك ولكن لا أدافع عن دينك، وهناك العكس، وكلاهما لا يفيدان، فصحيح اني أريد أن أسكن وآكل، ولكن لا أريد من يصادر عفاف ابنتي بقانون لا يستقيم مع ديني».
وزاد الغريفي قائلا:» في ظل كثرة المرشحين قد تتكافأ الضوابط بين هذا المرشح وذاك، وحينها يجب أن نميز بين الحسن والأحسن، فهذا يملك وعيا سياسيا، ولكن هذا يحمل وعيا سياسيا أكبر، ولكن نتمنى أن يكون من يمثلوننا كتلة متماسكة، نريد أن ندخل دخولا قويا، فنحن أمام أزمات سياسية وتعقيدات وقوانين جائرة وعلى رغم ذلك نرى أن خيار المشاركة هو الأقدر، وصحيح أن هذا الخيار قد لا يحقق الكثير من المكاسب وفق المعادلات، لكن نستطيع أن نربك اللعبة من داخلها، ونعمل من داخل المجلس لنسمع العالم صوتنا، فالمشاركة أن تحاصر بعض الخطط، وتشتت الأصوات يضر بالمشروع الذي نحمله».
وعن المقصود بشأن القائمة الواحدة التي طالب بها بيان المجلس العلمائي وهل تتضمن إشارة إلى قائمة «الوفاق» علّق الغريفي بقوله:» لا نريد أن ندخل في التفصيلات، ولكن يبقى أن نشكل قوة انتخابية أمر مهم، وتتكون من مرشحين قادرين على أن يملكون خطابهم القوي الصلب الذي يحقق المشروع، لم ندع إلى قائمة محددة، بمقدار ما ندعو إلى أن تكون القوة في وجود تكتل متجانس في منطلقاته وأهدافه ورؤاه وإستراتيجيته، وهذا سيكون هو الموقف الأصوب».
وتابع الغريفي: «نريد برلمانا قويا، وهذا لا يكون إلا عبر الكتلة المتجانسة سياسيا وايدلوجيا ... فلدي مساحة مشتركة مع العلماني، وسيقف معي العلماني في مشروع الدستور والقوانين ولكن لن يقف معي في مواجهة مشروع الفساد الأخلاقي الذي يريد أن يصادر هوية البلد، وربما سأقف مع الإسلامي ولو كان مختلفا معي في القضايا الأخلاقية والدينية وأتوقع وحدة الإسلاميين في المجلس تجاه القضايا الدينية الواسعة، وإذا وجدت أطيافا سياسية مختلفة في المجلس فهذا أمر جيد، ولكن التنوع بحد ذاته ليس هدفا كبيرا، نريد كتلة متماسكة قادرة على أن تواجه مشروعات خطيرة، ولكن هذا لا يمنع وجود تقاطعات، فقد تلتقي مع سلفي في مسألة ومع علماني في مسالة أخرى، ولكن الكتلة القوية المتماسكة هي خيارنا الكبير».
وبشأن الاتهامات الموجهة للعلماء بعدم التحاور مع أصحاب الاتجاهات الفكرية الأخرى أكد الغريفي ان أي شخص من أصحاب الاتجاهات الأخرى يستطيع أن يحاور العلماء، ولكن المسجد والحسينية لهما خصوصيتهما، هناك ندوات مشتركة مع أصحاب الانتماءات غير الدينية ونحن نتحاور معهم
العدد 1496 - الثلثاء 10 أكتوبر 2006م الموافق 17 رمضان 1427هـ