أعلنت جمعيتا الأصالة الإسلامية والمنبر الوطني الإسلامي في مؤتمر صحافي أمس أنهما ستخوضان الانتخابات النيابية في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بقائمة موحدة تضم 14 مترشحاً (8 من المنبر و6 من الأصالة)، وفيما تتحالف الجمعيتان في 12 دائرة انتخابية ستتقارعان في الحالة إذ ستدعم الأصالة المترشح راشد عبدالرحمن فيما ستنزل المنبر الإسلامي سامي قمبر.
ومن المقرر أن توقع الجمعيتان في غضون الأيام القليلة المقبلة مذكرة تفاهم بينهما تتعلق بالشأن الانتخابي، وسيعقبها تشكيل لجنة عليا تضم 3 أعضاء من كل جمعية لمتابعة تنفيذ الاتفاق ومنع أية خروقات من الممكن أن تعتري سبيل الاتفاق، وستكون من مهمات اللجنة النظر في حل الإشكالات الطارئة بين الجمعيتين في العملية الانتخابية. ونفت الأصالة والمنبر أن يتمخض التحالف بينهما عن خوض الانتخابات ببرنامج انتخابي موحد، إذ سيكون لكل جمعية برنامج انتخابي خاص بها، كما سيخلو التحالف من وجود دعم مالي مشترك سيقدم لمرشحي الجمعيتين.
المنطقة الدبلوماسية- علي العليوات
أعلنت جمعيتا الأصالة الإسلامية والمنبر الوطني الإسلامي أنهما ستوقعان في غضون الأيام القليلة المقبلة مذكرة تفاهم بينهما تتعلق بالشأن الانتخابي، جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده رئيسا الجمعيتين غانم البوعينين وصلاح علي ظهر أمس في فندق كروان بلازا.
وجاء في البيان الصحافي الذي وزع أمس أن «مذكرة التفاهم بين الجمعيتين تنطلق من مجموعة من المبادئ والثوابت يأتي على رأسها التنسيق والتعاون المستمرين في الانتخابات النيابية والبلدية وجميع ما يتعلق بالعملية الانتخابية، كما يدخل ضمن المبادئ الرئيسية لمذكرة التفاهم تقوية الصف الإسلامي من خلال ترشيح أكفأ المترشحين القادرين على ترجمة البرامج الانتخابية».
ومن المقرر أن يتم تشكيل لجنة عليا تضم 3 أعضاء من كل جمعية لمتابعة تنفيذ الاتفاق ومنع أية خروقات من الممكن أن تعتري سبيل الاتفاق، وستكون من مهمات اللجنة النظر في حل الإشكالات الطارئة بين الجمعيتين في العملية الانتخابية، ومحاولة ترتيب المسائل العالقة واقتراح الحلول الملائمة لها.
وأطلق البوعينين وعلي خلال المؤتمر الصحافي أمس القائمة الموحدة التي ستخوض بها الأصالة والمنبر الانتخابات النيابية المقبلة، وتضم 6 مترشحين من جمعية الأصالة و8 مترشحين من جمعية المنبر، فيما ستتنافس الجمعيتان على الدائرة الخامسة في محافظة المحرق من خلال راشد عبدالرحمن (الأصالة) وسامي قمبر (المنبر).
من جانبه، أكد علي أن جمعية المنبر الوطني الإسلامي تستهدف في الأساس 5 مقاعد نيابية مضمونة، وفي مقابل ذلك هناك بعض الدوائر التي ستكون فيها المنافسة قوية مثل الدائرة التي سيترشح عنها ناصر الفضالة وكذلك سامي قمبر.
القائمة ليست رد فعل على «الوفاق»
وفي سؤال لـ«الوسط» عما إذا كان إطلاق هذه القائمة الموحدة يأتي في تحرك من قبل الجمعيتين بعد إعلان الوفاق لقائمتها للانتخابات النيابية قبل أيام وخصوصاً أن أحد أعضاء الجمعيتين تحدث في وقت سابق أن التحالف بين الأصالة والمنبر في الانتخابات أمر مستبعد، نفى البوعينين وعلي أن يكون التنسيق بين جمعيتي المنبر والأصالة رد فعل على إطلاق الوفاق قائمتها للانتخابات، وقال البوعينين: «هذه القائمة لم تكن رد فعل على قائمة الوفاق، لأننا بدأنا في إعداد القائمة قبل شهور، كما أن خروج هذه القائمة هو مطلب في الشارع الذي تمثله الجمعيتان وكان من الضروري أن يكون هناك تنسيق بين الطرفين»، فيما أوضح علي أن «التنسيق بين المنبر والأصالة سبق إعلان الوفاق عن قائمتها، والتنسيق بين الجمعيتين كان موجودا منذ انتخابات 2002 ولكن لم يرق إلى الطموح، ومن جانب آخر المنبر والأصالة لا تتقاطعان مع الوفاق، فقائمتنا لا تضم مترشحين في جدحفص أو البلاد القديم»، ولفت علي إلى أن «التنسيق بين الجمعيتين لم يبدأ بالأسماء، بل قطعنا أكثر من شهرين نتناقش في نقاط الخلاف والاتفاق، ووضعنا أفكارا لآليات التنسيق لخوض العملية الانتخابية».
كل كتلة ستكون مستقلة داخل البرلمان
وعما إذا سيستمر هذا التحالف الى ما بعد الانتخابات، قال علي: «هذا التحالف له علاقة بالعملية الانتخابية، ويهدف إلى تقوية العلاقة بين الجمعيتين ولعدم تشتيت الأصوات وذلك بسبب التقاطع بين الجمعيتين في الدوائر الانتخابية»، معبراً عن أمله في أن يكون هذا التنسيق باكورة للتحالف المستقبلي في العمل النيابي، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن كل كتلة ستكون مستقلة عن الأخرى، مؤكداً أن كتلة المنبر الوطني الإسلامي ستتعاون مع باقي الكتل داخل المجلس.
لا وجود لبرنامج انتخابي موحد
ونفت الأصالة والمنبر أن يتمخض التحالف بينهما عن خوض الانتخابات ببرنامج انتخابي موحد، وأوضح علي أن «كل جمعية سيكون لها برنامج انتخابي خاص بها»، فيما ذكر البوعينين أن «كل مرشح في قائمة الأصالة أو المنبر له الحرية في وضع البرنامج الانتخابي الذي يتناسب مع الدائرة الانتخابية التي سيترشح عنها».
وفيما يتعلق بالدعم المادي للمترشحين، نفى علي أن يكون هناك دعم مشترك سيقدم لمرشحي الجمعيتين، وقال: «إن كل جمعية مسئولة عن تقديم الدعم المادي لمرشحيها، ولن يكون هناك تداخل بين الجمعيتين في الجوانب المادية»، منوهاً إلى أن «الموازنة التي رصدتها جمعية المنبر الوطني الإسلامي لكل مترشح تتراوح بين 10 و15 ألف دينار»، فيما أشار البوعينين إلى أن «الدعم الذي ستقدمه جمعية الأصالة لكل مترشح لن يقل عن 15 ألف دينار». وبخصوص التنسيق بين الأصالة والمنبر الإسلامي مع باقي الجمعيات السياسية، أوضح البوعينين أن «جمعية الأصالة الإسلامية اجتمعت خلال الفترة الماضية مع الجمعيات التي يمكن أن تتقاطع معها في الدوائر الانتخابية، ومنها جمعية الوسط العربي الإسلامي وجمعية الشورى الإسلامية، غير أن جمعية الأصالة الإسلامية لم تجد أي تقاطع في الدوائر الانتخابية مع هذه الجمعيات»، وبين علي أن «جمعية المنبر الوطني الإسلامي التقت كذلك مع جمعيتي الوسط العربي الإسلامي والشورى الإسلامية ومازال التنسيق مستمرا معها بشأن الانتخابات».
وفيما يتعلق بتوجيه الناخبين المنتمين للأصالة والمنبر للتصويت لمرشحين معينيين في الدوائر الانتخابية التي لن يكون فيها مترشح محسوب على إحدى الجمعيتين، أوضح غانم أن هناك دوائر مغلقة يغلب عليها الطابع القبلي مثل البديع والزلاق، وأهلها أدرى بالمترشح الأصلح، نافياً أن يكون لدى جمعيته أي توجه لحث الناخبين للتصويت لصالح أي مترشح في تلك الدوائر.
أما عن غياب الوجوه النسائية، بين علي أن «المنبر الوطني الإسلامي لا يرى أي إشكال يتعلق بخوض المرأة الانتخابات سواء على صعيد الترشح أو التصويت»، منوهاً إلى أن جمعية المنبر قررت في وقت سابق دعم ترشيح 3 وجوه نسائية أكاديمية محسوبة على الجمعية غير أنها اعتذرت في وقت لاحق عن الترشح لظروف خاصة.
وبخصوص قائمة الانتخابات البلدية، ذكر البوعينين أن «الوضع سيكون أهدأ في الانتخابات البلدية، خصوصاً مع وجود تفاهم مبدئي بين المنبر والأصالة بشأن الانتخابات البلدية».
وفي سؤال عن مدى تأثير التحرك الذي تقوده بعض مجالس المحرق وعزمها على دعم بعض المترشحين على قائمة جمعيتي الأصالة والمنبر، أوضح غانم أن للجميع الحق في القول والعمل، والإشكال الحاصل أن المجالس لو تبلورت في هذا المجال فستكون عبارة عن جمعيات، وذكر علي أن «جمعية المنبر وجهت مرشحيها في محافظة المحرق للتواصل مع المجالس الأهلية في المحرق، وعقدوا معهم عدة لقاءات للتوصل إلى توافق بخصوص الانتخابات».
معركة الرئاسة لم تحسم بعد
وبخصوص معركة رئاسة مجلس النواب المقبل، قال البوعينين: «الأصالة والمنبر لن تكونا التشكيلتين الوحيدتين في مجلس النواب المقبل، والصورة لن تتضح بشأن الرئاسة إلا بعد إسدال الستار على العملية الانتخابية»، وذكر علي أن «جمعية المنبر لم تحسم قرارها بعد فيما يتعلق بالمناصب الرئيسية الثلاث في المجلس، ونحن عازمون على الاجتماع بجميع الكتل البرلمانية بعد انتهاء الانتخابات من أجل التوافق على توزيع المناصب الرئيسية»
العدد 1496 - الثلثاء 10 أكتوبر 2006م الموافق 17 رمضان 1427هـ