لم يمض يوم واحد على اقدام كوريا الشمالية بإجراء تجربة نووية - تحت الأرض وصفتها بأنها ناجحة 100 في المئة وأنه لم يحدث أي تسرب اشعاعي - حتى أصبح العالم على «كف عفريت» فتوالت الإدانة من كل حدب وصوب ولم تبق دولة صديقة أو عدوة حتى أبدت انزعاجها فبعض صرح عن امتعاضه والآخر كشف عن مخاوفه فلم يكد الرئيس الأميركي جورج بوش ينهي اجازته الأسبوعية حتى خرج على شاشة التلفزيون ليدين التجربة ويعتبرها عملا «استفزازيا» يتحدى إرادة المجتمع الدولي ودعا إلى «تحرك فوري» لمجلس الأمن الدولي في هذا الشأن. وكان لبريطانيا النصيب الثاني في الإدانة إذ قال رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير إن تلك التجربة «عمل لا مسئول على الإطلاق» وأن التجربة «غير مقبولة» وأضاف انه سيبحث مع المجتمع الدولي الرد الملائم عليها. ومن جانبه دان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التجربة - التي لم تشعره بيونغ يانغ بها إلا قبل ساعتين من أجرائها - وقال إنها ألحقت «ضرراً هائلاً» بنظام حظر نشر أسلحة الدمار الشامل في العالم.

ومن المتخوف أن تتجه شبه الجزيرة الكورية وبالعالم كله نحو حرب يخشى أن يطول صداها العالم، فحرب الكلام قد بدأت وها هي أخاذة في التصاعد فالرئيس الكوري الجنوبي روه مو-هيون أكد ان حكومته «ستتعامل بحزم» مع هذا التطور ورفعت بلاده حال الطوارئ في صفوف القوات المسلحة. وضيفه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لم يجد بداً من التصريح بأن التجربة عمل «لا يغتفر«.

فالعالم مقدم على عهد طالما سمعنا عنه في القصص العلمية الخيالية وكثيراً ما شاهدناها مع أطفالنا في المسلسلات الكارتونية ولم نتصور أنه أصبح قريباً من الواقع، ونبقى في الأمر كله في صفاف الدول التي لا حول لها ولا قوة والتي لا تجد حيلة سوى أن تضع يدها على صدرها وتحبس أنفاسها من القادم