على رغم مضي أكثر من أربع سنوات على المشروع الإصلاحي، فإنك لا تشم رائحة هذا المشروع وأنت تراجع مكاتب وزارة التربية والتعليم، بل تتعثر بجبل من البيروقراطية أبطالها موظفون لا يجيدون إلا الاعتناء بالشماغ والعقال، وتناول الابتسامات ليس مع المراجعين بل مع بعضهم بعضا!

ربما تتمكن في كثير من الأحيان من أن تتحدث مع وزير التربية والتعليم عبر الهاتف، أو حتى تلتقيه، إلا أن ذلك لا يتسنى لك القيام به مع موظف على الدرجة الرابعة أو ما دون ذلك في هذه الوزارة، لأن كثيرا منهم يعتبر نفسه سيفا مسلطا على المراجعين ومكلفا بوضع العقبات أمامهم حتى يعلنوها توبة من مراجعة الوزارة مرة أخرى!

أحد المواطنين استمر في مراجعة الوزارة نحو ثلاث سنوات، ولم يكن يريد سوى معرفة سبب استثنائه من وظيفة حارس أمن في الوزارة على رغم نشر اسمه في الصحافة ضمن المستفيدين من الوظيفة، فإنه لم يلق أثناء مراجعته إلا الصدود، وبعد مضي فترة ليست بالوجيزة، أفاده أحد الموظفين بضرورة إصدار شهادة رد اعتبار من المحكمة وإفادة أخرى من التحقيقات الجنائية تفيد عدم وجود أسبقية جنائية، وفعلاً قام بإصدار هاتين الشهادتين إلا أنه لايزال ينتظر! وقامت الجهات المعنية بإرسالها إلى الوزارة، فهل سينتظر سنوات أخرى غير الثلاث الماضية؟ هذا ما أعتقد واثقا أن الوزير سيوجه المسئولين للإجابة عليه