«بيت الشعر» الذي أسسته الشيخة مي في منزل شاعر البحرين الكبير إبراهيم العريض احتفى مساء أمس بالشاعرة السورية لينا طيبي، وكانت الأمسية الشعرية فرصة مناسبة للاطلاع على غرف المنزل التي حولتها الشيخة مي إلى متاحف تحكي الكثير عن تاريخ البحرين الأصيل.

بيت الشعر يقع في قلب العاصمة القديمة، ويعتبر أحد المعالم السياحية - الثقافية، ويحتوي على مكتبة يمكن زيارتها باستمرار، كما يحتوي على استعراض بالصوت والصورة لما قاله وكتبه العريض.

وفي إحدى غرف البيت، كتب الشاعر الراحل رسالة إلى الشيخة مي، مؤرخة في سبتمبر/ أيلول قال فيها «إني أعتقد أن العمل الصالح - خص أو عم - ثوابه في العمل نفسه، فاذا ظفر صاحبه يوماً بالتقدير فتلك نعمة ثانية في الخارج تقر بها عيون المحبين... لقد علمتني الحياة أن رضا الناس غاية لا تدرك ولكنها علمتني أيضاً أنه إذا دام طويلاً اختلافهم في أمر فهو يحمل دلالة في التاريخ على أنهم تجاوزوا البعدين العاديين في الإلمام بالحقيقة الى أبعاد أكثر شمولاً في الزمان والمكان».

وكم نحن بحاجة إلى قراءة ما كتبه مفكرو بلادنا وكيف أنهم استطاعوا أن يشعوا بما لديهم من أفكار مستنيرة وتجاوزوا تعقيدات الزمان والمكان. فالعريض كان يرى أن قيمة العمل الصالح في نفسه... أي أنه قيمة ذاتية ومعنوية، وليست مضافة عليه بصورة مادية. ولذلك فإن التقدير للعمل الصالح - إذا وجد - فانما هو قيمة مضافة.

البحرين بإمكانها أن تكون مركز جذب للسياحة الثقافية الراقية، ففي مساء أمس كان هناك من جاء إلى المناسبة خصيصاً من السعودية، وإذا عرفنا تلهف السعوديين للكتب وللثقافة يمكننا أيضاً أن نفسح المجال للأنشطة الثقافية التي تجتذب أنواعاً أخرى من السياح، ليس من السعودية فحسب، وانما من كل مكان.

إن رسالة الشاعر الراحل إلى الشيخة مي تحكي الكثير، ذلك لأن العمل الصاح في بلادنا لم يعدم، ولكن المشكلة أن هناك من يعتقد أن الجهد الإنساني يمكن شراؤه تماماً كما تُشترى الخضراوات أو الاكسسوارات، وهذا البعض لا يتوانى في إهدار ثروات البلاد على من لا يستحق، بينما يغفل الخير الكبير المتوافر في البحرينيين الذين ارتبط أصلهم الطيب بهذه الأرض الطيبة والمعطاءة، وان هؤلاء الطيبين ليسوا للشراء والبيع، لأن العمل الصالح ثوابه في العمل نفسه، ما قال العريض