عندما سلمنا بأن التكنولوجيا دخلت في جميع دهاليز حياتنا فلم نتوقع بأنها ستصل الى هذه المواصيل الخطيرة، فقد وصلت الى كل شيء لاسيما خصوصيات شهر رمضان ... والله يستر!

فهذه المدعوة تكنولوجيا سامحها الله بدأت بالاستهلال الذي كنا والى فترة بسيطة نختلف في أمره، وقد حُسم أمره تقريبا بالعلماء والمُقلدين الذين جوزوا واستفادوا من علم الفلك وساهموا مساهمة فاعلة في توحيد صفوف أتباعهم ومُقلديهم على مشارق الأرض ومغاربها.

ان التكنولوجيا اقتحمت حتى المسحر... مسكين، فقد بات شخصا مُزعجا للناس في أنصاف الليالي بذاك الطبل، فلم يعد شخصا مرغوب به أصلا... فالرسائل القصيرة والمنبهات العادية والرقمية التي تؤذن قد أوفت بالغرض فعلا، وهل نسيتم قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان... فهي أيضا تأثرت كما تأثرت حركة الافتاءات والاستفسارات الدينية، إذ اعتمد الناس على سماعها فقط إما عن طريق الاذاعة أو عن طريق الانترنت مع كثر مواقع قُراء القرآن الكريم، أو عن طريق المسجات الصوتية في الهواتف!

التكنولوجيا غزت القرقاعون! فقد فاجأني صديقي ابن زينل عندما قص عليّ قرقاعون فريجهم السنة... وكيف طلب منهم الشباب توصيل (سوكت) الكهرباء في بيتهم ليتمكنوا من بدء برنامجهم القرقاعوني في حوش بيتهم وذلك عن طريق الدي جي وشخصيات الدُمى الكبيرة!، بعدما كانت الفريسة والطارة والطبل والعربة إللي يترسون فيها القرقاعون، صارت دي جي وميكي ماوس وسبايدرمان وتويتي!

خوفي من التكنولوجيا أن تتمادى في غزوها لنا وذلك بالدخول الى المساجد وإقامة الاذان والصلاة بالشريط الكاسيت، ولكن يظل الى حد الآن على الأقل هناك نفس آخر لشهر رمضان نتحسر على مضي أيامه ولياليه ، ونشتاق إليه بعد أشهر معدودات من انتهائه، ونطلب من الله أن يعودنا عليه في الاعوام المقبلة بألف صحة وعافية، ونؤمن فعلا بأنه السعيد فقط الذي يبلغ العودة