أقدمت منظمة الشبيبة التابعة لحزب الشعب الدنماركي عضو الائتلاف الحكومي على نشر شريط فيديو فيه إساءة للرسول الأكرم (ص)، ويظهر الشريط عددًا من شباب الحزب يعرضون صورًا مسيئة للرسول أمام الجمهور في أجواء من الضحك والسخرية. إذ مثل بعضهم دور الرسول (وهو بريء منهم كل البراءة) وهو يشرب الخمر.

هذه الإساءة هي الثانية من الدنمارك إلى الرسول، والثالثة عالميًا إلى الإسلام، والحكومات كلها تقف ساكنة متفرجة، وكأن شيئًا لم يكن. فأية مقاطعة للمنتجات قد تنفع إذا كانت الحكومات نفسها رافضة لردود فعل مماثلة على هذه الإهانات الواضحة توقفها عند حدها.

قد يكون الحقد هو السبب الرئيسي لمثل هذه الأعمال، أو قد يكون غرضها هو مسح الغيرة من قلوب المسلمين. ولكن في النهاية يلام كل المسلمين بسبب عمل إرهابي لا يمت إلى الإسلام بصلة، تنظمه وتقوده وتنفذه قلة متطرفة شاذة عن فكر الإسلام. لكن هذا يكفي فمثل هذه الأعمال لا تقف عند موضع الخطأ بل أصبحت مقصودة وتمثل تحديًا وإصرارًا على السخرية من كل ما يمثل شيء له صلة بالإسلام والرسول (ص).

السؤال الأبرز هو ما هدف هذه الاستفزازات المتكررة؟ أهي شفاء لحقد على إرهابي دمر منزلاً أم هي وسيلة لجعل المسلمين يتبرأون من دينهم؟.

في هذا المشهد يقف الكثير منا يكتم الغل الذي يعيشه جراء هذه التعديات المتكررة على الحريات الدينية والاعتيادية. والمشكلة تكمن في من أغواهم المتطرفون ليستخدموهم كأداة ليشنوا بها هجمات غير إنسانية باسم الإسلام والحجة هي أنه الدنمارك أو البابا أساؤوا إلى الإسلام - وكأن الإسلام يعنيهم بشيء- ، لذلك وجب التحذير فإذا لم تتحرك الحكومات ولم تردعكم المظاهرات والمقاطعات، فقد يأتيكم الجزاء من مكان لا تدرون به وهو من أشخاص أنتم تخافونهم أصلا. فإن كنتم الداء، فالإرهابيون الدواء وهذا ما جنته أيديكم