العدد 1494 - الأحد 08 أكتوبر 2006م الموافق 15 رمضان 1427هـ

الأديب والمفكر الشهيد »سيد قطب«

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

ولد سيد قطب في يوم 9 أكتوبر/ تشرين الأول 1906، ونفذ فيه حكم الإعدام فجر الاثنين 29 أغسطس/ آب 1966، الموافق 13جمادى الأولى 1386 هـ.

لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره حينما بدأ نتاجه الأدبي، فكتب في صحيفة البلاغ والحياة الجديدة والأسبوع والأهرام والجهاد. كما ساهم بإنتاجه الفكري في عدة مجلات اجتماعية. جمعته علاقات متعددة مع الأدباء طه حسين، أحمد الزيات، توفيق الحكيم، يحيى حقي، ومحمود تيمور ونجيب محفوظ، ولعل العلاقة المتميزة كانت تلك التي أقامها مع الأديب عباس محمود العقاد، ودفع ثمناً لمواقف الدفاع عن الأديب العقاد.

كتب قصة أشواق، وصدرها بـ إلى التي سارت معي على الأشواك وسرت معها، فدميت ودميت ثم افترقنا كل إلى طريق، فلا هي إلى قرار ولا أنا إلى استقرار... يقال إنها كانت قصة حب لسيد قطب حرمته فيما بعد من التفكير في الزواج. وفي الأدب أيضاً كانت له إسهامات ودواوين شعر.

في محنة الإخوان 1954 كتب يهاجم بعض الصحف بأنها مؤسسات تساهم فيها أقلام أجنبية... وتعتمد هذه الصحف على إعلانات تملكها شركات رأس مالية ضخمة، وتخدم بدورها المؤسسات الرأس مالية... وتعتمد ثانياً على المصروفات السرية المؤقتة أو الدائمة التي تدفعها الوزارات لصحافتها الحزبية أو للصحف التي تريد شراءها أو ضمان حيادها... وتعتمد ثالثا على المصروفات السرية لأقلام المخابرات الدولية وخصوصاً إنجلترا وأميركا.

كان بإمكانه أن يحيا كأديب محترف للأدب، وما يؤكد موهبته الفذة نبوغه في الاسلوب التصويري الفني الدقيق للوقائع والمشاهد، سواء تلك النظرية التي استوحاها من النص القرآني كالتصوير الفني في القرآن أو مشاهد القيامة في القرآن أو المنطق الوجداني في القرآن وأخيراً المجلدات الثمانية في ظلال القرآن.

في لقاء جمع الأديب العالمي نجيب محفوظ بسيد قطب، بعد فك أسره بوساطة رئيس الجمهورية العراقية عبدالسلام عارف 1964، استوحى محفوظ من ذاك اللقاء ووصف سيد قطب في أحد أعماله الأدبية في الثمانينات، بلغة من التروية، بأنه رجل يتسامى ويسمو طور بعد طور، وما كنا نستطيع إيقافه عن هذا التسامي المطلق. وحينما وصل خبر إعدام سيد لمحفوظ يسأل مندهشاً: أحقاً أعدموه؟!

ظل الاسلوب الأدبي هو المستحوذ على قلم سيد قطب حتى بعد انتقاله إلى الضفة الإسلامية، ومبايعته مرشد الإخوان المسلمين حسن الهضيبي. ويشير رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية (الإخوان المسلمون اللبنانيون) إبراهيم المصري إلى أن أسلوب سيد قطب الأدبي كان طاغياً على كتابات سيد إلى حد وصفه البعض بالتلوينات التكفيرية، أو فُهم منها كذلك، ثم بنى عليها الآخرون ما بنوا من اجتهادات تصب في خانة التكفير. بينما تبرأ من هذه التهمة المرشد حسن الهضيبي في كتابه الشهير دعاة لا قضاة.

صموده الأسطوري، يكمن في رفضه لتوسلاتهم إليه من أجل أن يكتب سطر اعتذار يشفع له، ويرفع عنه حكم الإعدام، بل رد عليهم قائلاً: إن الأصبع الذي يمتد بالشهادة لله سبحانه وتعالى ليأبى أن يخط حرفا واحدا استرحاماً لأحد من الطغاة!

رحمك الله يا سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي فقد سطرت شهادة ممهورة بعبق الدم الخالد مع خلود كتاباتك الرائعة... شهادة خالدة تشهد على أتباعك قبل أعدائك

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1494 - الأحد 08 أكتوبر 2006م الموافق 15 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً