العدد 1494 - الأحد 08 أكتوبر 2006م الموافق 15 رمضان 1427هـ

روافد *أرضٌ تعشقُ فرسانَها

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كانت صالة جمعية المهندسين مساء أمس الأول على موعدٍ مع أحمد إبراهيم الذوادي، إذ احتشد المئات لإحياء حفل تأبينٍ للرمز الوطني الراحل.

الذوادي من مواليد المنامة، العام 1938، عاصر في شبابه حركة »الهيئة«، وشارك في تأسيس »جبهة التحرير الوطني البحرانية« في فبراير/شباط 1957، وعلق على تلك الفترة قائلاً: »تداعت جماعة من أبناء هذا الشعب ليثبت للعالم كله أننا شعبٌ واحدٌ أمام السلطة الاستعمارية. فكانت الجبهة ضرورةً ولم تكن هواية«. واعتقله الاحتلال البريطاني لأول مرة. وفي العام 1961 اعتقل مرة أخرى، ونُفي إلى قطر التي رفضت دخوله، فقصد الكويت اذ مكث بضعة أشهر، ثم غادرها إلى بيروت حتى مطلع 1964، إذ عاد إلى البحرين ليعمل محاسباً، ومواصلاً دوره النضالي.

بعد عامين نُفي مرة أخرى، ليستقر في القاهرة ممثلاً لجبهة التحرير، وهناك أقام علاقاتٍ واسعةً مع حركات التحرر الوطني وشارك في الكثير من المؤتمرات العربية والدولية.

بعد رحيل عبدالناصر رحل إلى بيروت، ليعود منها إلى البحرين العام 1974، مع بدء البرلمان الأول، ولكنه اعتقل مرة أخرى ليكون من أوائل ضحايا »قانون أمن الدولة« الذي رفضته قوى الشعب الوطنية، ليمكث في السجن حتى 1980. بعدها عاد إلى المنافي مهاجراً إلى الإمارات، ثم إلى سورية، ليعود مع التغييرات السياسية العام 2001. وظل يغالب السرطان الذي أصيب به العام 1994، حتى كانت الجولة الأخيرة حيث أسلم الروح فجر السبت، الثامن من يوليو/ تموز 2006.

حفل التأبين ابتدأ بكلمة لعائلة الفقيد ألقتها ابنته المهندسة ريم، تناولت فيها جانب الأبوّة، فالآخرون يعرفون من أبيها صورة المناضل، أما هي فقد كانت ترى منه جانب الأب، ولذلك كانت تغالب الدموع. الأمين العام لـ »وعد« ابراهيم شريف ألقى كلمة الجمعيات السياسية، وألقى الأمين العام للمنبر الديمقراطي التقدمي كلمة المنبر. ثم جاء دور الشعر، إذ ألقى الشاعر إبراهيم بوهندي قصيدةً تعود إلى السبعينات، حين التقى المناضل الذوادي في المنفى:

ان الذي يحتضن القضية

يموت في الطريق... ويشعلُ الشموعَ للبقية

ثم ألقى الشاعر عبدالصمد الليث قصيدةً أخرى، حيّا فيها قومه الذواودة الذين برز من بينهم هذا الرمز الوطني الشامخ، وصاح من أعماق قلبه صرخة طالما تردّدت على ألسنة الأحرار في هذا البلد:

خمسون عاماً يا رفيقُ ونيّفاً ترنو إلى نهجٍ كريمٍ قادمِ.

مسك الختام، كان مع الفيلم الوثائقي »رحلة نحو الحرية« الذي أعده الفنانان سلمان زيمان وعلي محمد، عبارة عن صور ولقطات مصورة سريعة، تحدث في بعضها الذوادي عن بدايات النضال، الذي انبثق من تلك الأحياء »التي تعيش من دون ماء ولا كهرباء، لكنها كانت جميلة بالروابط الإنسانية،على رغم شظف العيش وصعوبة الحياة«. كما تحدّث وهو يتذكر سنوات المنفى المريرة... »فيالها من رحلة شاقة«، واستعاد شعر الحكمة القديم: »ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمل«.

وغلبت على الفيلم لقطات ما بعد العودة، بدءًا من وصوله المطار، حيث غصّت القاعة بالمستقبلين، وكان يظهر في خلفية الصورة وجه الشيخ الجليل عبدالله فخرو(ره)، إلى جانب الشيخ عيسى الجودر ومحمد جابر صباح. ثم لقطاتٌ للجماهير في خيمة الاستقبال.

وبينما كان الحضور يهم بالخروج، كان الفنان يدندن شعراً ...»فهذه الأرض تعشق فرسانها«

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1494 - الأحد 08 أكتوبر 2006م الموافق 15 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً