ذلك قَدَرُه، يتسلم هذا المنصب/ الفرصة في توقيت حرج، حيث البحرين على صفيح ساخن أعلاه الانتخابات/ والشك في الانتخابات/ الخوف من تزوير الانتخابات. وما بين فرصة المنصب من جهة، وغليان الشارع السياسي من جهة أخرى على المدير التنفيذي للانتخابات وائل بوعلاي أن يكون ممسكاً بأقصى درجات الصبروالتحمل.
بوعلاي هو في محل تقدير واحترام من عاصروه، إلا أنه لابد أن يتنبه لبعض التفاصيل الحرجة، ومهما كانت بسيطة في نظره، إلا أنها محورية ولا يمكن إغفالها لدى الجمعيات السياسية المتعاركة على الكراسي النيابية.
في الأيام الماضية، كانت المطالبات من الجمعيات السياسية ترتكز على ألا تكون اللجنة الأهلية - المكلفة بالرقابة على الانتخابات - مرتعاً للأسماء التي تؤثر في زعزعة ثقة المواطنين بنزاهة الانتخابات. وصرحت أكثر من جهة بأسماء الجمعيات الغونغو في البحرين، وطُلب رسمياً منها أن تتنحى عن المشاركة في الرقابة على الانتخابات.
يوم أمس، إحدى الأسماء التي عهد لها رئاسة لجنة في لجان الإدارة التنفيذية للانتخابات هي عضوة رئيسية في إحدى الجمعيات المشكوك فيها. وعليه، كان من المفترض على المدير التنفيذي للانتخابات وائل بوعلاي أن يحسب حساب أن تكون واجهته الإعلامية أمام الصحافة والوكالات الدولية مشوشة أو غير واضحة.
حين طالبت المؤسسات السياسية المدنية حماية اللجنة الأهلية بوصفها إحدى ضمانات نجاح الاستحقاقات الانتخابية من تلك الأسماء - التي نأمل أن تحال إلى التحقيق اليوم أو غداً - هي لم تكن تعني أن يتم تمرير الأسماء ذاتها في اللجنة التنفيذية للانتخابات، من باب أولى.
العملية في حقيقتها لا تتطلب نقاشات مكررة، كل يوم، وعلى الدولة أن تدرك أن الجمعيات السياسية والحقوقية التي تم فضحها، وأسماء القائمين عليها ونوابهم، والمتحدثون الرسميون فيها هم اليوم خارج اللعبة السياسية في البحرين، وعلى هذه الأسماء كافة أن تغادر مواقعها التي تتمركز فيها منذ مدة.
على الدولة أن تدرك أهمية إزاحة هؤلاء من مقدمة مؤسساتها اليوم وغداً، ومع تشكيل الحكومة الجديدة ننتظر أن لا نرى لهم اسما هنا أو هناك. البحرين في حكوماتها خلال فترة السبعينات والثمانينات ترأست وزاراتها أسماء ثلة من أبنائها الكبار، والذين بنوا البحرين الحديثة وأسهموا فيها. ولم تُعدم البحرين نجاعة أجيالها، وحبهم لها حتى اليوم، حتى تتحدث باسمها أو ترأس علاقاتها العامة والإعلام المتردية أو النطيحة.
أخيراً... إذا كان وائل يحتاج إلى شيء من الصبر، فهو يحتاج أيضاً إلى شيء منالحذر، هذا الحذر يظهر من أن تهدم تلك الأسماء المشبوهة أولى فرصه الحقيقية لإثبات وجوده، وهو ما أتمناه له بصدق
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1494 - الأحد 08 أكتوبر 2006م الموافق 15 رمضان 1427هـ