العدد 1493 - السبت 07 أكتوبر 2006م الموافق 14 رمضان 1427هـ

«كوندي سبرايز»... الله يستر

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

تتعامل أميركا مع وطننا العربي وكأننا أبناؤها الصغار الذين تحاول تربيتهم لتصنع منهم رجال المستقبل، لذلك فهي تعتمد على مبدأ الحافز، إذ إنها تقوم بتوزيع الحلاوة (المقابل) على دولنا مقابل قيامنا بمهمة ترضى عنها. وقد اختارت الولايات المتحدة وزيرة خارجيتها كوندوليزا رايس لتقوم بهذه المهمة، فخلال جولتها الأخيرة حملت رايس معها لدولنا كوندي سبرايز (على وزن كندر سبرايز وهي شوكولاتة يعشقها الصغار والكبار).

جولة رايس جاءت فعلاً مفاجأة وفق كل المقاييس، فالجولة أولاً كانت بطلب شخصي من الرئيس الفرنسي جاك شيراك ومن نظيره الأميركي جورج بوش للإيحاء بأن الغرب يسعى الى السلام. كما كان ينتظر منها أن تبرد أجواء المنطقة الملتهبة، ما يسمح بشيء من الحلول العقلانية لمشكلات الشرق الأوسط المعقدة وحروبه الأكثر تعقيداً. لكن لا الإيحاء وصل واستفدنا منه ولا الأجواء بردت، بل زادت اشتعالاً في فلسطين والعراق خصوصاً.

فرايس جاءت للمنطقة ليس كحمامة سلام بل كصقر جارح، محرّضة على الحروب، لا كداعية تسويات. كمشعلة للنار لا كفريق إطفاء. وهذه حصيلة لن تثير فقط القشعريرة في بدن شيراك وبقية القادة الأوروبيين الذين كانوا يأملون إضفاء شيء من العقلانية والاتزان على صراعات الشرق الأوسط، بل أيضاً خشية بقية دول العالم مما تعده الولايات المتحدة للشرق الأوسط من كؤوس عذابات جديدة. وهو في الواقع تخوّف في محله تماماً. فحين يعتبر رئيس رايس، جورج بوش، أن المأساة العراقية، والتي شملت حتى الآن سقوط أكثر من 120 ألف قتيل عراقي و2700 جندي أميركي، مجرد فاصلة في كتب التاريخ المستقبلية، لا يعود مستبعداً أن تواصل الإدارة الأميركية الحالية تنفيذ المزيد من أغرب السيناريوهات وأوحشها في كل أنحاء الشرق الأوسط. وجولة الحرب الكوندية الراهنة، تبدو جزءاً حتمياً من هذه السيناريوهات الحتمية. الله يستر

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1493 - السبت 07 أكتوبر 2006م الموافق 14 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً