في مجلس إحدى المترشحات البحرينيات للانتخابات المقبلة، التقيت صحافية كويتية كانت في زيارة للبحرين في هذه الفترة للاطلاع على التجربة البحرينية النسوية في الاستعداد للانتخابات وإعداد الحملات الانتخابية. الصحافية، على الرغم من تحفظها في ذكر تقييمها عما شاهدته في البحرين بصراحة، فإنها عبرت عن خيبة أمل مما رأته في تلك المجالس النسوية بالمقارنة مع فترة الحملات الانتخابية التي أعدتها المترشحات الكويتيات في الانتخابات الماضية، التي أسفرت عن عدم وصول أية مترشحة إلى قبة مجلس الأمة الكويتي.
أول مأخذ للصحافية في مقارنتها بين المجالس النسوية هنا وهناك كان الحضور الضعيف نسبياً في تلك المجالس بحسب وجهة نظرها، إذ كانت تقول إن الآلاف كانوا يحضرون مجالس المترشحات الكويتيات في الانتخابات الماضية، وكانت تلك المجالس الأسخن حتى بالمقارنة مع مجالس المترشحين الرجال، إذ كانت تلك المجالس تطرح موضوعات ساخنة تتمحور في مجملها حول المرأة وقدرتها وإمكان تقلدها لمناصب قيادية.
وربما يكون السبب في قوة تلك المجالس وحضورها اللافت في الكويت عائداً إلى قوة الموضوع هناك في حد ذاته، فقد كانت الكويت في تلك الفترة تمر بوضع سياسي متوتر، دخلت المرأة فيه للمرة الأولى بشكل شرعي، ولذلك كان من الطبيعي أن تفرز مرحلة نقاشات حادة قادتها مترشحات ناضلت غالبيتهن طويلاً لنيل تلك الحقوق، وتمرنّ على كسبها، فلم يكن من الغريب أن تناضلن بشراسة من أجل الحفاظ عليها وإثبات جدارتهن في الحصول عليها.
عدا عن حضور تلك المجالس، رأت الصحافية الزميلة أيضاً أن نقاش المترشحات البحرينيات لايزال منصباً على نيل المرأة حقوقها السياسية وأحقيتها فيه، وهو نقاش قديم، كان من المفترض تجاوزه برأيها، فلم تخض المترشحات في مجالسهن بعد نقاشات سياسية حادة وجادة تطرح رؤاهن وبرامجهن الانتخابية، وآراءهن في الوضع السياسي البحريني الذي يزداد سخونة يوماً بعد يوم.
كان ردي عليها هو أن الوقت ربما لايزال باكراً عليهن، فقد أعلن موعد الانتخابات منذ فترة قصيرة فقط، ولم يفتح باب الترشيح بعد. وربما أرادات المترشحات - مثلما تقول غالبيتهن - الاحتفاظ بأوراقهن وعدم كشفها على الطاولة حتى تتضح الأمور.
غير أنها لم تجد ذلك مبرراً مقنعاً للتأخر في طرح النقاشات السياسية بقوة في مجالس المترشحات، بشكل يبرز المترشحة أولاً، فالطريق طويل وعلى المرأة أن تخوضه باكراً إن أرادت النجاح.
دار هذا النقاش بيني وبين الزميلة الكويتية في مجلس إحدى المترشحات، ووجدت من الضروري إيصاله إليهن، لمعاودة النظر في استراتيجيتهن للظهور أمام الجمهور في حملاتهن الانتخابية. ولم أقصد منه، كما أعتقد أن الزميلة الكويتية لم تقصد أيضاً، انتقاداً أو إضعافاً لهممهن، فكلنا مع المرأة ندعمها ونشجعها، لكننا قصدنا النقد البناء، ولفت النظر إلى نقطة جوهرية ربما تفيدهن كثيراً.
ففي مرحلة سياسية محتقنة كالتي نمر بها في البحرين حالياً، طرحت قضايا سياسية ساخنة يتعطش الناخب لمعرفة رأي مرشحه فيها، وطريقته في النقاش بشأنها: تقرير البندر، التصويت الإلكتروني، الانتخابات المقبلة، هي وغيرها الكثير من القضايا التي نحتاج كناخبين أن نعرف وجهة نظركن فيها أيتها المترشحات، وننتظر أن تبدأن النقاش عنها بصلابة عهدناها في المرأة البحرينية على الدوام
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1493 - السبت 07 أكتوبر 2006م الموافق 14 رمضان 1427هـ