العدد 1493 - السبت 07 أكتوبر 2006م الموافق 14 رمضان 1427هـ

هكذا يحتفلون بالثقافة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

اختتمت مساء الخميس الماضي مسابقة الحاج حسن العالي الثقافية، وقد شارك فيها فريقاً من أغلب مناطق البحرين، مع غيابٍ واضحٍ لأندية ومراكز العاصمة وضواحيها، (باستثناء النعيم) وجزيرة المحرق (عدا الدير). وهو ما يؤكد النظرة بأن الأطراف ما تزال أكثر اهتماماً بالثقافة من المراكز، سواءً على المستوى المحلي أو العربي، وهو ما نلحظه من تقدّم المتسابقين من دول الأطراف العربية على حساب دول المركز.

مما يلفت النظر أن الأندية الكبيرة (الأهلي والمحرق والنجمة والرفاع الغربي مثلاً) ليس بها لجانٌ ثقافيةٌ تهتم بالعقول، ويقتصر اهتمامها على الرياضة والعضلات! والإهمال آخذٌ بالاتساع مع الوقت، فنجد أنفسنا أمام واقعٍ أصبحت فيه أندية الضواحي والقرى هي التي تضخ الدماء الطرية في الجسد الثقافي.

الحديث هنا يتجاوز الكلام عن مسابقةٍ تنظّم تخليداً لذكرى رجلٍ أعطى الكثير لأبناء البحرين، في الجانب الخيري والتعليمي والإسكاني والصحي، إلى ما هو أبعد من ذلك، بما يكشف عن إهمالٍ كبيرٍ للثقافة على وجه العموم. البعض يُرجِعه إلى الهيكل الإداري بالمؤسسة ووجود أشخاص مسئولين عن إدارات الثقافة والشباب من غير ذوي الاهتمام بالشباب، ومن غير المختصين أو المرتبطين بقطاع الثقافة، من هنا نحصد اليوم هذا التدهور والإهمال الفظيع لقطاع الشباب الذي يمثل حوالي بالمئة من السكان (قبل حركة التجنيس طبعاً).

المسابقة أعادت إلى الأذهان تلك الأجواء الاحتفالية السبعينية، يوم كانت الحركة المسرحية والمعارض الفنية والفعاليات الثقافية المختلفة لا تتوقف. في تلك المرحلة كانت البحرين تنافس وتنتزع كؤوس المسابقات الثقافية والمسرحية والفنية على مستوى الخليج.

المسابقة الأخيرة تأتي محاولةً جادةً لضخ جرعةٍ من النشاط في هذا القطاع الذي يعاني من إهمال المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وتجلّى ذلك في أبلغ صورة بعدم حضور رئيس المؤسسة (راعي المسابقة) سواءً في حفل الافتتاح أو الختام. بل إن المسابقة التي تنظم للعام الثالث، واجهت مشكلة في الحصول على موافقة باستخدام صالة مدرسة بوري للبنات، فبينما تقدمت لجنة المسابقة رسمياً بالطلب بداية شهر أغسطس، لم تحصل على الموافقة إلاّ بتاريخ سبتمبر، (قبل الافتتاح بيومين) بسبب التعقيدات البيروقراطية والعراقيل التي كان يضعها وكيل وزارة التربية للتعليم الخاص، من بينها طلبه الإطلاع على أسئلة المسابقة! في «عملية إذلال متعمد» كما قال أحد منظمي المسابقة حرفياً (وهو ما يذكّرنا بفعله السابق شخصياً مع مهرجان الصناديق الخيرية قبل ثلاثة أشهر بالبلاد القديم).

على أن ما يعوّض هذا الإهمال الرسمي غير اللائق، هو الاحتفاء الأهلي الكبير بالحضور والمشاركة، علماً بأن أكثر من مركزاً ونادياً تقدّموا للمشاركة قُبِل منهم فقط، لضيق إمكانات مركز بوري عن استيعاب الجميع. فالمركز كما باح لي بعض المسئولين فيه لا يوجد لديه مقر، فتُعقد جمعيته العمومية في أحد المآتم، وتُنفّذ أعمال السكرتارية في أحد المنازل، مما يحد من نشاطهم.

لا خوف على ريادة البحرين في المجال الثقافي وغيره، ففي البحرين الكثير من الخير في هذا الشباب الواعد، نقولها بثقةٍ دون أن نخدع أو نُمنّي أنفسنا، بشرط أن تتوفر النوايا الحسنة للنهوض بهذا القطاع، وأن تُرصد له الإمكانات والتسهيلات، دون عقدٍ أو عقباتٍ يضعها أصحاب المخططات المشبوهة التي تقوم على الشك وإقصاء شباب الوطن

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1493 - السبت 07 أكتوبر 2006م الموافق 14 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً