التحديات التي تواجه «الوفاق» في استعدادها للمشاركة في انتخابات ، تختلف نوعا وكما عن التحديات التي واجهتها في مقاطعة انتخابات ، ومن لا يعتقد أن «الوفاق» في موقف لا تحسد عليه فهو مخطئ من دون أدنى شك.
بعيدا عن جدلية جدوى المشاركة أو عدمها، فإنه بات من الواضح جدا إلى حد اليوم على الأقل أن «الوفاق» لاتزال غير قادرة على الغوص في عمق جماهيرها وهي مرتدية حلة المشاركة، بل هي غير قادرة على التربع على عرش المشاركة، كما تربعت على عرش المقاطعة.
قدرة «الوفاق» على اجتياز هذا المأزق بأقل الخسائر، هي ما يجب أن يشغل أمانة «الوفاق» وشوراها وتحكيمها، وحتى زعماءها - المجلس العلمائي - لأن الحكومة كانت الطرف الآخر عندما قاطعت «الوفاق» سابقاً، وهو أمر سوي ومشروع في لغة «المعارضات»، أما اليوم فإن الطرف الآخر هو جزء لا يستهان به من جمهور «الوفاق» وهذا ما هو غير سوي، إذا ما تم إدراك أن «الوفاق» تيار أكثر منها حزب سياسي، وزيادة الفجوة بين «الوفاق» الجمعية، و«الوفاق» التيار يهدد وجود الطرفين معا، أو على الأقل يخفف من ثقلهما.
ولأننا لسنا في وارد ترجيح إحدى كفتي المشاركة والمقاطعة، يجب أن ندرك أن «الوفاق» أحوج ما تكون إلى مشروع حوار ومصارحة مع جماهيرها، حتى وإن كان الوقت المتبقي على الانتخابات هو يوماً فقط، لأنه ربما الوقت المتبقي على «ما لا يحمد عقباه» بين الجمعية وجماهيرها أقل من تلك الأيام بكثير
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1493 - السبت 07 أكتوبر 2006م الموافق 14 رمضان 1427هـ