سبحان الله... فكل قرية من قرى البحرين لها ميزتها الخاصة التي تعرف بها بين مناطق البحرين. ولعل قرية الديه لها من الميزات ما يفوق القرى المحيطة، فهي قرية المطاعم، وقرية الزحمة والأهم من ذلك كله أنها قرية الدهاليز و«الزرانيق» بامتياز!
رواد القرية يلحظون أولى مشكلات الأهالي عند مدخل القرية الرئيسي، ازدحام في المساء يحول السيارات إلى قطار من الآليات من المدخل حتى مفترق الطرق الذي يتوسط القرية. هناك من يقول إن تحويل شارع الديه الرئيسي إلى شارع تجاري أدى إلى ازدهارها ونموها بين قرى المنطقة، ولعل في هذا الرأي شيء من الصحة، ولكن لو اقتصر الأمر على الشارع الذي يمر على القرية لكفى الله الناس شر الازدحامات وتزاحم السيارات على مواقف السيارات في فترات العصر والمساء. ولو اقتصر تحويل الشارع إلى شارع خدمات بنشاطات محددة حسب حاجيات أهالي القرية لا حاجيات أهالي المناطق جميعا لوضعنا حدا لهذا الازدحام الممل.
الآن وبعد أن فات الوقت على تطبيق هذه المقترحات، يمكن لإدارة الطرق أن تقلل من المشكلة بتخطيط طرفي الشارع كمواقف للسيارات، لتجنب الوقوف غير المسئول كما حدث في منطقة المصلى. وهناك أمر آخر، هل يعقل أن يترك الشارع الرئيسي في القرية والذي يرتاده مواطنون من مختلف المناطق بالمئات يومياً - ولا نبالغ في ذلك - من دون رصف. وأمامنا موسم الشتاء القصير الذي سيخرج ما «تنبت الأرض» في هذا الشارع، وسنعرف حجم المشكلة التي نتحدث عنها، وللأسف فالوضع بقي على حاله ردحا طويلا من الزمن ولا مغير للأوضاع... ستقول وزارة الإسكان بأن الديه وضعت على قائمة تطوير القرى ضمن مشروع تطوير القرى والمدن الذي تعمل عليه الوزارة في المحافظة الشمالية، ولكن ألا يحق لنا أن نسأل: في أي عام وضعت هذه القرية على قائمة التطوير؟ هل وضعت ضمن قرى العام أو أو ؟ وسيرد علينا بأنها وضعت على أولوية الأولويات! أية أولوية هذه التي نتحدث عنها...؟
لنذهب إلى قلب القرية، قلب الدهاليز، قلب الزرانيق، قلب الحفر وأشياء أخرى! قد لا تلاحظ أن التخطيط في القرية غريب إلى حد بعيد إلا حين تتوسط القرية بعيدا عن شارع المطاعم. هناك إذ يقطن الأهالي الأصليون في بيوتاتهم، شوارع لا تتسع إلا لـ قواري الحمير والماشية بأنواعها إلا الكبيرة منها! ويبدو أن المخطط راعى في الشوارع تلك، أن تتسع بقدر المستطاع إلى المواشي التي كان كل من في القرية يمتلك نوعا واحدا على الأقل، ولكن في قديم الزمان.
المشكلة التي تعاني منها القرية اليوم هي تلك الشوارع ذات الاتجاهين، والتي لا تتسع إلا لسيارة واحدة مع الأخذ في الاعتبار احتمال تعرض أسوار المنازل إلى التلوين، خصوصا من قبل سيارات النساء...
وبالحديث عن الشوارع والمداخل، لا ندري ما الذي حدث للمدخل الثاني في القرية والذي يقع بالقرب من محطة البترول، فبعد أن كان مدخلا ثانيا للأهالي ها هو اليوم يتحول إلى مخرج فقط، كما أن من يختار الخروج عليه أن يلتف في منعطف لا يوجد إلا في الأحلام... سبحان الله مغير الأحوال، ولله ذر من فكر في هذا التخطيط
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1493 - السبت 07 أكتوبر 2006م الموافق 14 رمضان 1427هـ