اجتمع ممثلو أبرز التقاليد الدينية، الشهر الماضي في كويوتو باليابان، أكثر من قائد ديني قدموا من أكثر من بلد ضمن المؤتمر العالمي للدين من أجل السلام (WCRP)، لطرح موضوع، «مواجهة العنف والارتقاء بالأمن المشترك».
عقدت الجمعية العالمية للدين من أجل السلام اجتماعها الأول في كويوتو سنة ، ومنذ ذلك الحين، أكدت كل جمعية تم عقدها على المبادئ الدينية الراسخة جيداً والمشتركة بشكل واسع والتي لاتزال تحث بحثنا عن السلام بشكل عادل اليوم. مظهرين قناعة بالوحدة الجوهرية للعائلة الإنسانية، وبتساوي وكرامة جميع البشر، دعا المبعوثون إلى تعليق أهمية على تصريح الاجتماع الأول. وقد نص... ليس الدين مسئولاً عن افشال قضية السلام، وإنما رجال الدين هم المسئولون. يمكن ويجب إصلاح هذه الخيانة للدين. إنه لمن الأساسي أكثر من أي وقت مضى أن نأخذ هذا التصريح في الاعتبار ونحاول تطبيقه.
إننا نعيش اليوم تحت سيطرة أشكال عدة من العنف، سواء المباشر أم البنيوي، والعنف يقضي على الأرواح ويدمر المجتمعات. إن المخاطر المتنوعة والمرتبطة ببعضها والتي تهدد حالياً عدداً لا يحصى من أعضاء العائلة الإنسانية، تنادي بإدراك العنف بشكل أوسع في العالم، كما على المجتمعات الدينية في العالم أن تلعب دوراً رئيسياً بالتعاون فيما بينها ومع جميع قطاعات المجتمع بهدف تحاشي وإيقاف الحرب، وإظهار الظلم، ومحاربة الفقر وحماية الأرض. لقد حان الوقت للقيام بذلك، ويشكل التعاون المرتكز على الاحترام المتبادل والتقبل لبعضنا بعضاً الحل الوحيد لمواجهة العنف.
تشكل التهديدات الجسدية التعريف الأبرز للعنف، ولكن في الواقع، يتخذ العنف الكثير من الأشكال المتنوعة والمعقدة. فالإجحاف الاقتصادي الذي يؤدي إلى الفقر المدقع والمجاعة يقتل ألف شخص يومياً، في حين تقضي الأمراض التي يمكن تجنبها ومعالجتها على الملايين. في هذه الأثناء، لقد قضى مليون شخص حتى الآن من الإيدز في حين يحمل مليونا آخرين مرض فقدان المناعة المكتسبة AIDS/HIV وهم على قيد الحياة. لذلك آثار مدمرة على مجتمعاتنا.
تتابع الكثير من المؤسسات، على المستوى العالمي بشكل خاص، اهتماماتها التجارية من دون الاهتمام بالقيم التي من شأنها تعزيز التطور المستمر، في حين أن التدهور البيئي والموارد المتلاشية تهدد قدرة كوكبنا على الاستمرار بالحياة. أما الضحايا فهم الفقراء والعاجزون الذين يتعرضون للعنف في جميع أشكاله.
على غرار أصحاب القناعات الدينية، وافق جميع المبعوثين على أن نتحمل مسئولية المواجهة الفعلية للعنف ضمن مجتمعاتنا كلاما ساء استخدام الدين كمبرر أو عذر لأعمال العنف. يجب على المجتمعات الدينية أن تعبر عن معارضتها لتشويه الدين ومبادئه المقدسة في سبيل خدمة العنف.
تنادينا تعاليمنا الدينية بالاهتمام لبعضنا بعضاً والتعاطي مع المشكلات التي يواجهها الآخرون تماماً، كما نعالج مشكلاتنا الخاصة. وإنما هناك أرضيات عملية للتعاون. فما من مجموعة مستثناة من أعمال العنف أو نتائجها. إذ لكل من الحرب، والفقر، والأمراض، والتدهور البيئي آثار مباشرة أم غير مباشرة علينا جميعاً.
إن الأفراد والمجتمعات الذين يعتقدون أنهم آمنون بينما يعاني الآخرون، يخدعون أنفسهم. فلا يمكن أن نحجب أنفسنا عن آثار مطالب الآخرين الصادقة وضعفهم. ولا يمكن للأمة أن تكون آمنة بينما تتعرض غيرها من الأمم للمخاطر. لسنا بمأمن عن أكثر المعرضين بيننا.
يشكل الأمن التزاماً جماعياً، وتؤمن القناعات الأخلاقية والأدبية التابعة لمختلف التقاليد الدينية في العالم قاعدة أخلاقية من شأنها مواجهة العنف في جميع أشكاله. تقع على الجميع مسئولية تلبية حاجتنا المشتركة للأمن.
بالعودة إلى اللقاء السابع للجمعية العالمية للدين من أجل السلام في عمان، الأردن سنة ، إنه لمن المشجع إدراك مبادرات السلام التي طبقها الملتزمون حول العالم منذ ذلك الحين. لا يزال هناك الكثير من الأمور التي يمكن تطبيقها ولكن أصبح الدين من أجل السلام صوتاً عالمياً أساسياً متعدد الأديان ووكيلاً للسلام. باحترام الاختلافات الدينية في إندونيسيا وحول العالم، سنستمر في المكافحة من أجل تعزيز التعاون ما بين الأديان مستغلين بذلك سلطة المجتمعات الدينية في حل النزاعات، وبناء السلام، والارتقاء بتطور مستمر.
في كويوتو، التزم المبعوثون بتفادي ومواجهة العنف في جميع أشكاله. إنهم يؤمنون بقدرة التعاون ما بين الأديان على الارتقاء بصورة مشتركة للأمن المتبادل. إننا عازمون على حشد مجتمعاتنا الدينية للعمل معاً ومع جميع قطاعات المجتمع بهدف وقف الحرب، والمكافحة لبناء مجتمعات أكثر عدلاً، وتعزيز الثقافة بشأن العدل والسلام، والقضاء على الفقر والارتقاء بتطور مستمر للأجيال المقبلة.
عضو في المؤتمر الإندونيسي للدين من أجل السلا(ICRP). والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند
إقرأ أيضا لـ "Common Ground"العدد 1492 - الجمعة 06 أكتوبر 2006م الموافق 13 رمضان 1427هـ