ما يحدث هذه الأيام في المنطقة الغربية من العراق من رفض عشائري وشعبي كبيرين لوجود تنظيم القاعدة في مناطقهم لم يكن زوبعة في فنجان كما يحاول أن يروج البعض في وسائل الإعلام، بل إن الأمر أبعد من ذلك بكثير. فالوقفة الحقيقية التي اتخذتها العشائر «السنية» تجاه «القاعدة» وان لم تكن الأولى من نوعها، إلا أنها هذه المرة قطيعة نهائية لعلاقة «شاذة» صنعتها ظروف طارئة وقراءة مغلوطة للحوادث عند البعض، قطيعة عبدت لهم طريق العودة لأحضان الوطن.
من الواضح أن العرب السنة في العراق أدركوا أن «القاعدة» وضعت حاضر ومستقبل «سنة» العراق على كف عفريت وأدخلتهم في دوامة مفتوحة من العنف والدمار والقتل والمستقبل المجهول، مثلما أضرت بحاضر ومستقبل العراق نفسه. كما أن «سنة» العراق وجدوا أنفسهم شيئا فشيئا أسرى تنظيم متخلف ورجعي ظلامي لا يمت للإسلام والإنسانية بصلة، شوه صورة الإسلام والجهاد الحقيقي كما شوه صورة الإنسان العراقي. كما أنهم باتوا يشعرون بأنهم في أضعف موقف منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة التي كان لهم دور كبير في تأسيسها في العشرينات.
هذه النهاية كانت متوقعة بعد أن تجاوزت «القاعدة» كل الخطوط الحمر واستباحت الدم العراقي كما استباحت كل شيء وعاثت في البلد فساداً، وقتلت من العراقيين أكثر مما قتلت من «المحتلين» آلاف المرات. نهاية تفتح الباب على مصراعيه لتحقيق المصالحة الوطنية الكاملة بعد أن تجاوزت أهم عقباتها
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1491 - الخميس 05 أكتوبر 2006م الموافق 12 رمضان 1427هـ