لماذا التجنيس الرياضي في البحرين؟ وعلى أي أساس؟ أليس من العقل والمنطق أن التجنيس يأتي لسد فراغ خلفه شح المواهب؟ أم أننا هنا نجنس من «هب ودب» ونجنس من يصبح هدافاً لدورينا الضعيف أو من يبرز من الأجانب فيه؟ لذلك صار التجنيس الرياضي وخصوصاً في لعبة كرة القدم مجالاً مفتوحاً لأصحاب النفوذ من الأندية وإلا لماذا تتركز في زاوية واحدة؟

وقبل أن نشكو شح المواهب ونتوجه إلى التجنيس هل وفرنا السبل الحقيقية التي تضمن تفريخ المواهب الكروية؟ ومع الأسف الشديد فإننا قبل أشهر كنا قريبين من الوصول إلى كأس العالم ومازالت بعض أنديتنا تلعب على ملاعب رملية والأشد من ذلك أنه مازال دوري الفئات السنية يقام على ملاعب رملية وعلى رغم هذه الظروف الصعبة فإن هناك مواهب بمعنى الكلمة وهذا دليل قاطع على أننا في البحرين نزخر بالمواهب التي تحتاج إلى رعاية وصقل واهتمام ولذلك، لماذا لا نصلح حالنا أولاً ونعمل وفق رؤية مستقبلية مدروسة وواضحة قبل أن نقضي على بذور مواهبنا منذ الصغر ونعطي المجال للاعبين المجنسين الذين لا يهمهم سلامنا الملكي ولا رفع علمنا بقدر ما يهمهم كم سيحصلون مقابل منح الجنسية ولن يبكوا أو يتباكوا يوماً إذا خرجنا من منافسة ما؟ فلا يحس بالوطن إلا أبناؤه.

ولذلك على المسئولين أن يعطوا أبناء الوطن الأحقية في إبراز مواهبهم بتوفير جميع الإمكانات المادية والمعنوية أولاً وأخيراً وإذا وفرنا ذلك ولم تظهر المواهب فأعتقد أن المسئولين بعد ذلك قد ألقوا الحجة ولكني أبصم بالعشرة على أننا نمتلك المواهب ولكن علينا إذا وصلنا إلى مرحلة التجنيس أو تجنيس المواهب الفذة ووفق معايير معينة مدروسة بدلاً من إهدائها كإهداء الورود للأصدقاء والأحبة