العدد 1490 - الأربعاء 04 أكتوبر 2006م الموافق 11 رمضان 1427هـ

متى يضحك العربي؟

احمد شبيب ahmed.shabib [at] alwasatnews.com

ربما تعجز دولنا العربية عن تحرير شبر من أرض تطأها أبقار ومواشي إسرائيلية ظلت طريقها أثناء رعيها فينتابها الخوف من أن تُمس بسوء، وتدعو الله ليلا ونهارا أن تخرج سالمة من أرضها، لكنها قادرة في لحظات على إعلان حرب مستنفرة حينما تختلف مع شقيقتها الجارة بشأن جزيرة لا يسع للمرء أن يمد فيها رجله أو حقل نفط قد أشرف على الجفاف أو صحراء قاحلة لا زرع فيها أو ماء، وربما تعجز هذه الدويلات عن طرد سفير إسرائيلي أو رجل كان جده الرابع يتجسس لصالح «إسرائيل» أو أميركا، أو إتلاف بضائع إسرائيلية سربت إلى أسواقها تحت مرأى مخابراتها وعيون مسئوليها، لكنها لا تعجز عن طرد سفير من أبناء جلدتها، بل قادرة على سحب جميع سفرائها من عواصم الأشقاء حينما تبدي تضايقها من صحيفة أو فضائية كشفت حقيقة لا تحب سماعها.

هكذا نحن العرب لا نستطيع أن نطال أعداءنا ولو بالشجب والبيانات، لكن نتقوى على بعضنا بعضاً بالسب والشتم.

وإن كان تأريخنا غنياً بالحوادث المضحكة والمبكية في الوقت نفسه - والتي تسفك فيها الدماء من أجل جمل رماه كليب بسهم أو بيت شعر استغاثت به البسوس - فإن آخر تلك النكات ما تناقلته وكالات الأنباء بأن الأردن قرر أمس الأول استدعاء سفيره لدى دولة قطر احتجاجا على عدم تصويت مندوب الأخيرة في الأمم المتحدة لمرشحها لخلافة كوفي عنان. لكن مسئولاً أردنياً رفيع المستوى صرح للوكالة الفرنسية للأنباء أن «السبب ليس فقط موضوع التصويت في الأمم المتحدة». وإنما جاء «نتيجة تراكمات منذ أكثر من سنة بدءاً من المضايقات ضد المواطنين الأردنيين في قطر في موضوعات التأشيرات والإقامات، ومواقف قطر المناهضة للمواقف العربية عموماً».

ربما يحق للأردن أن يبدي امتعاضه من هذا التصرف المتخاذل من قبل قطر لكن أن يصل الأمر إلى سحب السفير، فهناك خلل في العقول والانفعالات العربية الرسمية في تعاملها مع بعضها بعضاً مقارنة بالتعامل مع أميركا و«إسرائيل»، ويحق للمواطن العربي أن يضحك على مثل هذه المواقف

إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"

العدد 1490 - الأربعاء 04 أكتوبر 2006م الموافق 11 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً