الشيخة مي بنت محمد بن ابراهيم آل خليفة ليست فقط «الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني» وإنما هي أحد أعمدة الثقافة والتراث على المستويين الرسمي والأهلي. فهي التي تجتذب كبار المفكرين الى مركز الشيخ إبراهيم بن محمد في المحرق، وتغني الحوارات رفيعة المستوى في بلادنا، وهي التي اغتنمت فترة الفورمولا - مطلع هذا العام ونظمت البرامج الثقافية المصاحبة للموسم الذي شهد اقبالا سياحيا نوعيا، وهي التي اعادت الروح الى المتحف الوطني وضمنته ما يغني الزائر من معلومات عن عراقة بلدنا من مختلف جوانبه.

وسجل الشيخة مي حافل بالانجازات، وكانت صحيفة «الوسط» قد ساندت جهودها ومعها خبيرة الآثار الفرنسية مونيك كرافران في نهاية بهدف تسجيل قلعة البحرين، وفعلاً تحقق الهدف وتم تسجيل القلعة في سجل التراث العالمي الذي تحتفظ به اليونيسكو. ولدينا الآن بيوتات تراثية للصحافة والشعر والموسيقى، وإن شاء الله تمتد لتشمل المجالات الاخرى التي تمثل تاريخ البحرين الحافل بالكثير من العطاءات الانسانية.

وفي الشهر الجاري ستفتح مشروع مكتبة الاطفال (مكتبة اقرأ) في حي الثقافة في المحرق الذي أسسته، ويهدف الى تعزيز ثقافة وموهبة الاطلاع والقراءة وهو المشروع الاول من نوعه في البحرين الذي يخصص للطفل من الى سنة، وسيكون المشروع مكملا بل ركنا اساسيا لأن اطفالنا مازالوا مهملين في برامجنا التي أصبحت عرضة لمختلف الثقافات. وقد استطاعت الشيخة مي الحصول على دعم بنك البحرين والكويت لهذا المشروع الذي سيخصص غرف مطالعة وتدريب الاطفال على المشروع.

وفي نهاية الشهر الجاري ستحيي مهرجان الموسيقى السنوي ومن المتوقع أن تتحفنا ببرامج جديدة تقدم لأول مرة من ضمنها عازفو «اوركسترا أطفال» من بلاروسيا (روسيا البيضاء).

وحبذا لو نجد بيتاً للمسرح لأن المسرحيين من دون مأوى وتراثهم يحتاج الى من يحفظه، وحبذا لو تضافرت الجهود لمساعدة الشيخة مي في هذا المجال، وخصوصا أن قطاع الثقافة والتراث الوطني يستعد لاستضافة وتنظيم الدورة التاسعة للمهرجان المسرحي الخليجي خلال الفترة من الى نوفمبر / تشرين الثاني المقبل.

ليس بغريب على الشيخة مي أن تنجز ما انجزته لأنها كانت ولاتزال مؤسسة بذاتها لأنها تهتم بالثقافة وتعشقها، وشغفها بتراث البحرين أهلها للقيام بالكثير من اجل رفع اسم البحرين عاليا