جلست والخوف بعينيها - على طريقة نزار قباني - لكنها لم تكن تتأمل فنجاناً مقلوباً، بل كانت متخوفة من أن يكتشف أحد الحضور في تلك الندوة - التي جمعت أطياف الجمعيات السياسية البحرينية المعارضة لمناقشة تقرير صلاح البندر والذي أثار زوبعة في البحرين لم تهدأ حتى الآن أن يكتشفوا أنها تنتمي لتلك المؤسسة الصحافية التي اعتبرت المتهم الأهم في ذلك التقرير، ونتاجاً رئيسياً له. جلست تتأمل الأطروحات التي قدمها رموز الجمعيات والحركات السياسية والوطنية البحرينية، والنقاط التي أرادوا وضعها على الحروف في ذلك التقرير الفضيحة، والذي أصر المجتمعون على تسميته بتقرير «صلاح البندر»، فيما أصرت زوجته ليلى رجب التي حضرت ذلك اللقاء على تسميته بتقرير «مركز الخليج لتنمية الديمقراطية»، وهو المركز الذي لم يسمع به أحد من قبل، مثلما لم يسمع عن رئيسه حتى انتشار فضيحة «بندرغيت».
ولم تكتف صاحبتنا بجلوسها ضمن هذا الجمع الذي تعرف تماماً أنه سيثور عليها لو عرف في أي مؤسسة صحافية تعمل، بل أيضاً قدمت اقتراحا ضمن توصيات تلك الندوة، لتعرف نفسها على أنها عضوة في إحدى الجمعيات الشبابية «المغمورة»، وتتبرأ من عملها في مؤسستها الصحافية تلك. بعد «بندرغيت»، هل نحتاج إلى قارئة للفنجان لتتأمل لنا فناجيننا المقلوبة علها تخبرنا هل ستنكشف حقائق هذا التقرير أم لا؟ فلربما وفرت على البعض الحرج من ذكر انتماءاتهم وأين يعملون بعد هذا التقرير؟
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1489 - الثلثاء 03 أكتوبر 2006م الموافق 10 رمضان 1427هـ