كل المخلصين من أبناء هذه الارض الطيبة يريدون ان ترتدع مصادر الفتن التي جاءت الينا في السنوات الماضية من بقاع شتى، وهي لاترتبط بوجدان هذا الشعب، ولاتحب مصلحة الوطن، وكتبت أفكاراً من أجل الارتزاق على حسابنا جميعاً.

لقد وقف البحرينيون كلهم صفاً واحداً في وجه كل الفتن التي أثيرت خلال العقود المنصرمة. ففي العامين و حدثت مشكلات وفتن شتى، ووقف البحرينيون مع بعضهم بعضاً تعزيزاً لأمن بلادهم وضمان حقوقهم. وتحتوي الوثائق البريطانية على الوثائق الموقعة من قبل رموز القرى والمناطق في شتى أرجاء البحرين التي وجهت الجميع نحو الالفة والاصطفاف شعباً وقيادة خلف خطوات أصلحت الوضع آنذاك.

الوضع تكرر لاحقاً عدة مرات، وفي كل مرة وقف الشعب صفاً واحداً، وتحركت كل الفئات باتجاه بعضها بعضاً ودحرت محاولات الفتن. وفي نهاية الستينات كان لسمو الأمير الراحل المغفور له باذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة مواقف تاريخية حفظ من خلالها وحدة الشعب وصد المطامع الايرانية وتحقق الاستقلال بعد تصويت ابناء الشعب كافة لصالح الدولة العربية المستقلة، ذات السيادة، التي تحكمها أسرة آل خليفة، مع الحفاظ على حقوق الشعب دستوراً وممارسة.

كنت في نهاية الستينات في النجف الأشرف (العراق) عندما زار الأمير الراحل مشهد الامام علي (ع)، وكنت صغيراً، ورفعني أحد الأقارب على كتفه لأرى كيف انتزع الشيخ عيسى الخنجر من حزامه قبل دخوله حضرة الامام علي احتراماً وتقديساً. وكان في صحبته السيد مهدي ابن الامام الحكيم الذي رافقه طوال أيام تواجده في النجف، وقد حدثني الشهيد السيد مهدي الكثير في أواخر الثمانينات في لندن عن مادار من أحاديث أثناء تلك الزيارة.

تكررت الموافق التاريخية لشعب البحرين، وتجلت في أروع صورها عندما زار جلالة الملك حمد سترة في فبراير/ شباط ، وتم استقباله بشكل لم يتوقعه أحد. هؤلاء الذين رفعوا سيارة الملك في سترة هم أبناء البحرين الذين وقفوا مع الأمير الراحل في نهاية الستينات ومطلع السبعينات، وهؤلاء هم من ثمار الشجرة البحرينية الطيبة التي تستحق كل احترام وتقدير، وهو ما يتطلب طرد مستشاري السوء الذين يحيكون الدسائس ضد البحرين وأهلها