المعارك الشرسة التي تجرى الآن بين عناصر «القاعدة» وبين عشائر الأنبار وسامراء، تؤكد ما تحدثنا عنه في هذه الزاوية سابقاً عن حتمية المواجهة بين الطرفين. فالمواجهة تجري الآن من منطقة إلى منطقة ومن شارع إلى شارع في حرب لا تقبل القسمة على اثنين، بعد أن وصلت العلاقة بينهما إلى مفترق طرق كان متوقعاً.
الأنبار استعدت لهذه المواجهة بتوقيع أبرز عشر عشائر ميثاق شرف أطلقت عليه «صحوة أهل الأنبار»، ينص على إنهاء المظاهر المسلحة ومطاردة التكفيريين الذين فرضوا على المدينة نظاماً «طالبانيًّا» بكل صوره السوداء من تخلف وقتل وإرهاب وهمجية القرون الوسطى، كما نص على تشكيل قوة من ألف متطوع من كل عشيرة تأخذ على عاتقها حماية المدن من القتلة، والاستعانة بأئمة الجوامع في حث الموظفين على العودة إلى دوائرهم وحث الشباب على التطوع في صفوف الجيش والشرطة لاستعادة زمام الأمور في المدينة.
لقد بات من الواضح ان العشائر والمقاومة «المحلية» قرروا تصحيح المعادلة بعد أن خسروا الكثير من رصيدهم السياسي والشعبي بسبب أجندة القاعدة «الكونية» التي لا تنسجم مع أجندة أهل البلد، وخصوصا في ضوء خطة المصالحة الوطنية والعملية السياسية. على حكومة المالكي أن تتدخل فوراً وتقدم كل سبل الدعم لأبناء المدينة لحسم هذه المواجهة التي لا تهم أهل الأنبار فقط، بل العراق كله من أقصاه إلى أقصاه، وللحديث صلة
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1488 - الإثنين 02 أكتوبر 2006م الموافق 09 رمضان 1427هـ