تحول منتخب البحرين الوطني خلال العامين الماضيين إلى منتخب غريب يختلف عن المنتخب الذي حقق أبرز الإنجازات في تاريخ كرة القدم البحرينية. ما نشاهده حاليا هو شبح منتخبنا الوطني الذي كان الأبرز خليجيا قبل سنوات معدودة.
المنتخب الحالي فعلا أصبح غريبا في وطنه بشكل واضح انعكس في التفاعل الضحل والضعيف من قبل الجماهير مع المنتخب في الفترة الأخيرة، وغيابها شبه الدائم عن المدرجات في المباريات الودية والرسمية. ما يحدث في المنتخب الوطني يحتاج بحق إلى وقفة صريحة من قبل المسئولين في الاتحاد البحريني لكرة القدم لانقاذ ما يمكن إنقاذه. اللجوء إلى الحلول المؤقتة ستؤزم المشكلة وستزيد الهوة بين الجمهور ومنتخبه، فإجراء اتحاد الكرة الأخير بضم النيجيريين فتاي وجيسي جون إلى المنتخب استعدادا لمواجهة الكويت الحاسمة لن يعطينا الفوز بالمباراة، بل العمل الصحيح والتخطيط السليم هو الكفيل ليس بالفوز بمباراة الكويت وإنما بصناعة منتخب قادر على إعادة أمجاد الكرة البحرينية بالاعتماد على لاعبي هذا الوطن وليس اللاعبين المستوردين استيراد البضائع. فوضى التجنيس الحاصلة لن تخدم المنتخب بل ستضره على المستويين القريب والبعيد وستبعد الجماهير عن هذا المنتخب الذي تحول إلى منتخب ناد واحد عناصره من مختلف أنحاء العالم. وإذا كان التجنيس لغة عالمية تتحدث بها كل منتخبات العالم فإن الحاصل لدينا هو أحط أنواع هذه اللغة، فنحن كالعادة لا نأخذ من أي تجربة غربية متقدمة إلا قشورها. هناك يجنس اللاعب وغير اللاعب وفق قوانين محددة يتعارف عليها الجميع في دستوره وهنا يجنس اللاعبون بالواسطة وللمصلحة الشخصية وليس للمصلحة العامة، فلا قانون يحكم العملية وإنما أهواء شخصية بحتة. تهديد بعض الأندية بالانسحاب من الدوري احتجاجا على فوضى التجنيس الحاصلة هو عين العقل الذي يمكن من خلاله إعادة العقل إلى كرتنا المحلية
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 1488 - الإثنين 02 أكتوبر 2006م الموافق 09 رمضان 1427هـ