من أسوأ حكايات البنادر قصّة المخطِّط العبقري واضع التصوّرات الاستراتيجية «للنهوض بالوضع العام (للطوائف) في البحرين»! هذا المخطّط اللئيم سهرت على قراءته حتى السحور في أول رمضان، وشعرت للوهلة الأولى بأنه تربّى وترعرع في حضن صدّام حسين! فلا يمكن أن يفكّر بهذه الطريقة الجنونية غير شخصٍ صدّامي مأفون. ومع الأيام، كلما راجعت التقرير لأستزيد من معارفه و«ثقافته» و«فلسفته الدموية»، كلما تأكّد هذا الشعور.
قبل ثلاثة أيام، التقيت مدرساً جامعياً، أضاف معلومات أخرى مهمة عن هذا المفكر العملاق! ولأن هذه المعلومات لم يوردها الحاج صلاح البندر في تقريره، فلا بأس من عرضها لمعرفة نوعية المستشارين الذين نستعين بهم للتمتع بـ «خدماتهم الجليلة» للبحرين!
المستشار لن نذكر جنسيته لئلا نسيء إلى القطر العربي الشقيق، لكننا سنلمّح إلى ذلك من بعيد، وعليكم أن تخمّنوا بأنفسكم، فقد جيء به من مدينةٍ اسمها الفلوجة! وتم تعيينه في قسم (...) بإحدى الجامعات الوطنية، (ولن نذكر اسمها حفاظاً على الأمن القومي وأسرار الدولة)! وكانت مهمته، لا نستطيع القول انها «تجسّس» وانما «نوع من البصبصة» على موظفي الجامعة، في فترة حوادث التسعينات. وكان من مهماته كشف مواقع الانترنت التي يدخل عليها الموظفون، وخصوصاً تلك التي تنشر بيانات المعارضة في الخارج آنذاك. هذه هي وظيفته الحقيقية، (التبندر على عباد الله)! ولكن لا ندري ما هي المهمات الوظيفية التي كتبت في عقد العمل!
يقول الراوي: ومازال صاحبنا يتقلّب في الحرير والديباج، راضياً مرضياً، ينام قرير العين، كأنما حِيزَت له الدنيا! حتى حدث ما لم يكن في الحسبان!
ويوضح الراوي: ما لم يكن في الحسبان انه تم تكليفه شراء أجهزة ومعدات الكترونية لصالح الجامعة، بعشرات الآلاف من الدنانير، ففكّر ثم قدّر، وقال: «من حقّ رجلٍ عظيمٍ مثلي، قدّم خدماتٍ جليلةً إلى البحرين لم يقدّمها أحدٌ من العالمين، أن آخذ قبضةً من أثر البنادر فأنبذها في جيبي وكذلك سوّلت لي نفسي»! وكان مجموع ما نبذه الملعون في جيبه ألف دينار دفعةً واحدة... (مو دينار ولا دينارين)!
ويضيف: بعد أن فاحت الرائحة، وكانوا يحبونه حباً جمّاً مثل حب عنتر لعبلة، أو قيس يبن الملوح (مجنون ليلى)، الذي هام على وجهه في البراري ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش، فلذلك قالوا له: رحم الله والديك، اعرف المعروف واستر علينا وعليك، ويادار ما دخلك شر! فحمل (قشّه) وسافر إلى دولة مجاورة لن نذكر اسمها أيضاً، لكنها تبعد عنا دقيقة بالطائرة! ليعمل فيها محاضراً في الجامعة، وربما ليتنصّت على موظفيها ويكتب التقارير عنهم، إذا كانت الحكومة هناك تهتم كثيراً بهذه الأعمال «الجليلة»!
وهكذا اختفى اسمه من الأرشيف الوطني للمعلومات، حتى عاد مرةً أخرى ليتولى وضع خطة المشروع الوطني «للنهوض بالوضع الطائفي في البحرين» عبر تقديم مجموعةٍ من المقترحات الصدّامية التي أثبتت نجاحها بعد أن طُبّقت بحذافيرها في العراق على مدى ثلاثين عاماً، وانتهت باحتلال العراق وتدمير قدراته وقتل شعبه في مجازر طائفية يومية!
يقال ان جهات «مجهولة» دفعت دينار بحريني، (نوط ينطح نوط) مقابل هذه المقترحات العنصرية الحمقاء، والتصورات الصدّامية الخرقاء، ولو عُرضت في سوق المقاصيص لما اشتراها بحرينيٌ غيور بخمسة فلوس
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1488 - الإثنين 02 أكتوبر 2006م الموافق 09 رمضان 1427هـ