يا لسخرية القدر... غرباء عن الوطن منحوا آلاف الدنانير من أجل ان يضعوا استراتيجية لتمزيق مجتمع البحرين وتحريف تاريخها... الاكاديمي العربي الذي لم يشبع من أموال البحرين كتب في استراتيجيته ينال من وزير بحريني وينال من لجنة كونها مجلس الوزراء في العام لكتابة ملخصات عن تاريخ البحرين واستكملت اللجنة عملها في نهاية العام ومطلع العام ، ولكن تم الغاء المشروع وتجميده تلبية لتوصيات هذا الأجنبي الأخرق.

ولكوني من المهتمات بتاريخ البحرين كنت انتظر صدور هذا الكتاب، ولكنه لم يصدر أبداً. والآن عرفنا السبب، والفضل يعود الى صلاح البندر. فالمسئولون في الحكومة تسلموا توصيات الأكاديمي والاستاذ الأخرق (...) القادم من بلد أكن له الحب والتقدير. وكما ورد في تقرير هذا الشخص الذي قال «من الاهمية اعادة كتابة تاريخ البحرين وابراز دور القادة والعلماء والمفكرين السنة السياسي والثقافي والديني في شتى الازمنة والعصور التاريخية (...) ومن الأهمية بمكان استبعاد أو تنقيح ما تم عمله لدى تشكيل لجنة لكتابة تاريخ البحرين بعد تكليف وزير دولة من الطائفة الشيعة...».

وزير الدولة المقصود هنا هو محمد حسن كمال الدين، واللجنة كانت مكونة من عدد من الأشخاص، نصفهم سنة ونصفهم شيعة، واشتملت على شخصيات من ضمنهم رئيس قسم التاريخ في جامعة البحرين تمام همام، والآثاري من وزارة الاعلام خالد السندي، وعبدالله الغانم، ومنصور سرحان، وعلي هلال وسالم النويدري. اللجنة كانت تعمل باشراف مباشر من مجلس الوزراء، ولم يكن أحد يتوقع انها ستكتب تاريخا منحازا لهذه الفئة أو تلك.

ولكن، مصيبتنا تنصب في ان البعض أصبح تحت وصاية الأجانب الحاقدين الذين لم يشبعوا من ابتلاع خيرات البحرين، وغدوا يفرقون بيننا على اساس طائفي مريض. انهم يبثون سمومهم في بلدنا الحبيب بعد ان بثوا السم في بلاد الرافدين وفرقوها اربا اربا وجاؤا الينا مرتزقين حفاة ليصبحوا بقدرة قادر «سادة قوم» يلوحون بايديهم ويملون علينا بتنفيذ توصياتهم وكأنه ليس لدينا قيادة أو شعب أو دستور أو حتى عقل!.

ان الاهانة التي شملها التقرير المنشور ضمن وثائق فضيحة «بندر غيت» تشمل الجميع السنة والشيعة، المواطن العادي، والمواطن المقرب جدا من موقع القرار، الوزير والغني والفقير، وكل بحريني «شريف»... فأين هي الشجاعة؟ وماذا ممكن ان يقال اكثر مما قيل في هذا الامر...؟! لقد اصبحنا مادة للهزل واللمز والغمز لكل مرتزق يأتي لملء جيوبه بالمال والنفوذ من خلال الاقصاء العرقي والطائفي وملء النفوس بالاحقاد في مجتمع صغير جدا لا يعدو تعداده بلدة في بريطانيا او في الولايات المتحدة الاميركية. والبحريني من هذا كله في خبر كان... يضرب في الصميم من دون كرامة بحجة عرقه وطائفته وحتى هويته المتمثلة في الجواز الأحمر أصبحت لكل متسلق ومرتزق... فإلى اين انتم ذاهبون؟ وماذا فعلتم بالبحرين؟... أهو تطهير او بداية تهجير أو إحلال شعبنا «الأصيل السني - الشيعي» بشعب مستورد... أم ماذا؟