أحد الامور التي حيرت الكثير من المراقبين كان الاستفسار عن السبب وراء تجميد الاستراتيجية الوطنية للشباب وإلغاء انتخابات «برلمان الشباب»... وفي كل مرة تتوجه «الوسط» بالسؤال لا يوجد جواب. فالاستراتيجية صرف عليها الكثير، وقدمت كل من الأمم المتحدة وبريطانيا خبرات فائقة (ومجانية) بهدف اكمال استراتيجية وبرلمان الشباب... ولكن كل شيء أصبح في طي النسيان. انتهى اللغز الآن، وذلك مع انفجار فضيحة «بندر غيت» إذ احتوى تقرير البندر على وثائق عدة، وجاء في إحدى الوثائق (انظر ص و من عدد «الوسط» اليوم) توصية مباشرة بالغاء استراتيجية الشباب كما يأتي: «عدم تنفيذ نصوص الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالشباب التي كان للشباب الشيعة الدور الأكبر في صياغتها».

الوثيقة التي نشرها البندر في تقريره وتنشر «الوسط» اليوم أجزاء منها تعتبر «مفجعة» بالنسبة إلى كل المخلصين لهذا البلد الطيب. فالذي كتب هذه التوصية تحدث عن «قدرة الشباب الشيعة على الفوز بأكبر عدد ممكن من مقاعد البرلمان الشبابي المتوقع إجراء انتخاباته نهاية العام »... وعليه فيجب إلغاء الانتخابات نهاية هذا العام، وعرفنا السبب الآن لماذا تم تجميد الاستراتيجية الوطنية للشباب.

ألهذا المستوى يصل التفكير الهابط ببعض الناس بحيث يوصون بتدمير برامج التنمية التي ساهمت الأمم المتحدة في اعدادها مساعدةً للبحرين؟ ألهذا المستوى يصل الحقد ببعض الناس على فئة من فئات المجتمع البحريني؟ أهكذا تعالج الامور في عصر الشفافية؟ أهكذا تتخذ القرارات من دون سابق إنذار ومن دون أية توضيحات؟ هل كان علينا انتظار ان يخرج صلاح البندر من تشكيلة عمله السابق لكي يخبرنا بما كان يجري في مطابخ القرارات؟

ان ما نشره البندر من وثائق يعتبر «فضيحة كبرى» بكل ما للكلمة من معنى، والمصيبة ان ما ذكرته الوثائق المنشورة نرى آثارها أمام أعيننا، وليس بالامكان ان يكون قد نسج كل ما ذكر من خياله أو من الفراغ. انها فضيحة من «العيار الثقيل» وهي تتطلب الكثير لمعالجة تداعياتها، وخصوصاً ان الوثائق انتشرت على مواقع الانترنت، وبصورة مطبوعة، كانتشار النار في الهشيم، ولم يعد بالامكان إخفاء الأمر أو التستر عليه. ان هناك مظالم كبرى ارتكبت بحق وطننا الغالي، وطن آبائنا وأجدادنا وأجداد أجدادنا... وبودنا لو نسمع أو نقرأ ما يعالج الألم الذي حل بوطننا الغالي