كانت ردة فعل كل من سمع وفاة رئيس مجلس بلدي الوسطى إبراهيم حسين الذي وافته المنية نهاية الأسبوع الماضي هي عدم التصديق، لم يكن من السهل على أحد أن يصدق أن حسين الذي كان بيننا منذ أيام قليلة، رحل عنا، ومشروعات المجلس البلدي لاتزال قائمة، والتحديات كبيرة والمشكلات أكبر.
إبراهيم حسين، الذي أجمع القريبون منه على الإشادة بإنجازاته في المجلس البلدي، انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد أن اشتد عليه المرض، إذ تعرض إلى فشل كلوي، مع ارتفاع في نسبة السكر في الدم، وأنهى الموت صراعه مع المرض، ليوارى جثمانه الثرى صباح الخميس الماضي.
تلك نهاية أليمة، لعضو تفانى في تقديم الخدمات البلدية، لأهالي الدائرة التي يمثلها، وخصوصاً بعد الإنجازات التي حققها في مناطق متعددة في دائرته.
ولعل إنجازات الراحل ستكون باقية في الأذهان، بالنسبة لأهالي دائرته الذين لمسوها في الواقع، وبالنسبة لتاريخ العمل البلدي في البحرين، الذي كان حسين أبرز رموز تجربته الأولى.
أصدر الراحل أخيراً كتاباً بعنوان: «سادسة الوسطى» استعرض فيه الإنجازات التي تحققت على مدى السنوات الأربع الماضية في دائرته، ومنها إنشاء حديقتين وأكثر من ساحات شعبية بالإضافة إلى بدء العمل في تنفيذ مشروع السوق الشعبية في النويدرات والمركز الصحي في العكر والساحة الشعبية الكبرى في سند والعمل على تطوير الممر المائي في المعامير بالإضافة إلى مشروع امتدادات القرى الإسكاني الذي يحوي أكثر من طلباً بين وحدة سكنية وقسيمة وشقة بكلفة تقديرية لقيمة الاستملاكات وصلت إلى مليون دينار قد تتضاعف مرتين خلال السنوات المقبلة بناء على احتياجات الأهالي السكنية.
وعمل الراحل أيضاً على تطوير ممر المعامير المائي ليكون مرفقاً سياحياً ووطنياً، بكلفة تطويرية تصل إلى مليون وأربعمئة ألف دينار في المرحلة الأولى، فيما تابع خلال مسيرته البلدية موضوع إعادة تصنيف الدائرة، والعمل على اكتمال تخطيطها لتوظيف المساحات غير المصنفة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى تطوير شوارع القرى وتنفيذ مشروع المجاري الذي وصلت كلفته إلى ملايين ونصف المليون الدينار.
تغلبت القرى التي تشملها الدائرة السادسة في المحافظة بفضل المجلس البلدي الذي يقوده حسين على فقرها الخدماتي نسبياً فتحسن مستواها وأعيد بناء البيوت الآيلة للسقوط وشيدت عدد من المشروعات الإسكانية في العكر والنويدرات وسند والمعامير، كما حولت كثير من الشوارع إلى تجارية وهو الأمر الذي ساهم في تنمية القرية واحتواء اشكال الإسكان وتلبية متطلبات الأهالي فيما يتعلق بالمطبات والإنارة وصيانة بعض الشوارع بالإضافة إلى استيعاب مشكلة المجاري والتخلص من الأنقاض والمستنقعات.
بدأ حسين العمل البلدي، ورحل عنه، لكن الكثير تغير بين بدايته ورحيله، الكثير في دائرته، والكثير على صعيد التجربة البلدية الوليدة، والكثير في أذهان زملائه البلديين في كل المجالس.
القريبون من حسين، يقولون إن ضغط العمل والمسئوليات كانت السبب في اشتداد المرض عليه، الذي أدى به إلى الوفاة. فحمل المسئوليات البلدية، ومصالح المواطنين، والسعي في خدمتهم، على رغم نبله، فإنه عمل مرهقاً عصبياً وجسدياً، من الواجب تقدير كل من يقوم به بتفان وإخلاص.
رحم الله تعالى إبراهيم حسين، وأسكنه فسيح جناته، ورزقنا في البحرين بأعضاء وعضوات مجالس بلدية مخلصين متفانين يسيرون على الدرب لخدمة أهل البحرين
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1486 - السبت 30 سبتمبر 2006م الموافق 07 رمضان 1427هـ