العدد 1486 - السبت 30 سبتمبر 2006م الموافق 07 رمضان 1427هـ

الفتات الأميركي للإعمار اللبناني

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الأسبوع الأخير من يوم شهر سبتمبر/ أيلول الماضي أعلن البيت الأبيض أن الرئيس بوش أمر بتشكيل وفد يضم عددا من كبار رجال الأعمال الأميركيين البارزين الذين سيسافرون إلى لبنان للاجتماع برئيس الوزراء فؤاد السنيورة والمسئولين الرسميين وممثلي المؤسسات التجارية، لبحث الخطط الرامية إلى إعادة بناء لبنان وإعماره.

وينوي الوفد الذي يضم أربعة من كبار رجال الأعمال أن يشن، بعد عودته من لبنان، حملة على النطاق القومي في الولايات المتحدة لجمع التبرعات الخاصة لصندوق خاص بإعادة إعمار لبنان. وجاء، طبقا لما أعلنه البيت الأبيض، أن الصندوق سيكون مكملا للمساعدة التي التزمت بتقديمها الحكومة الأميركية بمبلغ 230 مليون دولار.

وقال بيان صحافي صادر عن وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة تعتقد بأن من المهم بالنسبة لرئيس الوزراء فؤاد السنيورة أن تنجح الديمقراطية الفتية في لبنان. وستتولى إدارة صندوق التبرعات مؤسسة غلوبال إمباكت، وهي مؤسسة أميركية كبيرة لا تستهدف الربح.

ويتألف وفد رجال الأعمال من كريغ باريت رئيس مؤسسة إنتل كوربوريشن، وجون تشيمبرز رئيس مؤسسة أنظمة سيسكو ومديرها التنفيذي، ويوسف غفري رئيس مؤسسة غفري، وراي إيراني رئيس مؤسسة أوكسيدنتال بتروليوم ومديرها التنفيذي.

وتترأس الوفد مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون التعليمية والثقافية دينا حبيب باول، ويرافقه سفير الولايات المتحدة لدى لبنان جيفري فلتمان.

لكي نعرف حجم المعونات التي يحتاجها لبنان، يكفي العودة إلى ما ورد في النشرة الإلكترونية التي وزعها بيت التمويل الخليجي، والتي زخرت بإحصاءات تكشف حجم احتياجات الاقتصاد اللبناني من خلال إلقاء الضوء على تاريخ مسلسل الدعم المال والاقتصادي الذي حصل عليه لبنان خلال السنوات الخمس الماضية. وجاء في تلك النشرة في العام 2001 تمخض مؤتمر الدول المانحة الذي عقد في باريس والذي عرف فيما بعد باسم باريس 1 في تقديم وعود أموال تبلغ قيمتها 612 مليون دولار أميركي. وفي العام 2002، تم عقد مؤتمر أكبر للدول المانحة عرف باسم باريس 2 قدمت تعهدات بمنح مساعدات قيمتها 5.4 بليون دولار. وقد تم دفع نسبة عالية من تلك المبالغ في الأشهر التي تلت المؤتمرين. وفي العام 2005 تعهد المجتمع الدولي بمساعدة الانتعاش اللبناني بدعم مؤتمر المانحين في بيروت، والذي كان متوقعا أن يجتذب أموالا بقيمة تصل إلى نحو 4 بليون دولار. وهذا المؤتمر الذي عرف باسم بيروت1، لكنه تأجل إنتطارا لاستكمال خطة الإصلاح الاقتصادي.

أما الحرب الأخيرة التي يحاول بوش أن يجمع أموالا لها فإن إعادة إعمار ما هدمته تلك الحرب يحتاج إلى مليارات الدولارات، هذا قبل الحديث عن إعمار لبنان أو إنعاش اقتصاده المنهار.فمن المتوقع أن يتفاقم العجز المالي الأمر الذي قد يقود إلى انهيار اقتصادي.

بضع مئات من ملايين الدولارات وعدت بها واشنطن يحاول الرئيس الأميركي أن يستر بها عورة المشاركة الأمريكية في الدمار الذي أحدثته الغارات الوحشية الإسرائيلية على لبنان. يكفي فقط أن نشير إلى عشرات الألوف من القنابل العنقودية الأميركية الصنع التي حصلت عليها إسرائيل، والتي زرعتها قبل وقف إطلاق النار في المزارع اللبنانية، والقابلة للانشطار والتشضي عند ملامسة الأفراد لها، الأمر الذي يهدد بتلف المحصول الزراعي اللبناني من الزيتون والحمضيات، والذي تقدر قيمته بمليارات الدولارات أيضا. هذا من جانب ومن جانب آخر، فمن المتوقع أن تكون تغطي الحصة العظمى من حملة التبرعات تلك أموال الجاليات العربية، وعلى وجه الخصوص اللبنانية منها، ومن ثم فهي من أموال عربية وليست أميركية كما قد يصورها الرئيس الأميركي.

من الطبيعي أن يشكر الشعب اللبناني الرئيس الأميركي على ما تبرع به من فتات، لكن ذلك لا يغفر له مشاركة واشنطن في التدمير الذي سيلتهم حفنة الدولارات التي قد تصل

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1486 - السبت 30 سبتمبر 2006م الموافق 07 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً