ليست المرة الأولى التي يخرج فيها منتخبنا الوطني لكرة القدم بخفَّي حنين من المشاركات الخارجية في البطولات سواء الخليجية أو العربية أو الآسيوية وحتى العالمية، فالخروج ليس عيباً لأنه من المستحيل أن يحقق كل البطولات أو يحقق نتائج إيجابية في جميع مشاركاته.

عندما تشارك في البطولات تكون هناك إيجابيات وسلبيات، ومشاركة الأحمر في بطولة كأس العرب المقامة حالياً في جدة والطائف أثمرت عن الكثير من السلبيات أبرزها والتي سأسلط الضوء عليها البطاقة الحمراء التي حصل عليها اللاعب حسين بابا في لقاء اليمن أمس الأول الذي انتهى بخسارة منتخبنا بهدفين نظيفين.

جميع من يتابع الرياضة البحرينية يعرف تماماً الأخلاق العالية التي يتمتع بها حسين بابا سواء داخل الملعب أو خارجه، فهو شخصية مميزة ولديه الكثير من المعجبين بشخصيته وبمستواه العالي ومشواره الحافل مع المنتخبات الوطنية وحتى الأندية المحلية والخليجية الكثيرة التي لعب لها، لكن ما أثار استغرابي التصرف الذي قام به تجاه لاعب المنتخب اليمني وأدى إلى خروجه بالبطاقة الحمراء!

ربما تكون خسارة الأحمر كانت سبباً رئيسياً بتصرف اللاعب، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل تؤدي الخسارة التوجه للاعتداء على لاعبي الخصم، فكم من منتخب عالمي سقط في اختبار المنتخبات الصغيرة، فمن كان يتوقع أن تفوز الهندوراس المغمورة على ساحرة كرة القدم منتخب البرازيل، فأعتقد ليس عذراً إن كانت خسارة منتخبنا تؤدي إلى هذا التوجه!... وربما يكون تصرفه يحمل أموراً أخرى أتمنى أن يوضحها، وأقول ذلك لأنني أعرف حسين بابا جيداً بأنه بعيد كل البعد عن مثل هذه التصرفات لأنه شخصية تأخذ جميع الأمور بروح رياضية ودائماً ما أراه يهنِّئ الفائز.

اللاعبون الكبار في جميع الألعاب سواء الفردية أو الجماعية، لا بد أن يتحلوا بالروح الرياضية لأنها السلاح الأول والأخير لبروزهم، فمن غير المعقول أن يبتعد الرياضي عن الروح الرياضية عندما يخسر!

فنون الرياضة أساسها الأول الروح الرياضية وهذه الأسطر الأخيرة ليست موجة للاعب بحد ذاته، إنما للجميع لأن الصغار يتعلمون من الكبار ونتمنى دائماً أن نجد الروح موجودة في الرياضة، فصحيح أنها صحية لكنها تسلية ومقربة لبعضنا البعض وتضع قلوبنا في صف واحد وتبعد عنَّا الحقد والثأر! والله من وراء القصد...