العدد 3581 - الثلثاء 26 يونيو 2012م الموافق 06 شعبان 1433هـ

هجوم على قناة رسمية سورية و"مجموعة العمل حول سوريا" السبت في جنيف

استهدف هجوم قناة "الإخبارية السورية" الرسمية في ريف دمشق الاربعاء (27 يونيو/حزيران 2012م) ما اوقع سبعة قتلى، في حين نجح المبعوث الدولي الى سوريا كوفي انان في تحديد السبت المقبل موعدا لعقد اجتماع "مجموعة العمل حول سوريا" في جنيف.
وفي هجوم غير مسبوق على تلفزيون رسمي منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري في آذار/مارس 2011، استهدفت قناة الاخبارية الرسمية السورية ما ادى الى "استشهاد ثلاثة اعلاميين هم الزملاء سامي أبو أمين وزيد كحل ومحمد شمة واربعة من حراس المبنى"، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية، "سانا".
وقال ناشطون لوكالة فرانس برس ان عناصر منشقين عن الحرس الجمهوري هم من نفذوا الهجوم، لكن لم يكن في الامكان التأكد من المعلومات.
ويوجد مقر الفضائية السورية في ريف دمشق الذي شهد أخيرا تصاعدا في الاشتباكات بين القوات النظامية من جهة ومنشقين عنها ومعارضين مسلحين من جهة أخرى.
ولفتت وزارة الاعلام في بيان الى ان هذه المجموعات "زرعت عبوات ناسفة في استديو الأخبار ومباني الادارة المختلفة وغرف التجهيزات الفنية ودمرتها بالكامل ثم اشعلت النار فيما تبقى وقامت بتقييد عدد من العاملين في القناة ثم اغتالتهم بإطلاق النار عليهم مباشرة واختطفت عددا آخر منهم" من دون ان تحدد عددهم.
وقال وزير الاعلام السوري في الحكومة الجديدة عمران الزعبي لدى وصوله الى مقر الاخبارية الذي بدا مدمرا ان "مجموعات من الارهابيين لم يتم تحديد عددهم اقتحموا قناة الاخبارية السورية وقاموا بتفخيخ هذه الابنية والاستوديوهات وفجروا كل ما يمكن تفجيره وحملوا في سياراتهم ما يمكن تحميله".
واستنكرت منظمة العفو الدولية (آمنستي) في بيان الاربعاء الهجوم الذي تعرضت له المحطة الرسمية، معتبرة انه "حتى المؤسسة الاعلامية المنخرطة في الدعاية السياسية تبقى هدفا مدنيا"، بحسب نائب مدير آمنستي في الشرق الاوسط وشمال افريقيا آن هاريسون.
واعتبرت ان "كل الاطراف يجب ان يدينوا هذا الهجوم".
وتعليقا على الهجوم، قال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني "ندين كل اعمال العنف بما فيها تلك التي تستهدف عناصر من نظام" بشار الاسد.
وفي حين تتصاعد اعمال العنف على الارض، نجح المبعوث المشترك الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان في تخطي الخلافات بين المشاركين ليجمع لاول مرة السبت في جنيف "مجموعة العمل حول سوريا" بهدف تحديد مبادىء ومراحل الخروج من الازمة وتطبيق عملية انتقالية.
ويعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية وتشارك فيه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا.
ووجهت دعوات ايضا الى تركيا والممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة ووزراء خارجية قطر والكويت والعراق من الجامعة العربية.
وغاب عن لائحة انان المملكة العربية السعودية وايران.
وطلبت موسكو مشاركة جمهورية ايران الاسلامية حليفة سوريا لدورها في المنطقة في حين انتقدت واشنطن دور طهران "غير البناء" في هذه الازمة. من جهتها تدعم السعودية المعارضة السورية.
وصرح متحدث باسم الامم المتحدة الاربعاء ان انان سيطلع ايران على نتائج اجتماع جنيف بغية ضمان استمرار مشاركتها في جهود حل الازمة في سوريا.
وقال مارتن نسيركي ان انان والامين العام للامم المتحدة بان كي مون يتفقان على "ضرورة مشاركة ايران في حل" الازمة السورية.
وقال انان ان "على مجموعة العمل الاتفاق ايضا على توجهات ومبادىء لانتقال سياسي يقوم به السوريون تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، والاتفاق على جعل هذه الاهداف حقيقة على الارض".
ويتركز الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
ففي حين ان الولايات المتحدة تصر على ضرورة الاتفاق على مرحلة سياسية انتقالية، تعتبر روسيا ان التخلي عن الاسد سيعطي اشارة تدل على تغيير سياسي اساسي في موقفها.
وفي ردود الفعل على المؤتمر، قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب رينز لوكالة فرانس برس ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستشارك في اجتماع مجموعة العمل بشان سوريا الذي يعقد يوم السبت في مقر الامم المتحدة في جنيف.
واعلن ممثل الصين لدى الامم المتحدة في جنيف شيا جينجي ان بلاده تنظر "بعين الرضا" الى الدعوة الى اجتماع دولي حول سوريا السبت المقبل في الثلاثين من حزيران/يونيو في جنيف، والذي يعقد على مستوى وزراء الخارجية.
واعرب عن "الامل في ان يؤدي هذا المؤتمر الى توافق دولي".
وفي باريس، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء انه "يفترض ان تتفق مجموعة العمل على مبادىء ومراحل انتقال ديموقراطي في سوريا وكذلك على الاولوية التي تقضي بوقف القمع وحرية وصول المساعدة الانسانية الى المدنيين"، بحسب الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو.
و"مجموعة العمل" هي تسمية جديدة للهيئة التي يرغب في تشكيلها كوفي انان للخروج من المأزق في سوريا. وحتى الان، كانت الهيئة تسمى مجموعة اتصال.
وخلافا لمجموعة اصدقاء الشعب السوري او سوريا المؤلفة من اكثر من مئة عضو وبلدان ومنظمات، تقتصر مجموعة العمل خصوصا على البلدان الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) وبلدان من المنطقة مثل السعودية وتركيا.
ولم يشارك الروس والصينيون في اجتماعات مجموعة اصدقاء سوريا التي تقدم الدعم للمعارضة السورية.
وموسكو التي تأمل في مشاركة ايران، اعلنت موافقتها على المشاركة السبت في جنيف في اجتماع لمجموعة العمل.
وفي جنيف، اعتبرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا التي شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في تقرير الاربعاء ان اعمال العنف الطائفية تتزايد في هذا البلد، مؤكدة حصول انتهاكات فاضحة لحقوق الانسان فيه.
وحول مجزرة الحولة، اعتبرت اللجنة ان القوات الحكومية السورية ربما تكون مسؤولة عن "العديد" من قتلى هذه المجزرة.
واودت مجزرة الحولة في 25 ايار/مايو بحياة 108 اشخاص بينهم 49 طفلا، واثارت استياء واسعا في العالم في حين تبادل نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة المسلحة المسؤولية عنها.
وانسحب مندوب سوريا فيصل خباز حموي الاربعاء من الجلسة بينما كان الاعضاء يتداولون في التقرير.
ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل ما لا يقل عن 21 من القوات النظامية السورية، بينهم عقيد في الحرس الجمهوري، اثر استهداف شاحنة قرب مدينة الميادين بريف دير الزور (شرق)، وتفجير اليات للقوات النظامية السورية في قرية معرة دبسة بريف ادلب (شمال غرب)، واشتباكات في محافظات ادلب ودرعا(جنوب) وحلب (شمال)، ومحافظة دير الزور.
واضاف المرصد في بيان ان 15 جنديا انشقوا في دير الزور من تجمع تتمركز فيه قوات عسكرية وامنية.
وسقط 40 قتيلا، بينهم ثلاثة مقاتلين معارضين في ادلب احدهم قائد كتيبة.
والقتلى الباقون مدنيون قتل منهم 13 في ريف دمشق بينهم سبعة جراء استهداف تلفزيون "الاخبارية" الرسمي.
كما قتل سبعة في ريف ادلب، وفي محافظة دير الزور (شرق) 13 مدنيا بينهم اسرة من خمسة افراد في مدينة دير الزور التي تتعرض احيائها لقصف واطلاق نار من قبل القوات النظامية.
وقتل مدنيان في محافظة حماة (وسط)، ومدني في حمص (وسط) التي تتعرض احياؤها لقصف عنيف من قبل القوات النظامية.
وفي محافظة درعا (جنوب)، قتل شاب في بلدة كفر شمس التي تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، بحسب المرصد.
وتنفذ القوات النظامية السورية، في ريف دمشق، حملة مداهمات واعتقالات في بلدة مديرا وبلدة مسرابا بعدما خرجت فيها مظاهرة حاشدة صباحا، في حين افادت اللجان المحلية عن سماع دوي انفجارات ضخمة تترافق مع اطلاق نار كثيف في حمورية.
وتجدد القصف بحسب اللجان، على قرى الجبل في محافظة اللائقية الساحلية.
وبلغت وتيرة العنف في سوريا مستويات قياسية مع سقوط ما معدله اكثر من 100 قتيل يوميا خلال حزيران/يونيو الجاري ما رفع اجمالي عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات الى اكثر من 15800 شخص، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء.
واسفرت اعمال العنف الثلاثاء عن مقتل 129 شخصا في مناطق سورية عدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
من جهتها، حثت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الاميركية المدافعة عن حقوق الانسان الاربعاء السلطات السورية لانهاء اطلاق النار "العشوائي" ضد المدنيين بمن فيهم النساء والاطفال، الذين يحاولون الفرار الى الاردن والدول المجاورة.
وقالت المنظمة في بيان انه "ينبغي على السلطات السورية أن تأمر فورا قواتها المسلحة على الحدود لوضع حد لجميع الهجمات العشوائية واتخاذ كافة التدابير اللازمة لتجنب وقوع اصابات في صفوف المدنيين الذين يعبرون الى البلدان المجاورة، واحترام حقهم في مغادرة البلاد".
ويقول الاردن ان اكثر من 120 الف سوري لجأوا الى المملكة منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد في سوريا في آذار/مارس 2011.
وعلى صعيد اخر، اعلنت وزيرة الخارجية القبرصية ايراتو كوزاكو ماركوليس ان بلادها التي ستتولى في الاول من تموز/يوليو الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي مستعدة لتنظيم عمليات اجلاء الرعايا الاجانب من سوريا بالتنسيق مع نظرائها الاوروبيين.
من جهته اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء ان بلاده لا تنوي مهاجمة سوريا المجاورة والتي اسقطت طائرة حربية تركية فوق المتوسط قبل اسبوع.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً