العدد 3581 - الثلثاء 26 يونيو 2012م الموافق 06 شعبان 1433هـ

مبارزة أيبيرية مثيرة على طريق كتابة التاريخ

تفوح رائحة «الكلاسيكو» من مباراة إسبانيا والبرتغال اليوم (الأربعاء) على ملعب دونباس ارينا في دانيتسك ضمن الدور نصف النهائي من كأس أوروبا 2012 لكرة القدم المقامة حالياً في بولندا وأوكرانيا، لكن بطريقة معكوسة، إذ سيتّحد نجوم ريال مدريد وبرشلونة لإيقاف الثلاثي كريستيانو رونالدو وبيبي وفابيو كوينتراو المدعوم معنوياً من مدرّب الفريق الملكي ومواطنهم جوزيه مورينهو.

وشهد الموسمان الأخيران منافسة ضارية بين برشلونة وريال مدريد الإسبانيين أكان في المسابقات المحلية أو في دوري أبطال أوروبا، وكان رونالدو هدّاف ريال أحد أبرز عناصر هذه المواجهة مقابل الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكن هذه المرّة، سيعمل لاعبو برشلونة وريال في المنتخب الإسباني على فك شيفرة «ار 7» في المربع الذهبي من البطولة القارية.

يؤكّد لاعب وسط ريال وإسبانيا تشابي ألونسو صاحب هدفي الفوز على فرنسا في رُبع النهائي في مباراته الدولية المئة: «كلا، لم نحضّر أي شيء خاص. بالطبع، لا أقول إننا لم نحلّل طريقة لعب رونالدو. لكن الأربعاء، سنواصل تطبيق أسلوبنا الاعتيادي».

وبدأ رونالدو، الذي سجل 60 هدفاً لريال في جميع المسابقات هذا الموسم، بداية بطيئة في المسابقة وأهدر عدّة فرص في أوّل مباراتين ضد ألمانيا (0/1) والبرتغال (3/2)، لكنه انتفض بقوّة بعد ذلك وسجّل هدفي الفوز على هولندا (2/1)، ثم هدف التأهّل إلى نصف النهائي في مرمى تشيكيا (1/0).

وإذا كان مدرّب إسبانيا فيسنتي دل بوسكي لم يحضّر رسمياً الدواء الذي يعطل ماكينة رونالدو، إلا أن الظهير الأيمن الفارو اربيلوا يُدرك أن سهرته ضد زميله في ريال ستكون بالغة التعقيد، وعليه تذكّر فقرات التمرين مع الفريق الملكي ليحاول فرملة اللاعب الطائر.

وإذا كانت الصحف الإسبانية تركّز على المواجهة بين رونالدو وإخوته الأعداء في مباراة اليوم، الحارس إيكر كاسياس وقلب الدفاع سيرخيو راموس واربيلوا وراؤول البيول، إلا أن حامل اللقب يريد تظهير صورة أوسع لخصمه الذي يملك عدة نجوم آخرين.

يشرح سيسك فابريغاس، الذي يدفعه عادة المدرّب دل بوسكي ليكون المهاجم في التشكيلة بدلاً من فرناندو توريس: «البرتغال فريق قوي يملك لاعبين مميّزين. ميريليش، موتينيو، الميدا بإمكانهم الحفاظ على الكرة. ناني ورونالدو هما السلاح الذي يخترق عبر الأجنحة. إحدى نقاط قوّتهم هي الهجمات المرتدّة».

واستبعد فابريغاس أن تكون المواجهة مماثلة للقاءات الكلاسكيو النارية: «كلا، لن أذهب أبعد من ذلك. يلعبون بأسلوب مختلف تماماً عن ريال، ولو أنهم مميّزون في الهجمات المرتدّة».

لكن فابريغاس أبدى سروره بالدور الأوسع الذي منحه إياه المدرّب دل بوسكي وتحرّكه على الأطراف، وخصوصاً في حال عدم مشاركة المهاجم توريس أو أي رأس حربة آخر. وقال: «أنا مسرور للعب هكذا، وأتمتّع بحرية الحركة. لكن على رغم ذلك مقارنتي بميسي غير ممكنة. كلّ من ميسي وفابريغاس أمر مختلف عن الآخر. أتمنّى ألا يتوقّع منّي أحد أن أتجاوز 5 لاعبين وأسجل».

المنتخب الإسباني نجح في فك العقدة الفرنسية في رُبع النهائي (2/0) وقبل ذلك تأهّل إلى ربع النهائي، بعدما تعادل في الدور الأوّل مع إيطاليا 1/1 ثم فاز على ايرلندا (4/0) وكرواتيا بصعوبة (1/0)، في مباريات شهدت تألّق خط وسطه الضارب المؤلّف من زافي واندريس اينيستا ودافيد سيلفا وتشابي ألونسو وسيرجيو بوسكيتس، ما سيعقّد مهمة مدرّب البرتغال باولو بينتو، الذي احترف في ريال اوفييدو الإسباني بين 1996 و2000.

ومن التقاليد التي اعتاد عليها الأسبان خلال مشوارهم الناجح في الأعوام الأربعة الأخيرة، هو السماح للاعبين بالاستمتاع بيوم من الراحة بعد إتمام واجبهم في المباريات، وهذا ما حصل السبت حين تخطّوا فرنسا فنالوا مكافأة الاستمتاع بيوم حر انتهى عند منتصف ليل الأحد.

وفي ظلّ غياب المدرّب دل بوسكي واللاعبين الذين قاموا بجولة سياحية في أنحاء مدينة غدانسك البولندية، منح الاتحاد الإسباني الإذن لأربعة من الطاقم الفني التابع لدل بوسكي بالردّ على أسئلة الصحفيين في مقر «لا فوريا روخا»، وهم: مساعد المدرّب توني غراندي، مدرّب اللياقة خافيير مينيانو، مدرّب الحراس خوسيه مانويل اوتشوتورينا وكبير الكشافين باكو خيمينيز، الذي يتولّى مهام متابعة مباريات المنتخبات المنافسة.

وخيمينز سيكون الشخص المسئول عن تزويد دل بوسكي بشريط فيديو عن البرتغال، وكان واضحاً تماماً حول أمر يجب على الإسبانيين تفاديه: «فكرة أن البرتغال هي رونالدو و10 لاعبين آخرين خاطئة تماماً. هذا فريق رائع، وهو من دون أدنى شكّ أفضل ما واجهناه حتى الآن. رونالدو يقدّم مستوى جيداً وهو لاعب مذهل، لكنهم يملكون المواهب في جميع أنحاء الملعب. يملكون لاعبين في خط الوسط يتمنّى أي فريق في البطولة الحصول عليهما وخط وسط مثلنا يفضّل المحافظة على الكرة وتناقلها إلى أقصى حدّ. كما أنهم سريعون جدّاً في الهجمات المرتدّة».

في المواجهات الأخيرة بين المنتخبين، تفوّقت «لا روخا» بهدف وحيد في ثُمن نهائي مونديال 2010 بهدف الغائب دافيد فيا في مباراة كان رونالدو فيها مخيّباً للغاية، لكن «السيليساو» خرج فائزاً من الدور الأوّل لكأس أوروبا 2004 بهدف وحيد لنونو غوميش، كما تعادلا (1/1) في نسخة 1984، بيد أن المواجهة الودّية الأخيرة خرج فيها بطل العالم مذلولاً برباعية نظيفة.

وعموماً التقى الفريقان 34 مرّة، ففازت إسبانيا 15 مرّة والبرتغال 7 مرّات وتعادلا 12 مرّة.

تشكيل الفريقين

ولا يبدو أن تشكيل أي من الفريقين سيشهد أي مفاجآت. وإذا كان هناك احتمال لذلك، فإنه سيتعلق بالجدل المتكرر في المنتخب الأسباني بشأن اللعب برأس حربة صريح أو الاعتماد على سيسيك فابريغاس كمهاجم.

وما زال فيرناندو توريس هو الخيار الأول لمديره الفني فيسنتي دل بوسكي في حالة الاستقرار على الدفع بمهاجم صريح بينما سيكون فابريغاس جاهزا في حالة عودة دل بوسكي للطريقة نفسها التي استهل بها مشواره في البطولة الحالية.

كما أن الإرهاق الذي يعاني منه بعض اللاعبين مثل ديفيد سيلفا قد يجبر دل بوسكي على إجراء بعض التعديلات في صفوف الفريق.

وفي المقابل، سيكون هوغو ألميدا هو المرشح الأبرز للعب بجوار رونالدو وناني بدلا من المهاجم البرتغالي المصاب هيلدر بوستيغا.

ويلعب ميجيل فيلوسو وجواو موتينيو في وسط الملعب لمنح زميلهما راؤول ميريليس حرية أكبر في الحركة.

وفي الدفاع ، يأمل بيبي وبرونو ألفيش في الحفاظ على المستوى الراقي الذي قدماه في البطولة حتى الآن.

وأكد لاعب المنتخب البرتغالي جواو بيريرا «الأمور بدأت بشكل سيئ ولكنها تحسنت. لدي شعور بأننا أصبحنا الآن أكثر اتحادا في مواجهة المنتخب الأسباني. أصبحنا الآن أفضل كثيرا من الناحية الخططية وأصبح مستوى الثقة هائلا. ستكون مواجهة أيبيرية كلاسيكية ومباراة رائعة».


بينتو «الواثق» يحلم بتخطّي إسبانيا القوية

عُرف مدرّب البرتغال باولو بينتو بأنه كان لاعب وسط دفاعي خلال مسيرته الكروية ولا يتردّد في التصدّي للاعبين المنافسين بصلابة، وقد نقل الروح القتالية إلى لاعبي فريقه بعد أن تسلم تدريب المنتخب الوطني.

وإذا قُّدر للبرتغال تخطّي العقبة الإسبانية، فإنها ستبلغ المباراة النهائية في البطولة للمرّة الثانية في تاريخها بعد كأس أوروبا 2004، التي استضافتها على أرضها وخسرتها بشكل مفاجئ أمام اليونان صفر/1.

وبفضل تألّق النجم كريستيانو رونالدو بشكل كبير في البطولة الحالية خصوصاً في المباراتين الأخيرتين ضدّ هولندا وتشيكيا وتسجيله 3 أهداف، تبدو الآمال عالية لبلوغ مباراة القمّة المقرّرة في الأوّل من تموز/ يوليو المقبل، بيد أن بينتو لا يريد أن يحلم كثيراً.

قد يكون بينتو البالغ من العمر 43 عاماً أصغر مدرّب في البطولة الحالية، لكن سلوكه في المؤتمرات الصحافية يجعلك تشعر وكأنه يملك خبرة كبيرة في مجال التدريب.

ويعتبر بينتو أن اللعب الجماعي هو الأهم وعلى الرغم من أن الأنظار مسلّطة بقوّة على رونالدو، فإنه يرفض التحدّث عن لاعب معين وقال في هذا الصدد: «لا أودّ الحديث عن لاعبين معينين بعد المباراة. فأنا أحلّل لعب الفريق ككلّ بعد كلّ مباراة وليس ما قدمه هذا اللاعب أو ذاك».

وقد رفض بينتو الإشادة برونالدو قائد الفريق بعد تألّقه في المباراتين الأخيرتين ضدّ هولندا وتشيكيا، فهو يركز على الكفاح والإستراتيجية المثالية وروح الفريق وتنظيمه، ولا يريد التحدّث عن المجد قبل أوانه.

وكان بينتو خلف كارلوش كيروش في سبتمبر/ أيلول العام 2010، بعد أن حقّق نجاحات بارزة في صفوف فريقه سبورتينغ لشبونة. منذ البداية فرض شخصيته القوية ولم يتردّد في إبعاد صخرة الدفاع ريكاردو كارفاليو. ويقول عنه بيبي قلب دفاع ريال مدريد الإسباني: «يعرف بينتو تماماً كيف يفكّر اللاعبون خلال بطولة كبيرة».

قد تكون إسبانيا على شفير إحراز ثلاثية غير مسبوقة بعد أن توّجت بطلة لأوروبا العام 2008 ثم لكأس العالم 2010، لكن بينتو قاد فريقه إلى فوز ساحق على «لا روخا» 4/ صفر في آخر مباراة ودّية جمعت بينهما في لشبونة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2010.

تغير فريقه قليلاً منذ تلك المباراة، لكنّ الاستقرار هو السمة البارزة في الفريق، إذ شاركت التشكيلة الأساسية في المباريات الأربع الأولى في البطولة حتى الآن.

لكن بينتو سيضطر إلى إجراء تعديل واحد على التشكيلة التي ستواجه إسبانيا لإصابة هيلدر بوستيغا وغيابه عن مباراة القمّة، لكنه استمرّ في التحدّث بلهجة الواثق من قدرات فريقه على بلوغ النهائي وما ينتظرهم في مباراة اليوم بقوله: «لقد عملنا بجهد كبير للوصول إلى هنا، والآن سنحاول أن نخوض المباراة بأفضل ظروف ممكنة».

وأضاف «لم يساورني أي قلق بشأن هؤلاء اللاعبين لأنهم يملكون النوعية ويبذلون جهوداً شاقة. لديّ إيمان كبير باللاعبين الـ23 وسنظهر ردّنا ضد إسبانيا».

أظهر المنتخب البرتغالي بإشراف بينتو فعالية كبيرة وتوازناً في جميع خطوطه، وعلى الرغم من أن نسبة استحواذه على الكرة متدنٍّ بعض الشيء (46 في المئة)، فإنه نجح في بلوغ نصف النهائي.

يبدو بينتو على بعد خطوتين من بلوغ المجد الكروي ولا يريد إضاعة هذه الفرصة.


من وحي الأرقام... البرتغال أقرب للفوز من إسبانيا

كييف - رويترز

فيما يلي إحصاءات وأرقام قبل أولى مباراتي الدور قبل النهائي في بطولة أوروبا لكرة القدم 2012 بين البرتغال واسبانيا باستاد دونباس أرينا في دونيتسك بأوكرانيا الأربعاء.

- على رغم أن لاسبانيا سجل أفضل كثيرا في المواجهات المباشرة ضد جارتها إذ حققت الفوز 16 مرة مقابل 6 انتصارات للفريق المنافسات في 34 مباراة إلا أن نتائج مواجهات الطرفين في آخر 50 عاما في صالح البرتغال.

وخسر البرتغاليون مرتين فقط أمام اسبانيا وحققوا الفوز 4 مرات في 12 مباراة خلال تلك الفترة. كما تملك البرتغال أفضلية نفسية عقب فوزها 4/ صفر على اسبانيا في آخر مواجهة ودية جرت بينهما في لشبونة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2010 بعد عدة أشهر من إحراز المنتخب الاسباني كأس العالم.

- هذه هي رابع مرة يتقابل فيها الفريقان في بطولة كبيرة. وتعادلا 1/1 في دور المجموعات ببطولة أوروبا 1984. ومنذ تلك المباراة فازت البرتغال 1/ صفر بملعبها على اسبانيا في بطولة أوروبا 2004 لكنها خرجت على يد الأسبان بعد الهزيمة 1/ صفر في دور الستة عشر بكأس العالم 2010.

- بلغت البرتغال الدور قبل النهائي في 3 من بين آخر 4 نهائيات لبطولة أوروبا.

وبعد الهزيمة 2/1 أمام فرنسا في الدور قبل النهائي لبطولة أوروبا 2000 وصلت البرتغال للنهائي على أرضها في 2004 بعد فوزها 2/1 على هولندا في الدور قبل النهائي لكنها خسرت بعد ذلك أمام اليونان.

وفي 2008 انتهى مشوار البرتغال في دور الثمانية بالخسارة 3/2 أمام ألمانيا.

- سجل كريستيانو رونالدو 3 أهداف في آخر مباراتين له ليرفع رصيده الإجمالي في 3 نهائيات لبطولة أوروبا إلى 6 أهداف وهو في طريقه لتحقيق رقم قياسي برتغالي. وهو الآن متعادل مع نونو غوميز الذي سجل هدفه السادس عندما خسرت البرتغال 3/2 أمام ألمانيا في بطولة أوروبا 2008.

- عززت اسبانيا مسيرتها المذهلة الخالية من الهزيمة إلى 18 مباراة رسمية بعد الفوز على فرنسا في دور الثمانية بينها 17 مباراة انتهت بالفوز. وحافظ المنتخب الاسباني على شباكه نظيفة في آخر 3 مباريات واستقبل مرماه 8 أهداف فقط في آخر 18 مباراة.

- في آخر 9 مباريات رسمية افتتح 9 لاعبين مختلفين التسجيل لاسبانيا وهم ديفيد فيا وزافي والفارو نيغريدو وخوان ماتا وديفيد سيلفا وسيسك فابريغاس وفرناندو توريس وخيسوس نافاس وتشابي ألونسو.


فوز البرتغال يعزِّز ثقة البلاد المتعثرة اقتصادياً

عزز الأداء المميز لكريستيانو رونالدو في بطولة أوروبا لكرة القدم 2012 ثقة البرتغال في نفسها خلال الأوقات الصعبة التي تمر بها البلاد والتي تعاني للتأقلم مع حجم الديون الضخم وإجراءات التقشف المؤلمة.

وألهم رونالدو زملائه في الفريق في مباراة هولندا وهي آخر مباريات الفريق في دور المجموعات وأمام جمهورية التشيك في دور الثمانية ليتأهل منتخب بلاده إلى الدور قبل النهائي اليوم (الأربعاء) لمواجهة جارتها اسبانيا التي تواجه أزمة اقتصادية هي الأخرى.

وسيكون الفوز على بطل أوروبا والعالم أمرا صعبا إلا انه وفي ظل قيادة رونالدو للفريق ستأمل البرتغال في إنهاء هيمنة منافستها التي لم تخسر خلال 18 مباراة رسمية.

وقالت صحيفة «ايه بولا» اليومية الرياضية البرتغالية «انه أمر رائع أن تناطح دولة صغيرة أكبر دول أوروبا والعالم».

وأضافت «هذا يمثل تحديا لكافة أشكال المنطق في العالم الحديث وعلاوة على ذلك فانه يتحدى منطق أن من لديه أموال يمتلك القوة والسلطة على حساب الآخرين».

إلا انه وعلى الرغم من كل ذلك فان رونالدو ورفاقه ليسوا بمنأى عن غضب جماهير بلادهم. وفي ظل تلك الصعاب الاقتصادية التي تعاني منها البلاد يأمل الناس أن يكون فريقهم حاضرا بقوة في الملعب للتعويض عنهم، وقال لاعب الوسط البرتغالي كوستوديو: «سنقاتل حتى النهاية».


رائحة برشلونة تفوح من حَكَم البرتغال وإسبانيا

لشبونة - أ ف ب

عبرت البعثة البرتغالية المشاركة في كأس أوروبا 2012 لكرة القدم عن استيائها من تعيين الحكم التركي جنيات شاكير للإشراف على مباراة البرتغال واسبانيا في نصف النهائي لليورو اليوم (الأربعاء) في دانيتسك.

وكتبت صحيفة «ا بولا»: «البرتغال ساخطة، تعيين الحكم التركي جنيات شاكير دق جرس الإنذار»، مضيفة إن رئيس لجنة التحكيم في الاتحاد الأوروبي الاسباني انخل فيار يرأس أيضا الاتحاد الاسباني للعبة، وان نائب الرئيس سينيس ارزيك تركي وهو «صديق لبرشلونة ويونيسيف».

وشرحت الصحيفة «السيد ارزيك من كوادر اليونيسيف وشارك في مفاوضات هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة كي تصبح راعية لنادي برشلونة.

وحسب وكالة الأنباء الفرنسية كتبت صحيفة «ريكورد»: «تعيين الحكم التركي يثير الريبة. الاتحاد البرتغالي يفكر في الاحتجاج رسميا»، معتبرة إن «سيليساو تخشى الألعاب وراء الكواليس والتأثير الكبير لانخل فيار».

يذكر أن الحكم التركي جنيات شاكير أدار مباراة برشلونة وتشلسي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وكان في منتهى الحيادية.


أربيلوا في اختبار صعب أمام رونالدو

دونيتسك - د ب أ

مع غياب المدافع المخضرم كارلوس بويول عن صفوف المنتخب الأسباني لكرة القدم في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) المقامة حاليا ببولندا وأوكرانيا بسبب الإصابة، وجد اللاعب ألفارو أربيلوا نفسه مسئولا عن الجبهة اليمنى للماتادور الأسباني.

ولكن أربيلوا (29 عاما) سيواجه اليوم أصعب اختبار له عندما يواجه المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو زميله في ريال مدريد الأسباني.

وأشاد المدير الفني للمنتخب الأسباني فيسنتي دل بوسكي بأداء أربيلوا في البطولة الحالية قائلا: «حتى الآن، أدى ألفارو (أربيلوا) دوره بشكل رائع». وعلى رغم افتقاد أربيلوا للرؤية الهجومية، حقق اللاعب نجاحا هائلا في موقعه بالجانب الأيمن للمنتخب الأسباني بعدما أحرز الفريق لقبي بطل أوروبا والعالم من خلال الاعتماد على سيرخيو راموس في هذا المركز ولكن راموس انتقل لسد الثغرة التي تركها غياب بويول في قلب الدفاع.

وفي ظل المستوى الرائع الذي يتمتع به كريستيانو رونالدو، سيواجه أربيلوا اختبارا صعبة ومهمة عصيبة لإيقاف رونالدو الذي يميل إلى اللعب والانطلاق من الناحية اليسرى. وقال أربيلوا، الذي يعي تماما صعوبة مهمته «كريستيانو (رونالدو) لاعب استثنائي». وأظهر أربيلوا قدرته على إيقاف لاعبين بارزين من خلال مباراة المنتخب الإسباني مع نظيره الفرنسي في دور الثمانية للبطولة الحالية والتي حد فيها من خطورة اللاعب الفرنسي الخطير فرانك ريبيري ولكنه سيكون بحاجة إلى مزيد من التعاون من زملائه المدافعين حتى يتصدى لخطورة رونالدو. وقال نجم المنتخب الأسباني تشابي ألونسو: «ليس لدينا خطة خاصة لكريسستيانو رونالدو» على رغم اعترافه بأن مستوى كريستيانو رونالدو من مرتبة أخرى أعلى من ريبيري. وأضاف ألونسو «سنلعب بمستوانا وطريقتنا المعتادة. وإذا كان ضروريا إجراء بعض التعديلات، سنحاول تقليص المساحات بشكل أكبر».


دل بوسكي يقترب من معانقة المجد

يبدو مدرّب منتخب إسبانيا فيسنتي دل بوسكي على بعد خطوتين من أن يصبح ثاني مدرّب في التاريخ بعد الألماني هلموت شون يقود فريقه إلى إحراز كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية.

وكان دل بوسكي (61 عاماً) استلم تدريب «لاروخا» خلفاً للويس أراغونيس، الذي قاد المنتخب الإسباني إلى إحراز كأس أمم أوروبا 2008، قبل أن يقوده إلى المجد العالمي في مونديال 2010 في جنوب أفريقيا.

ودفع التتويج العالمي ملك إسبانيا خوان كارلوس إلى منح دل بوسكي وسام الماركيز الأوّل تقديراً لإنجازاته على رأس الجهاز الفني للمنتخب الإسباني.

ويتعيّن على المدرّب المخضرم أن يتخطّى البرتغال في نصف النهائي ثم ألمانيا أو إيطاليا في مباراة القمّة ليدخل التاريخ من بابه العريض.

وإذا قُدِّر للمنتخب الإسباني إحراز اللقب القاري، فإنه سيصبح أوّل فريق يحرز 3 ألقاب كبيرة على التوالي، لكن الأمور لن تكون سهلةً قبل تحقيق ذلك.

وكان أراغونيس وضع حدّاً للحرمان دام 4 عقود، عندما قاد إسبانيا إلى إحراز كأس أمم أوروبا الأخيرة في سويسرا والنمسا بعد غياب عن منصّة التتويج منذ العام 1964 عندما استضافت البطولة.

وورث دل بوسكي فريقاً يلعب أسلوباً معيناً هو «تيكي تاكا» أي التمريرات القصيرة والتمركز الجيد في الملعب والاستحواذ على الكرة، والذي يعتمده بفعالية كبيرة نادي برشلونة، وذلك بفضل مجموعة من اللاعبين الأفذاذ، أمثال زافي هرنانديز وأندريس إنييستا، فقد نسخوا نوعاً ما أسلوب الكرة الشاملة التي تميّز بها الهولنديون في السبعينيات.

ويبدو أنّ هدوء دل بوسكي والاحترام الذي يكنّه له اللاعبون كانا عاملين مهمين في إبعاد المشاكل عن صفوف المنتخب الإسباني على رغم أنّ المدرّب اتّخذ قرارات صعبة مثل استبعاد فرناندو توريس من التشكيلة الأساسية وتركه احتياطياً في جميع المباريات حتى الآن باستثناء اللقاء ضد جمهورية ايرلندا.

وقال دل بوسكي: «نحن محظوظون كوننا نملك جيلاً ذهبياً من اللاعبين، وهؤلاء ليسوا فقط موهوبين جدّاً بل أناس طيبين أيضاً ومتواضعين».

ويملك دل بوسكي سجلا رائعاً على رأس الجهاز الفني للمنتخب فقد حقّق فريقه الفوز في 10 مباريات في تصفيات كأس العالم في 10 لقاءات، كما بلغ نهائيات كأس أوروبا الحالية بفوزه في مبارياته الثماني.

ولم يخسر المنتخب الإسباني بإشراف دل بوسكي سوى مباراتين رسميتين في كأس القارات العام 2009 ضد الولايات المتحدة، وضد سويسرا في مباراته الافتتاحية في كأس العالم 2010.

وأمضى دل بوسكي معظم مسيرته كلاعب في صفوف ريال مدريد، إذ فاز باللقب المحلّي 5 مرّات وكأس إسبانيا 4 مرّات بين 1974 و1982.

وشارك دل بوسكي في كأس أوروبا 1980 في إيطاليا قبل أن ينتقل إلى مجال التدريب.

واستلم الإسباني الإشراف على ريال مدريد خلفاً للويلزي جون توشاك العام 1999، وقاد الفريق الملكي إلى اللقب المحلّي مرّتين وإلى دوري أبطال أوروبا مرّتين أيضاً.

لكن عقده لم يجدّد العام 2003، لأنّ رئيس الفريق آنذاك وحالياً فلورنتيو بيريز اعتبر أنه لا يملك الكاريزما اللازمة للإشراف على «مجرة» النجوم، فأقاله وعيّن مكانه البرتغالي كارلوس كيروش من دون أن يصيب نجاحاً.

لقد وعد دل بوسكي الجماهير الإسبانية بأنها ستضحك في النهاية ويبقى أن يفي بوعده.

العدد 3581 - الثلثاء 26 يونيو 2012م الموافق 06 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً